دبلوماسية التأثير ... !!!
جهينة نيوز -المهندس هاشم نايل المجالي
الدبلوماسية هي صفة تخص التمثيل السياسي لأي بلد من اجل تصريف شؤون الدولة خارجياً مع بقية الدول ، وهي اساليب التعامل السياسي بين الدول وهي ايضا فن ممارسة العلاقات الدولية من اجل الاعداد لابرام الاتفاقيات والمعاهدات والتفاوض ، وهي بمثابة القوة الناعمة بمعنى المقدرة على اقناع الاخرين بالاراء والمواقف دون استخدام القوة العسكرية ، وهي مسؤولية الفرد المسؤول فعليه ان يتقن الفهم الشامل للمواضيع وآلية اتقان التعامل مع الاطراف الاخرى ومعرفته لنقاط القوة ونقاط الضعف ، اي انها دبلوماسية التأثير في الدفاع عن مصالح وطنه وترويجه له بشكل متقن وفني وعلمي واجتماعي ثقافياً واقتصادياً وسياسياً .
اذن الدبلوماسية التقليدية او العامة هي احد اهم عناصر القوة الناعمة التي تستخدمها الدول لترويج قيمها وافكارها ومد جسور التفاهم والحوار مع بقية شعوب العالم .
ومع ثورة التكنولوجيا والاعلام الرقمي وظهور شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية اصبحت هذه الشبكات احد اهم وسائل الدبلوماسية العامة حيث يتم من خلالها مخاطبة الملايين من الناس عبر هذا الفضاء اللامحدود مباشرة ، وهو ما صار يعرف بمصطلح الدبلوماسية الرقمية .
حيث قامت الدول المتقدمة والمتحضرة بأنشاء دوائر ومراكز مختصة بالدبلوماسية الرقمية في العديد من المواقع الرسمية وغيرها ، واحتلت بريطانيا المركز الاول عالمياً وفرنسا الثانية والولايات المتحدة بالمركز الثالث عالمياً .
ونحن لا نعرف لغاية تاريخه ما هو مركزنا عالمياً ولم يتم تحديد اوجه القصور والعقبات في هذا الحقل الجديد وآلية زيادة الوعي الرسمي والشعبي بأهمية الدبلوماسية الرقمية ، والتي من خلالها تستطيع تشخيص العديد من القضايا التحفيزية والتشغيلية والقضايا الانسانية والاجتماعية والاقتصادية بالتواصل مع المنظمات الدولية والاهلية والافراد ، لبناء جسور التواصل وفق استراتيجية تواصلية واثبات الحضور حجماً ونوعاً رقمياً على شبكة الانترنت ، مع تخصيص الجمهور المخاطب وفي اي اتجاه حول المسائل الاجتماعية والبيئية والسياحية والاقتصادية ، ليكون هناك تفاعل وفق مؤشرات ابداعية ، كذلك قيام المراكز المخصصة في الوطن سياسياً وبيئياً واجتماعياً وغيرها بالتواصل مع المراكز بنفس الاختصاص عالمياً .
وهذه تعتبر من الطرق العلمية الحديثة التي تستخدمها الدول للتأثير في اراء المواطنين في دول العالم وادخال المفاهيم الصحيحة حول كثير من القضايا المختلفة التي يروج لها الوطن عالمياً كالدبلوماسية الثقافية او الدبلوماسية التعليمية ( منح دراسية وغيرها ) والدبلوماسية الانسانية اي انها متعددة الاوجه .
اي انه يجب ان يكون هناك تكامل وتنسيق بين الدبلوماسية التقليدية ( العامة ) والدبلوماسية الرقمية وبكافة اللغات لمخاطبة الجماهير ، ولتحسين صورة الوطن المستهدف من قبل اطراف عدائية خارجية اضرت بمصالحه .
فهناك من يصور ان الوطن تشوبه العصابات والبلطجة والعنف وكثرة الفساد وسوء الاستثمار وغير ذلك من المعلومات المغلوطة ، التي تحول وتمنع الكثير من فتح آفاق التعاون او القدوم للوطن لغايات السياحة او الاستثمار حيث ان الاعلام اصبح يستخدم ادوات الانترنت منها وسائل التواصل الاجتماعي في ممارسة شكل من اشكال الدبلوماسية الحديثة من زوايا مختلفة تحقق المصالح العامة .
انها دبلوماسية التأثير ( الدبلوماسية الرقمية ) انه اتصال مع المجتمع المدني والاصغاء الى اراء الجمهور وتبادل الاراء معهم بالاضافة للعلاقات بين الدول المختلفة .
وهذا يعزز الحوار مع المجتمع المدني ويعزز الخدمة العامة وتحسين جودتها المعروضة من كافة المحاور السياحية البيئية حقوق الانسان ، الثقافية ، الانسانية وغيرها .
فهل ستقوم الجهات المعنية بانشاء منصات الكترونية رقمية تهتم بهذا الجانب كما هو الحال في الدول المتحضرة على اليوتيوب وعلى غوغل وعلى الفيسبوك وغيرها// .
hashemmajali_56@yahoo.com