الأم هرعت للجيران للنجدة ولكن بعد فوات الأوان… فاجعة الأطفال السوريين الـ7 الذين قتلوا بحريق تصدم الكنديين
لم تكن ليلة الثلاثاء 19 فبراير/شباط كغيرها من ليالي الشتاء الباردة التي كانت تعلوها في أحد منازل نوفا سكوشيا ضحكات 7 أطفال سوريين بكندا، ماتوا قبل شروق شمس تلك الليلة.
الحريق الذي سرق أرواح الأطفال الـ7 أصاب والدهم بحروق شديدة وأمهم في حالة انهيار عاطفي.
لم يكن الخبر قاسياً فقط على الأم التي وصلت مع عائلتها إلى كندا في سبتمبر/أيلول من عام 2017 من مدينتهم الرقة، بل على أعضاء جمعية HEART التي رعت تلك العائلة فور وصولها البلاد.
«يبدو مستحيلاً أننا لن نسمع ضحكهم ونشعر بعناقهم مرةً أخرى»، تقول ناتالي هورن، عضوة الجمعية المعروفة أيضاً باسم جمعية HEART.
وقد استقرَّت هذه العائلة في البداية في حيِّ إيست هانتس بمقاطعة نوفا سكوتيا خارج مدينة هاليفاكس مباشرة.
ونشر آنذاك مقطع فيديو للجمعية وهي ترحِّب بالعائلة عند وصولها إلى مطار هاليفاكس.
الأطفال كانوا سيعودون للمدارس
وقالت هورن إنهم انتقلوا في العام الماضي إلى حيِّ سبرايفيلد في هاليفاكس ليكونوا أقرب إلى المدينة، لكنَّهم كانوا يخططون للعودة إلى إيست هانتس في الأسبوع المقبل لأنَّ «الأطفال افتقدوا مدرستهم للغاية».
وذكرت هورن أنَّ الأب، الذي يُدعى إبراهيم، في حالةٍ حرجة بعدما حاول إنقاذ أطفاله الذين كانوا في الطابق العلوي من المنزل.
الأب استنجد بالجيران لإطفاء الحريق
وأضافت هورن أنَّه أرسل زوجته كوثر لطلب المساعدة من الجيران أثناء احتراق المنزل. وقالت إن كوثر لم تُصَب بأذى جسدي لكنَّها «في حالة انهيار عاطفي شديد».
وأردفت أنَّ كوثر «لا تستطيع تقبُّل ما حدث، ولا تذكر سوى أسماء أبنائها مراراً وتطلب رؤيتهم».
ووصف هورن إبراهيم وكوثر بأنهما «شخصان ودودان وصادقان للغاية، ودائماً ما رحبَّا بنا في منزلها، وهما بارعان جداً في الطهي، ودائماً ما كانا يريدان تقديم الطعام لنا».
وقالت هورن إنَّ الأطفال بعد وصولهم إلى كندا، تمكنوا من «الاستمتاع بالحياة كما ينبغي لأطفالٍ في عمرهم، فكانوا يذهبون إلى المدرسة، ويركبون الدراجات، ويمارسون السباحة، ويكتسبون أصدقاء، ويركضون في حديقة المنزل، ويحتفلون بأعياد الميلاد، ويمرحون مع جيرانهم على الأرجوحة الموجودة في شرفة منزلهم».
وقد أُقيم عزاء للعائلة أمام ما تبقَّى من منزلها المكوَّن من طابقين.
وترك عشرات الأشخاص الذين شاركوا في الوقفة تماثيل حيواناتٍ وباقاتٍ من الزهور أمام المنزل، وغنُّوا أغنية Amazing Grace.
وشاركت هايدي تيرنر وميليسا هوكس، اللتان تعيشان في الحيِّ منذ 7 سنوات، في الوقفة.
تبرعات جماعية للعائلة
هذا وقد أُنشِئَت صفحة تبرُّع جماعي للعائلة، وجمعت أكثر من 132 ألف دولار حتى الساعة العاشرة تقريباً من مساء أمس.
وقالت جينيفر واتس، الرئيسة التنفيذية لجمعية خدمات المهاجرين في نوفا سكوشيا، إنَّ موظفي فريق الأزمات التابع للجمعية يساعدون العائلة.
وذكرت أنَّ اللاجئين يأتون إلى كندا من أجل حياةٍ أفضل، مما يجعل ما حدث لعائلة برهو مُفجعاً للغاية. وأضافت: «أعتقد أنَّ الناس أُصيبوا بصدمةٍ وتحطَّمت قلوبهم. فهذه أخبارٌ مُفجعة».
وأكدت أنَّ الوقت مناسبٌ الآن للتفكير في التواصل مع اللاجئين الجدد الذين ذهبوا إلى كندا ومساعدتهم. إذ قالت: «أعتقد أنَّهم سيشعرون بحساسيةٍ أكبر تجاه هذه المسألة، ومن سيساعدهم ويدعمهم.. لذا أعتقد أنَّ الوقت مناسبٌ لنا جميعاً لنتجمَّع معاً ونكون مجتمعاً يدعم بعضه بعضاً».