خبايا ترامب وعائلته في الكتاب الأكثر مبيعًا
أسرار السياسة الأمريكية في عام من الحكم
واشنطن - جهينة نيوز - مامون العمري
أصبح كتاب المؤلف مايكل وولف المثير "نار وغضب.. داخل بيت ترامب الأبيض"، الأكثر مبيعاً على الإنترنت وسط طلب غير مسبوق، حسبما ما ذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
وقالت مكتبتا أمازون وبارنز آند نوبل الإلكترونيتان إن الكتاب احتل المرتبة الأولى بحلول منتصف يوم الجمعة. إلا أن مخزون الكتاب بدأ ينفد، حيث أشارت أمازون إلى أن الشحن قد يستغرق من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وقد نفدت نسخ الكتاب في غضون 15 دقيقة فقط من بدء توزيعه.
ولا يتوقف الطلب على الكتاب منذ صدور تقارير عن محتواه يوم الأربعاء الماضي.
وكان ناشر الكتاب، وهو مؤسسة هنري آند هولت، يعتزم إصداره في التاسع من يناير، لكن بعد تهديد ترامب باتخاذ إجراء قانوني كي تحجب دار النشر طرح الكتاب، سارع الناشر بإصدار الكتاب يوم الجمعة قبل الموعد المقرر بأربعة أيام "بسبب الطلب الساحق عليه".
وكان ترامب قد نفى أن يكون قد تكلم يوماً لمايكل وولف مؤلف الكتاب، معتبراً أن الكتاب "مليء بالأكاذيب". وينقل المؤلف في كتابه اقتباسات من مساعدين لترامب بمن فيهم ستيف بانون يعربون فيها عن شكوك جدية حول أهلية ترامب لمهام الرئاسة، بالإضافة لأسرار حول حملة ترامب الانتخابية والفوضى داخل إدارته.
وغرّد الرئيس الأميركي، مساء الخميس، قائلاً إن الكتاب الجديد الذي سيصدر الجمعة حول حملته الانتخابية والفوضى داخل البيت الأبيض "مليء بالأكاذيب".
وتعليقاً على كتاب "نار وغضب.. داخل بيت ترامب الأبيض" لمايكل وولف وبعد فشل محاولة لمنع صدوره، قال ترامب "لم أسمح إطلاقا بدخول مؤلف هذا الكتاب المجنون إلى البيت الأبيض! لم اتحدث إليه أبدا بشأن كتاب. مليء بالأكاذيب وبالتحريف وبمصادر غير موجودة".
ينظر إلى وولف على أنه من الداخل، ويقدم تفاصيل عن الحوادث في البيت الأبيض، والمحادثات، وأنشطة ترامب وموظفيه. ويدعي وولف أنه تحدث إلى ترامب وتمكن من الوصول إلى الجناح الغربي للبيت الأبيض، وهو ما نفاه البيت الأبيض والرئيس
ويعترف المؤلف بأنه قال ما كان ضروريا للحصول على القصة في مقابلة أجرتها معه قناة "إن بي سي" اليوم في 5 كانون الثاني.
وقد اعترض البيت الأبيض بشدة على ادعاءات وولف، التي تفيد التقارير بأنها استندت إلى 200 مقابلة مع البيت الأبيض وموظفي الحملة.
وفيما يتعلق بمصداقيته، اتهم أندرو سوليفان وولف بوضع كلمات في فمه في عام 2001 عندما كتب أن سوليفان "يعتقد أنه أهم مثقف مثلي الجنس العام في أمريكا اليوم"
الانباط تنشر اليوم الجزء الثاني عن ابرز ما جاء في الكتاب من اسرار البيت الابيض ، وكما نشرتها وكالات الصحف العالمية
الحرب بين بانون وكوشنر بشأن محادثات السلام
كان ترامب عندما سلم صهره ملف الشرق الأوسط يعلم أنه كان يلقي به في المعمعة. وقد تندر بذلك مذيع فوكس نيوز تاكر كارلسون حينما قال إن الرئيس لم يقدم لكوشنر أي معروف.
رد ترامب مستمتعاً بالنكتة: "أعلم ذلك".
"اختاره الرئيس بالذات لأنه يهودي، ولعله أراد أن يكافئه على يهوديته، مكلفاً إياه بمهمة مستحيلة لكونه يهودياً، ولعله كان مندفعاً بالاعتقاد بأن اليهود يتمتعون بقدرات تفاوضية خارقة. وقد قال ترامب أكثر من مرة إن هنري كيسنغر يقول إن جاريد سيكون هنري كيسنغر الجديد. وقد يعتبر ذلك مزيجاً من الإشادة والتلطيخ."
في هذه الأثناء لم يتردد بانون – والذي يقول وولف إن جاريد كان يعتبره مناهضاً للسامية – في أن يلمز به بخصوص ملف عملية السلام. وكان بانون في ذلك متواطئاً مع شيلدون أديلسون الذي كان يثير الشكوك حول دوافع وقدرات كوشنر. ومع ذلك ظل ترامب يقول لكوشنر إن عليه دائماً أن يراج أديلسون، موجداً بذلك دائرة مفرغة.
كان كوشنر يشعر بالحيرة الشديدة إزاء سعي بانون للاستحواذ على لقب "الأقوى بشأن إسرائيل"، وخاصة أن كوشنر نشأ كيهودي ملتزم، حسبما يقوله وولف. فبالنسبة لكوشنر، منطلق بانون اليميني في الدفاع عن إسرائيل، وهو المنطق الذي يتبناه ترامب، أصبح بشكل أو بآخر سلوكاً مناهضاً للسامية موجهاً ضده شخصياً.
القدس في اليوم الأول
وحسبما جاء في الكتاب، كان المستشار الاستراتيجي السابق في البيت الأبيض ستيف بانون قد أخبر الرئيس التنفيذي السابق لمحطة فوكس نيوز روجر إيليس بأن ترامب كان ينوي نقل السفارة إلى القدس في اليوم الأول.
جاء ذلك في سياق حديث صريح على مأدبة عشاء مع إيليس تبين فيما بعد أن الداعي لها كان وولف. في تلك الأمسية شرح بانون رؤية ترامب لإعادة تشكيل الشرق الأوسط على النحو التالي:
"دع الأردن يأخذ الضفة الغربية، ودع مصر تأخذ غزة. دعهم يتصرفون معها أو يغرقون وهم يحاولون ذلك. السعوديون على حافة الجرف، والمصريون على حافة الجرف، وكلهم يموتون خوفاً من الفرس ... اليمن، سيناء، ليبيا ... هذا شيء سيء ... ولهذا فإن روسيا مهمة ... هل روسيا بهذا السوء؟ إنهم أشخاص سيئون. ولكن العالم مليء بالأشخاص السيئين."
تركيا: غير متأكدة بشأن ترامب
في وقت مبكر من الفترة الانتقالية، كتب وولف يقول إن مسؤولاً تركياً رفيع المستوى تواصل "في حالة من الارتباك الحقيقي" مع رجل أعمال أمريكي شهير ليسأله عن كيفية التأثير على البيت الأبيض في عهد ترامب.
سأل ذلك المسؤول ما إذا كان من الأفضل لتركيا السعي للتأثير من خلال الضغط على الوجود العسكري الأمريكي في تركيا أو من خلال منح الرئيس موقعاً فندقياً مميزاً على مضيق البوسفور.
على الرغم من الجهود المتعددة، إلا أن تركيا واجهت صعوبة بالغة في سعيها لإقناع الولايات المتحدة بتسليمها فتح الله غولن، الذي يقيم في بنسلفانيا ويُزعم أنه وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة.
جذور كراهية ترامب لإيران
حدد خطاب ترامب المعادي لإيران معالم سياسته الخارجية. يقول وولف إنه بتأثير من مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين اقتنع ترامب بأن إيران "هي الشخص الشرير".
كما وصل الأمر بترامب لأن يعتقد بأن كل من يعارض إيران فهو "شخص طيب على وجه التأكيد
."
الشرق الأوسط: أربعة لاعبين فقط
اختزلت الدائرة الداخلية المحيطة بترامب الشرق الأوسط في أربعة لاعبين: مصر وإسرائيل والمملكة العربية السعودية وإيران.
وتشكل لديهم الاعتقاد بأن اللاعبين الثالثة الأوائل يمكن أن يتوحدوا ضد طهران، وحداهم الأمل في ألا تتدخل مصر والمملكة العربية السعودية بشكل يعارض المصالح الأمريكية طالما أنها تركت لتتصرف مع إيران كما تريد. كتب وولف يقول إن هذا الموقف الجديد تجاه الشرق الأوسط مثل:
"خلطة من الأفكار التي تثير الغثيان. انعزالية بانون (دعونا ننأى بأنفسنا)، وعداء فلين لإيران (التي يتجسد فيها كل ما في العالم من غدر وسمية ولا مثيل لما يمثله الملالي من ذلك)، وكيسنغرية كوشنر (ليست كيسنغرية بقدر ما هي عدم وجود وجهة نظر خاصة به، سعي حثيث لاتباع ما ينصح به ذلك البالغ من العمر أربعة وتسعين عاماً).
كيف وصل ترامب إلى قرار الهجوم على سوريا؟
بعد الهجوم بالأسلحة الكيماوية على بلدة خان شيخون السورية في الرابع من نيسان 2017، اتخذ ترامب قراراً غير مسبوق بإطلاق صاروخ توماهوك على قاعدة جوية تابعة للحكومة السورية انتقاماً منها.
يصف وولف كيف كان ترامب في بداية الأمر في حالة من الارتباك ولا يعرف كيف يمضي في الموضوع. ثم حصل ما يلي:
"في وقت متأخر من عصر ذلك اليوم، أعدت إيفانكا ترامب ودينا باويل عرضاً مصوراً وصفه بانون مشمئزاً بأنه كان عبارة عن صور لأطفال تخرج الرغوة من أفواههم. وعندما قدمت المرأتان العرض للرئيس شاهده عدة مرات، وبدا مأخوذاً بما يشاهد. كان بانون يتابع رد فعل الرئيس، وبينما هو كذلك رأى الترمبية تذوب أمام عينيه."
وبعد مزيد من النقاش، وفي السادس من نيسان، كما كتب وولف، أمر ترامب بشن الهجوم في اليوم التالي.
"بعد انتهاء الاجتماع واتخاذ القرار، عاد ترامب في حالة من النشوة ليتحدث مع الصحفيين الذين كانوا يرافقونه على متن طائرة الرئاسة، إلا أنه لم يبح لهم بما كان ينوي فعله إزاء سوريا."
وقع الهجوم بينما كان ترامب يستضيف الرئيس الصيني في مارالاغو في مقر إقامته في فلوريدا. وما أن انتهى اللقاء بين الرئيسين حتى خرج ترامب مع بعض من مستشاريه لالتقاط الصور التذكارية. إلا أن وولف يقول في كتابه: "ولكن كان بانون يغلي في مقعده على الطاولة، وقد أغضبه المشهد التمثيلي الذي رآه بما ينطوي عليه من تصنع."
في بعض الأوقات كان يصعب التنبؤ بسياسة ترامب الخارجية تجاه الشرق الأوسط، ولكن في هذه المناسبة كما كتب وولف: "كان موظفو الرئيس لشؤون الأمن القومي أكثر شعوراً بالارتياح. فالرئيس الذي يصعب في العادة التنبؤ بما سيفعله جاء فعله هذه المرة كما كان متوقعاً تماماً. وكان الرئيس الذي يصعب التحكم به تحت السيطرة."
حظر السفر على المسلمين: كان بانون يريد تنظيم احتجاجات في المطارات
كان بانون عازماً بكل إصرار على تمرير الأمر التنفيذي لمنع المسلمين من بلدان معينة من دخول الولايات المتحدة – إلا أن ثمة مشكلة طرأت.
"في الواقع لم يكن بانون يعرف كيف يفعل ذلك – أي تغيير القواعد والقوانين. وكان بانون يدرك أن هذه العقبة كان بالإمكان استخدامها بسهولة لإحباط المشروع. الإجراءات المطولة كانت هي العدو. ولكن تنفيذ ذلك – بغض النظر عن الكيفية – وتنفيذ ذلك في الحال كان يمكن أن يكون إجراءً مضاداً في غاية القوة."
قام بانون – الذي يؤكد وولف أنه لم يستخدم الكومبيوتر في حياته – بإرسال ستفين ميلر "إلى الإنترنيت ليحيط نفسه علماً بالأمر التنفيذي ويحاول صياغته."
لدى التوقيع على الأمر التنفيذي في السابع والعشرين من يناير / كانون الثاني، أراد معظم موظفي البيت الأبيض معرفة لماذا حصل ذلك يوم الجمعة "وذلك أن وقعه على المطارات سيكون الأقوى وسيجلب أعداداً أكبر من المحتجين." وأضاف وولف في كتابه إن بانون قال: "إيه ... هذا هو السبب. حتى تظهر ندف الثلج في المطارات وتحدث شغباً."
الوزيرة هيلي والسفيرة باويل
كانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، والتي يصفها كبار الموظفين بأن لديها من الطموح ما يضاهي طموح إبليس، في جيء بها إلى دائرة ترامب من قبل إيفانكا التي تعرفت عليها وصادقتها.
يقول وولف إن هيلي خلصت إلى الاستنتاج بأن ترامب لن يكون رئيساً لأكثر من فترة واحدة، وأنه إذا ما حصل ذلك فعلها تكون من يخلفه في منصبه. إلا أن عائلة ترامب كانت لديها أفكار أخرى.
"كما أصبح واضحاً للعيان داخل الفريق الأوسع العامل في شؤون السياسة الخارجية والأمن القومي، وقع اختيار العائلة على هيلي لتشغل منصب وزيرة الخارجية بعد الاستقالة الحتمية التي سيقدمها ريكس تيلرسون.
(وبنفس الشكل، سوف يشتمل التعديل الوزاري تعيين دينا باويل محل هيلي في الأمم المتحدة."
كان بانون يشعر بقلق شديد من أن هيلي قد تفوق ترامب دهاءً، ولذلك – كما كتب وولف، دفع باتجاه اختيار مايك بومبيو ليخلف وزير الخارجية ريكس تيلرسون إذا ما – أو الأصح عندما – يستقيل في نهاية الأمر.
عربات غولف من الذهب
خلال الرحلة التي قام بها ترامب وشارك أثناءها في قمة الرياض بصحبة السيدة الأولى وجاريد وإيفانكا "كانوا يتنقلون داخل القصر في عربات غولب مصنوعة من الذهب" ونظم السعوديون حفلة على شرف ترامب كلفت 75 مليون دولار نصب له فيها كرسي عرش جلس فيه الرئيس.
"اتصل الرئيس بالبلاد ليقول لأصدقائه كم كان ذلك طبيعياً ويسيراً، وكيف أن أوباما ضيع كل ذلك بطريقة يستعصي شرحها وتدعو إلى الريبة."