عمره 19 عاماً ويربح الملايين لكنه خسرها في أيام بسبب خطأ بسيط.. قصة الخيانات بين مشاهير يوتيوب
عندما أصبح جيمس، (19 عاماً) أول وجه ذكوري لشركة CoverGirl لمساحيق التجميل، متبعاً خطى كل الأسماء التي سبقته مثل تايرا بانكس، وتايلور سويفت، وكاتي بيري، كان آنذاك مجرد فتى في السنة النهائية من المدرسة الثانوية. كان في مدينته بمقاطعة ألباني في نيويورك يتقاضى من أصدقائه 5 أو 10 دولارات مقابل إعداد مكياجهم في المناسبات الخاصة، وجمع بضع مئات من المتابعين على إنستغرام، عن طريق نشر الإطلالات الجمالية للعيون التي يمكن تنفيذها ذاتياً في المنزل.
ومنذ ذلك الحين في هذه السنوات القليلة، أصبح حسبصحيفةThe New York Timesالأمريكيةظاهرة على الإنترنت في عالم الجمال، بأكثر من 16 مليون مشترك على قناته على موقع يوتيوب، والرقم نفسه تقريباً على إنستغرام، بالإضافة إلى خط السلع الخاص به، وشراكات مع شركات تجميل، وقاعدة جماهيرية مخلصة. وحضر مؤخراًحفل ميت غالاهذا العام وهو الحفل الأكبر سنوياً في عالم الموضة، وكان عنوان الحفل «كامب: ملاحظات على الموضة» مستوحىً من أطروحة للكاتبة وصانعة الأفلام الأمريكية سوزان سونتاغ تحمل نفس الاسم.
وفي غضون أيامٍ تغير كل شيء. فتشارلز الآن محور جدال مستمر عن الخيانة بين مجموعة غاضبة من صانعي مقاطع الفيديو في عالم التجميل، والمشاهير حسني النوايا، وصناع الصور الساخرة على تطبيق Tik Tok. وخسر حوالي 3 ملايين متابع على يوتيوب، وألغى كل من مايلي سايرس، وشون مينديز، وكايلي جينر متابعتهم له.
ويوم الجمعة 10 مايو/أيار، نشرت تاتي ويستبروك، (37 عاماً)، صانعة مقاطع فيديو عن الجمال، والمستشارة السابقة لتشارلز، مقطع فيديو تقول فيه لتشارلز، بالإضافة لعدة ملايين من المشتركين الأقرب إليها في قناتها، إنَّها لا تريد التعامل معه في أي شيء. وصفت ويستبروك، التي تمتلك شركة لإنتاج الفيتامينات، بالتفصيل كيف كان إعلان تشارلز على إنستغرام لصالح شركة مكملات غذائية أحد المنافسين، خيانة لصداقتهما. ويحمل ملخص الفيديو أيضاً رابطاً بموقع منتجها، Halo Beauty.
وقالت إنَّها منزعجة أيضاً من محاولة تشارلز «لخداع رجل مستقيم جنسياً ليعتقد أنَّه مثلي جنسياً، مرة أخرى». وتضيف أنَّ هذا حدث في حفل عيد ميلادها الأخير.
قالت ويستبروك في نهاية المقطع الذي حصد أكثر من 40 ألف مشاهدة: «إنَّه فتى عمره 19 عاماً، وأنا خائفة عليه». نشر تشارلز في اليوم نفسه مقطعفيديو يعتذرفيه اعتذاراً واضحاً، لكن الاثنين لم يتصالحا على الملأ.
عادة ما تدور الصراعات في عالم مشاهير الجمال في شكل مقاطع فيديو عبر قنوات موقع يوتيوب، ويرمي الأطراف بالاتهامات أو يعتذرون في حوارات فردية تدوم 15 دقيقة يخاطبون فيها معجبيهم. وتنتشر الشائعات التي بدأوها عبر تغطيات قنوات الدراما على يوتيوب التي تتبع النميمة و»تفضح» أخطاء المشاهير المحليين المختلفين.
الدفاترالسابقة هي سلعة هذا العالم، ليس المقصود هنا الدفاتر بمعناها الحرفي والورق المطبوع، لكن الدفاتر بمعناها المجازي التي تأخذ شكل تسجيلات رقمية من شأنها إثبات براءة أحدهم أو إدانته. وعادة ما تكون في هيئة محادثات خاصة، أو صور، أو مقاطع فيديو. وعندما تندلع الخصومات العامة، تُرص الدفاتر، وفي النهاية،يُهمش أحدهم.
ما هي طريقة التهميش؟ تشارلز يتعلم.
في الأيام الماضية منذ نشرت ويستبروك مقطعها، أفاد موقعSocial Bladeالذي يجمع بيانات من مواقع التواصل الاجتماعي، أنَّ تشارلز شهد هبوطاً سريعاً في عدد المشتركين لديه على يوتيوب، من 16.5 مليون إلى 13.5 مليون
امتلأت قنوات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به بالتعليقات السلبية، ونشر المعجبون السابقون مقاطع فيديو لأنفسهم على تطبيق Tik Tok، إذ وجدوا طرقاً لا تُعد لتخريب عدة تجميل مورفي التي كانت من ابتكار تشارلز. فمثلاً أسقطها أحدهم في حوض استحمام مليء بالمياه. ورسم آخر ثعباناً على شعار علبة المكياج. وهناك آخر رسم بما يبدو أنه سائل تصحيح Wite-Out، جملة «وداعاً يا فتاة»، في إشارة إلى عنوان المقطع الذي نشرته ويستبروك.
دخلت مجموعة أخرى من «مجتمع مشاهير الإنترنت» إلى النزاع للدفاع عن تشارلز أو للإضافة إلى اتهامات ويستبروك. قال جيفري ستار، الذي تعرض للتهميش من قبل بسبب قول أشياء عنصريةقال هو عنهافي ما بعد إنَّها «مقرفة، وحقيرة وسيئة»، فيتغريدةله عبر موقع تويتر إنَّ تشارلز «خطر على المجتمع، وكل ما قالته تاتي صحيح 100%». ثم حذف هذه التغريدة في ما بعد.
فيلكس كيللبيرغ، المعروف باسمبيو دي بايهو أحد مشاهير يوتيوب، وله مشتركون أكثر من عدد مشتركي تشارلز، وستار، وويستبروك مجتمعين. تطرق بيو دي باي إلى التشكيك في أفعال ويستبروك علىقناته. وقال: «تاتي عمرها 37 عاماً. وجيمس تشارلز عمره 19 عاماً»، مضيفاً: «بالنسبة لشخصية الأم التي دفعت هذا الصغير تماماً، لا أحد يرى مشكلة في هذا؟».
بدا موقع Sisters Apparel الذي يبيع منتجات تشارلز معطلاً يوم الثلاثاء 14 مايو/أيار، وتكهن المعجبون أنَّ ستار له يد في الإغلاق، لأن ستار هو مالك شركة Killer Merch، وهي شركة تصمم وتصنع وتشحن السلع من أجل علامات تجارية، كان من بينها حتى وقت قريب Sisters Apparel.
هذه ليست المرة الأولى التي تدور فيها موجة من الجدل حول تشارلز. ففي عام 2017 غرد تشارلز قائلاً: «لا أصدق أننا ذاهبون إلى إفريقيا اليوم، يا إلهي! ماذا لو أُصبت بالإيبولا؟». وأتبع التغريدةباعتذارعلىتطبيق Noteوأشار فيه إلى إفريقيا باعتبارها دولة.
تحولت هذه الحادثة إلى نقطة سوداء في صعود تشارلز. أصبحت اشتراكات يوتيوب لديه أبطأ لمدة شهرين، لكن قبل حلول شهر مايو/أيار من ذلك العام، عاد ليصل إلى مئات الآلاف في الشهر واستمر العدد في الزيادة بعدها. حتى على مر الأيام القليلة الماضية التي تراجع فيها عدد المشتركين لدى تشارلز، زادت مشاهدات مقاطعه بالملايين. إذ حصد فيديو الاعتذار الذي امتد لثماني دقائق على سبيل المثال أكثر من 40 مليون مشاهدة.