المصري والريالات يدعوان الى تمتين الجبهة الداخلية في مواجهه "صفقة القرن"
وأضاف المصري خلال مشاركته في ندوة " القدس .. خط أحمر " التي أقامها نادي يرموك البقعة في مخيم البقعة بمشاركة رئيس التحرير المسؤول لجريدة الدستور مصطفى ريالات ،وبحضور فعاليات رسمية وشعبية ووجهاء في لواء عين الباشا ومخيم البقعة ، ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني نجح في التعامل مع ثلاثة عوامل متداخلة في بعضها وتتمثل في اولا نحن في المملكة نرفض كل الحلول المطروحة من قبل الإدارة الأمريكية الخالية برئاسة ترامب لانها لا تحقق العدل ولا تعيد الحقوق للشعب الفلسطيني في أرضه ودولته ، وثانيا ان الاردن يحتاج إلى إسناد عربي واسلامي في الوقوف ضد ما يحاك للقضية الفلسطينية والقدس فهو وحده لا يستطيع ذلك ، وثالثا انه لا حل للقضية بدون الاردن ، وهذه النقاط الثلاث أوجدت وضعا من اصعب ما يمكن ولأول مرة نمر به .
وأشار المصري إلى أن جلالة الملك يقوم بدور كبير وما صرح به مؤخرا في أكثر من لقاء بعبر عن مدى صعوبة موقف الاردن، وهذا التشكيك الذي ذكره جلالة لان المواطنين في قلوبهم مع جلالته في هذه المعركة التي يخوضها وهذا يعبر عن مدى خوفهم من الضغوطات على الاردن والتي يمكن أن لا تمكنه من القيام بدوره كما يجب ، مشيرا إلى أن الاردن واقف موقف جريء قد يعرضه لمزيد من الضغوطات وهو موقف وطني مقدر من الجميع .واكد اننا علينا أن نبقى يدا واحدة ومجتمع متماسك ، وان على الحكومة دعم هذا التماسك وتقويتها ، وان يلقى الملك والشعب في خندق واحد حتى لا يستطيع أحد اختراقه ، وان الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها الاردن تتطلب منا جميعا نبقي على هذا السد منيعا وان نكون صفا واحدا لمواجهتها .
وشدد المصري ان الوصاية الهاشمية لا خلاف عليها من قبل الجميع وان الشعب الفلسطيني مع حق الهاشميين في الوصاية على القدس ، وان ما يقال من معلومات حول وجود جهات عربية تحاول تغيير هذه الوصاية من جهات عربية إلى جهات عربية أخرى ، اعتقد من وجهة نظري انه لا يوجد شيء من هذا القبيل والدليل على ذلك التأكيد في اللقاءات الدولية والعربية على الوصاية الهاشمية واخرها القمة العربية في تونس .واعتبر المصري ان الوضع في المنطقة يكتسب أهمية أكثر من السابق لان الوضع السياسي خطير وأصبح ما يراد لنا واضح وعلني في بلاد الشام وفي فلسطين بالتحديد ، والذي يحدث ليس فقط تصفية للقضية الفلسطينية بل هو بشكل خطرا علينا نحن في الاردن ، وان النوايا الإسرائيلية واضحة المكشوفة بدعم من الإدارة الأمريكية التي كسرت خلال سنتين ما بني في الأمم المتحدة والشريعة الدولية طوال سنين عديدة ، وكل ذلك من أجل أن تساعد إسرائيل ورئيس وزرائها نتنياهو.وأشار إلى اننا يجب أن ننظر الأمر في سياقه التاريخي من المؤتمر الصهيوني الأول قبل ١١٠ سنوات إلى ما وصلنا إليه اليوم من تقدم المشروع الصهيوني وخاصة مؤخرا في الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل وضم الجولان السوري لها ، لذلك علينا نعمل ونحتاط لتنفيذ باقي المشروع الصهيوني القادم ، فهم بموجب قانون يهودية الدولة الذي أقرأه يريدون أن لا يكون الفلسطيني مواطنا بل من السكان وما يترتب على ذلك خطر على الأمن الوطني الأردني .
وأضاف أن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة أعطت ما لا يدع للشك ان المجتمع الإسرائيلي ذاهب بقوة باتجاه اليمين المتطرف أكثر فاكثر وان ما قامت به إدارة ترامب ساهم بذلك ، فما قامت به من الاعتراف بضم القدس والجولان لم تقم به اي دولة بالعالم حاليا أو سابقا، وهذا السكوت أو التلاعب بالقضية الفلسطينية والقدس والجولان لا يمكن تبريره .وقال رئيس التحرير المسؤول لجريدة الدستور مصطفى ريالات ان جلالة الملك في لقاءه مع القيادات العسكرية مؤخرا وحديثه وهو بالزي العسكري عن المشككين بمواقف الاردن جاء ليؤكد أن هؤلاء لا يستطيعون التأثير على الشعب الأردني ، وان " كلا" الملكية الثلاثية قطعت قول كل خطيب فيما يخص الموقف الأردني من القضية الفلسطينية والقدس والذي هو موقف متقدم على كل المواقف العربية والإسلامي ، مقابل صمت مريب حول ما يتم تداوله في ما يسمى صفقة القرن .وبين ريالات حجم انتشار وتداول الإشاعات والأخبار الكاذبة في وسائل التواصل الاجتماعي وما يتركه ذلك من تأثير يلبي على المجتمع ، فخلال عشرة أشهر تم تداول ٣٧١ اشاعة وخبر كاذب على السوشال ميديا بمعدل اشاعة يوميا ، وهذه الإشاعات ٨٥% ممن هم على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك يتفاعلون معها سواء بتداولها أو حتى إعادة نشرها ، اما ١٥ % الباقين فهم صامتين ، وهذا ما يدفع رأس الدولة والمتابعين للتدخل لوضع حد لهذه الإشعاعات ،فلا مؤسسات الدولة أو الإعلامية قادرة على مجاراة هذا الوضع .وأكد ريالات على أهمية دور الحرب الناعمة أو حرب التواصل الاجتماعي والتعامل معها واستغلالها في بث السموم وهي من الأدوات المهمة في توجيه الراي العام ، وقد استغلها العديد الارهابيين وخاصة داعي وخير مثال على ذلك عندما قاموا بالهجوم على مدينة الموصل العراقية واحتلالها ، فكيف استطاع ١٥٠٠ ارهابي من السيطرة على مدينة يقطنها ١٢٠ الف نسمة فقاموا ببث رسائل تجاوز عددها ٥٠ الف رسالة رعب بثوا خلالها الهلع في قلوب الناس .وأشار ريالات إلى أهمية محاربة الإشاعة لما تشكله من خطر علينا ، فما رافق حادثة وفاة الطفلة نيبال مؤخرا من إشاعات بلغت ٦٠ اشاعة خلال ثلاث أو اربع ايام دليل واضح على خطورة هذا الموضوع .وشدد على ان المطلوب منا حاليا لمواجهة الأوضاع التي نمر بها اولا الثقة بالموقف السياسي للدولة الأردنية الذي يعبر عنه جلالة الملك عبد الله الثاني ، وتمتين جبهتنا الوطنية الداخلية وتماسكنا وتعزيز هويتنا التي تدافع عن فلسطين والأردن وعدم السماح المشككين في اختراق وحدة صفنا .وتحدث كل من الحاج احمد عبدالله المحسيري والناشط عدنان الاسمر عن معركة الكرامة سطر بها الجيش العربي الأردني ملاحم البطولة والفداء ، وعن الاهتمام والرعاية الهاشمية التي تحظى بها المخيمات وخاصة مخيم البقعة من مكارم ملكية لتحسين المعيشة والخدمات المقدمة .وفي نهاية الندوة التي إدارها الزميل شبلي الشطرات جرى حوار موسع بين المشاركين في الندوة والحضور