وزير الأوقاف يطلق الموسم العلمي الثقافي الأول
وقال ابو البصل: إن المواسم العلمية وملتقيات الوعظ والارشاد كانت تعقد في السابق ضمن ظروف بيئية صعبة للغاية، خدمة لدينهم ووطنهم وامتهم من خلال تنقلهم وترحالهم بين مناطق المملكة لنشر رسالة الدعوة والإرشاد بين الناس.
وأعلن أبو البصل عن تشكيل لجنة لإصدار موسوعة علماء الأمة لتوثيق مسيرة العلماء في كل منطقة من مناطق المملكة؛ تكريما وتجسيدا لدورهم في نشر رسالة الإسلام الحنيف بين الناس، بالإضافة الى توثيق العاملين في الأوقاف كل ضمن مجاله، مشيرا الى أن الوزارة تتطلع لانشاء ناد للعاملين بالأوقاف.
واشار إلى أن مجلس الوزراء أقر أخيرا الأسباب الموجبة لمشروع نظام الأئمة ومشروع نظام بناء المساجد ودور القرآن الكريم، مؤكدا أن هذه الأنظمة سيكون لها الأثر الكبير على الائمة وعملهم، موضحا أن هناك لجنة مشكلة لإعداد مشروع قانون يجمع جميع دوائر الأوقاف المستقلة تحت مظلة الوزارة، ولجنة أخرى لإعداد الحجج الوقفية.
وشهد الموسم العلمي عددا من الجلسات الحوارية، الأولى جاءت بعنوان "عطاء الملك المؤسس في خدمة قضايا الأمة"، أشار فيها وزير الأوقاف الأسبق الدكتور عبدالسلام العبادي إلى أن جلالة الملك عبدالله الأول طيب الله ثراه كان متمسكا بإقامة الدولة الأردنية وعمل على تجميع الحكومات المتعددة في الأردن بحكومة واحدة.
وتحدث العبادي عن المراحل التي مر بها بناء الأوقاف الإسلامية في الأردن وفلسطين، ودور الهاشميين في المحافظة عليها، إضافة إلى مراحل الاعمار التي مر بها المسجد الأقصى المبارك منذ عهد الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، وصولا الى المرحلة الرابعة للإعمار في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأكد أن أي محاولة للنيل من المسجد الأقصى ستذهب أدراج الرياح، وستبطل كل محاولات إزالة صفة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف لما لها من مكانة في قلوب أبناء الأمة.
وقال سماحة قاضي القضاة الشيخ عبدالكريم الخصاونة: ان قرار فك الارتباط عام 1988مع الضفة الغريبة، لم يتضمن فك ارتباط الأوقاف مع القدس لغايات المحافظة على المقدسات وعدم ترك فراغ حيث بقيت أوقاف القدس تابعة للأوقاف الأردنية وكذلك قاضي القضاة في القدس مع دائرة قاضي القضاة الأردنية.
وأشار إلى أن هناك ترابطا كبيرا ووثيقا بين وزارة الاوقاف والمؤسسات الدينية الأخرى من خلال الوعظ والارشاد والمناسبات الدينية التي تقيمها الوزارة.
وتناولت الجلسة الثانية التي ادارها الدكتور غالب الزعارير، "الأوقاف مسيرة وإنجاز حتى توحيد الضفتين" قدمها وزير الأوقاف الأسبق الدكتور عبدالرحيم العكور.
وقال العكور: إن الدولة آنذاك منحت الأوقاف أهمية بعد ربطها عام 1946 برئيس الوزراء نظرا لأهميتها، وفي الخمسينيات تم ربطها بقاضي القضاة، وفي عام 1950 تم توحيد الضفتين، واصبحت أوقاف الأردن واوقاف الضفة الغربية مع بعضهما، واستمر ذلك حتى عام 1966، وفي عام 1968 اصبحت وزارة الأوقاف مستقلة وانتقلت الولاية من قاضي القضاة إلى وزير الأوقاف.
وأضاف ان الأوقاف في الضفة الغربية بقيت تابعة للأردن لما بعد احتلال الضفة، وكانت الرعاية الهاشمية للأوقاف تولي اهتماما كبيرا لأوقاف الضفة إلى أن تم فك الارتباط، فاستقلت الأوقاف بالضفة عن الأوقاف الأردنية، ولكن بقيت القدس وأوقافها ومقدساتها مرتبطة بالأوقاف الأردنية؛ منعا لحدوث فراغ قانوني يمكن سلطات الاحتلال من السيطرة عليها، وضياعها.
وتحدث الدكتور محمود السرطاوي، عن دور المؤسسات الدينية في توجيه الرأي العام في ظل النوازل والمستجدات. وقال: إن المؤسسات الشرعية إما ان تكون رسمية وإما ان تكون مؤسسات غير رسمية، لكنها رديفة للمؤسسات الدينية الرسمية المتمثلة بوزارة الأوقاف، ودوائر قاضي القضاة والافتاء العام للمملكة وافتاء القوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي والافتاء في المؤسسات الأمنية.
وأشار إلى دور كليات الشريعة في الجامعات الأردنية ورابطة علماء الأردن والجمعيات التي تعنى بحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في مواجهة النوازل.
وفي نهاية الحفل الذي حضره وزراء أوقاف سابقون وأمين عام الوزارة بالوكالة الدكتور حسن كريرة، وعلماء ومفكرون وقضاة شرعيون، ومفتون، وضباط وضباط صف من القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، والاجهزة الأمنية ومدراء الأوقاف وأئمة ووعاظ وواعظات، كرم ابو البصل المشاركين بالموسم وعدد من المسؤولين السابقين بالأوقاف.