banner
أخبار محلية
banner

خبراء و اعلاميون :منصات التواصل الاجتماعي تمثل "برلمانا شعبيا"

{clean_title}
جهينة نيوز -

تأثير منصات مواقع التواصل الاجتماعي

ابو بيدر : منصات التواصل الاجتماعي تمثل "برلمانا شعبيا" للشعب الاردني

  التميمي : الحكومة ما زالت تتعامل مع الرأي العام بطريقة تقليدية

 

الشخانبة : ما زال هناك عدم جدية في تعاطي المواطن مع مواقع التواصل الاجتماعي

الاحمد : الاردنيون محظوظون برئيس وزراء نشط عبر منصات التواصل الاجتماعي

 – عمان – خليل النظامي

تصريحات رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ليلة أمس الأول عبر برنامج ستون دقيقة عن الاثر الذي تشكله منصات التواصل الاجتماعي على حكومته تعتبر دليلا ماديا على الشرعية التي باتت تتمتع بها هذه المنصات ، وما تقوم به من دور رقابي على الحكومة ومؤسساتها.

ولعل بروز منصات التواصل الاجتماعي كإحدى المؤثرات على الجهات الرسمية في الاردن وقراراتها واستراتيجيات عملها بات يؤشر على اهمية الدور الذي تلبعه هذه المنصات ، في تشكيل وقيادة الرأي العام حول اهم القضايا والقرارات الحكومية ، وكشف سلوكيات غير صحية للعديد من المسؤولين في مختلف السلطات ومؤسسات الدولة ، بالاضافة الى الكشف عن هوية الطريقة التي تتعاطى بها الحكومة مع القضايا التي تطرح عبرها ، بحسب العديد من المراقبين والاكاديميين.

استاذ الاعلام في جامعة البترا الدكتور جمال التميمي قال ان الحكومة لا تتعامل مع الرأي العام بالطرق العلمية والمهنية الصحيحة ، مشيرا الى ان الاشكالية ليست في الرأي العام وانما في الحكومة ، خاصة في ظل تلاشي الاعلام المهني الحر بالمفهوم الحقيقي ما جعل مواقع التواصل الاعلامي تأخذ دوره كبديل.

وأضاف التميمي ان الحكومة ما زالت تتعامل مع الرأي العام بطريقة تقليدية، موضحا ان المواطن الاردني لم يعد كما كان في السابق حيث تلاشت نسبة الامية فيه ، واصبح قادرا على فهم دوران العجلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم ، ويستطيع الوصول لاية معلومة يريدها وبدقة بالغة.

واشار الى ان لغة المخاطبة بين الحكومة والمواطن غير سليمة، فالتصريحات الرسمية يشوب الخلل معظمها ، موضحا عدم قدرتهم على ايصال المعلومة وغالبا ما تكون بلغة غير مفهومة ومعومة ما يجبر المواطن البحث عن مصادر اخرى يستسقي منها المعلومة.

وحول انتشار الشائعات علق التميمي على حديث رئيس الوزراء قائلا "ان كان يقصد الرئيس انتشار الشائعات فإن غياب الحكومة عن منصات التواصل الاجتماعي ومتابعتها لما ينشر عليها من معلومات عنها ادى الى وجود مساحة خصبة عبر هذه المنصات للشائعات ، فالاجدر ان يكون السؤال عن مدى تواجد الحكومة على هذه المنصات لدحض الشائعات بالسرعة والدقة المطلوبة.

الزميل الصحفي جهاد ابو بيدر قال ان ما قامت به منصات التواصل الاجتماعي كان عملا جبارا خاصة على صعيد كشفها قضايا الفساد وحقيقة الوعود الزائفة التي اعلنت عنها الحكومة ، وتجاوزات العديد من المسؤولين، واصفا اياها "بمجلس البرلمان الالكتروني" والذي يمثل الشعب كاملا ما جعل مواجهتها مهمة صعبة امام رئيس الحكومة.

وأضاف ان هناك حالة مخاض عسيرة وصراعا بين الحكومة ومنصات التواصل الاجتماعي ، بالاضافة سلوكيات عمل العديد من اجنحة الحكومة الهادفة الى تسخيف محتوى هذه المنصات من خلال عدم الاكتراث وعدم الاقتناع بأن ما ينشر عبر هذه المنصات ملعومات دامغة وحقائق وقضايا مهمة ويجب متابعتها.

اما بالنسبة لعمل المنصات التي اطلقتها الحكومة وصفها بأنها تعيش حالة من الفشل الذريع، وذلك لعدم قدرتها على اقناع الناس ومخاطبتهم بما تتخذ الحكومة من قرارات وما تنتهجه من سياسات، مشيرا الى ان السبب في ذلك يعود الى اعتماد الحكومة على اشخاص غير مهنيين و غير مؤهلين على عملية التعامل مع الرأي العام ، بالاضافة الى اعتماد الحكومة على وسائل بالية مثل منصة "حقك تعرف" وغيرها من المنصات والتي لا تلقى اي تفاعل من المواطن مع ما تنشره وتطرحه.

وحول الشائعات التي تنتشر عبر هذه المنصات اوضح ان هناك العديد من الشائعات تطلقها الحكومة نفسها بهدف تفتيت وتشتيت توجه الرأي العام عن مسار معين في قضية معينة ، ولكنها - الشائعات التي تطلقها الحكومة – سرعان ما تنتهي من خلال قيام العديد من الصحفيين بتنفيذها وايضاح حقيقتها ، والذين بدورهم باتوا يحصدون ثقة عالية من قبل المواطنين في قيادتهم للرأي العام ومحاولة ضبط ايقاع حراك الفيسبوك.

موضحا ان هناك العديد من المسؤولين ادلوا بتصريحات عبر وسائل الاعلام عملت على توريط الحكومة والدولة في ملفات كان من الافضل عدم التصريح بها، وذلك يعود الى نقص ثقافة المسؤول في كيفية مخاطبة الجماهير بشكل اعلامي وواضح.

الزميل والدكتور الصحفي زياد الشخانبة قال ان منصات التواصل الاجتماعي اذا ما شكلت قضية رأي عام في قضية ما، فإنها لن تجبر الحكومة على التعاطي معها بجدية، موضحا ان هناك قضايا يتم نشرها على هذه المنصات ولكنها لا تشكل رأي عام حولها ولا تجاوب من قبل الحكومة.

واوضح الشخانبة ان منصات التواصل الاجتماعي باتت تشكل سلطة خامسة تنافس وسائل الاعلام التقليدية وربما تأخذ دورها في بعض الاحيان ، وتعتبر اداة هامة من ادوات الرقابة الشعبية على الاجراءات الحكومية ، من خلال ما يطرحه المواطن من اراء تحمل الانتقاد او التعزيز حيال القضايا بمختلف انواعها.

وأضاف انه لا يمكن اغفال هذه المنصات تنشر فيها الشائعات ويتم تداولها بشكل ملحوظ من خلال نشر معلومات غير صحيحة ، الامر الذي يؤدي الى تشكيل رأي عام في قضية غير دقيقة ما يخلق نوعا من التشويش على العمل الحكومي، مستشهدا بمثال سابق حول نشر فيديوهات لاحداث سابقة عن افراد الاجهزة الامنية.

وقال انه ما زال هناك عدم جدية في تعاطي المواطن مع مواقع التواصل الاجتماعي من خلال قيامه بنشر معلومات غير دقيقة واحداث سابقة يعيد نشرها ما يؤدي الى ارتباك وفوضى داخل المشهد الاعلامي في اجهزة ومؤسسات الدولة.

من جهته وصف الخبير الاردني في مجال السوشيال ميديا خالد الاحمد الفضاء الاردني الالكتروني زخم جدا بالتفاعل اليومي ، حيث ان غالبية المواطنين يتواجدون يوميا على منصات التواصل الاجتماعي يتحاورون في كافة الاتجاهات القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ووصف الاحمد التواجد الحكومي على هذه المنصات بـ "الخجول"، مشيرا الى ان هناك مؤسسات حكومية تمتاز بأن لديها ادوات رصد ومتابعة لما ينشر على هذه المنصات وعلى الفور يتم متابعته من قبل فرقهم، بالاضافة الى ان هناك مؤسسات ايضا يهمها معرفة محورية نقاش الرأي العام حول قرارتها او قضايا تتعلق بها.

وأضاف نحن بالاردن وبرغم التواجد الخجول للحكومة على هذه المنصات الا اننا محظوظون برئيس وزراء نشط ومتفاعل ومتواجد على هذه المنصات بحضور شبه يومي ، ويتقبل اراء الناس على حسابه الشخصي وما ينشرونه حول اجراءات وقرارات وسياسات حكومته ، معتبرا اياها نقطة حظ لدى الاردنيين.

وبحسب الاحمد يعتبر الاردن من اكثر الدول في العالم من حيث عدد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي من نسبة مستخدمي الانترنت، حيث هناك حوالي 5 ملايين و700 ألف حساب على الفيسبوك و 675 ألف على التويتر، فيما يقدر عدد مستخدمي إنستغرام بحوالي المليون مستخدم.

من الجدير ذكره ان عدد مستخدمي الانترنت في الاردن بلغ حوالي 8 ملايين مستخدم ، 96 % منهم من جيل الشباب الذين يستخدمونه بشكل يومي ، فيما بلغ عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي 2.7 مليون مستخدم اي بنسبة 25 % من عدد السكان البالغ 10 ملايين نسمة ، ليحتل الاردن المرتبة الاولى عالميا من بين اكثر 50 دولة تستخدم منصات التواصل الاجتماعي

 
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير