المعشر ينعى حل الدولتين وابو عودة يتحدث عن خط النار
رسائل عتاب لترك الاردن وحيدا
متحدث سعودي يهاجم ابو عودة ويصف خطابه بالتعبوي
المعشر : الحلفاء التقليديون انحسروا والاردن بلا حلفاء
ابو عودة : يجب تشكيل خلية من السياسيين والمفكرين والاعلاميين
عمان – الأنباط – علاء علان
لم تخل رسائل مسؤولين سابقين بحجم عدنان ابو عودة ومروان المعشر من العتاب المباشر على دول عربية تركت الاردن وحيدا يواجه ازمة الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل.
حديث ابو عودة والمعشر حمل شكلا جديدا عنوانه ان الاردن بلا حلفاء وينقصه مطبخ سياسي ويواجه خط النار الصهيوني وعليه ان يدرك ان خيار حل الدولتين اصبح من الماضي.
جاء ذلك خلال فعالية نقاشية اقامتها نقابة الصحفيين بعنوان "خيارات مجابهة قرار الرئيس الأميركي ترامب بشأن القدس" وادارها الزميل فايز ابو قاعود الاربعاء الماضي.
الندوة التي امتدت على نحو ساعتين شهدت اشتباكا سعوديا اردنيا بعد حديث ابو عودة عن خلاف اردني سعودي عنوانه الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
الخلاف بدأ في نهاية الندوة عندما قام احد الحاضرين والذي عرف على نفسه بأنه من السفارة السعودية وبعدها بدأ بمهاجمة ابو عودة بشكل مباشر وقام بنفي حديثه عن وجود خلاف اردني سعودي يخص الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
لم يكتف المتحدث السعودي بنفي حديث ابو عودة بل وصف خطابه بالتعبوي،قائلا انه كان يتمنى لو لم يصدر هذا الكلام من ابو عودة.
ودافع المتحدث السعودي عن الحديث السعودي عن الخطر الايراني بقوله :" نتكلم عن ايران وحشد دعم دولي هذا حقنا ونحن نضرب بالصواريخ يوميا وما وجدنا صوتا عربيا معنا"،وعلى اثر ذلك حدثت جلبة داخل القاعة وتمت مقاطعة المتحدث السعودي مما استدعى رئيس الجلسة ان يقوم بانهاء الندوة.
وبالعودة لتفاصيل الندوة وحديث ابو عودة والمعشر فقد قال رئيس الديوان الملكي الاسبق عدنان ابو عودة ان القبول بامريكا كحكم ووسيط في القضية الفلسطينية بدلا من الامم المتحدة كان خطأ، ووصفه باحمق عمل سياسي بتاريخ العلاقات الدولية.
واضاف ابو عودة ان امريكا هي الخصم الاول الى جانب اسرائيل،ويجب ان نبقى نقول بداخلنا ان امريكا ليست صديقا ولا نخنع لها.
ولدى حديثه عن التهويد شبه ابو عودة التهويد بشوكة بشعبتين الأولى تقوم باحضار اليهود للضفة والشعبة الثانية تخرج الفلسطيني بالوقت المناسب.
واضاف ابو عودة اننا في الاردن على خط النار مع اسرائيل ولا غير الاردن على خط النار امام الصهيونية، ويجب ان نكون جديين ووطنيين ولدينا عقل واحد مشترك.
وتطرق أبوعودة لاهمية حركات المقاطعة مثل الحركة الطلابيةbdc والتي قامت في العام 2005 وادت لقيام دول بمقاطعة بضائع اسرائيل وبضاعة المستوطنات مما جعل اسرائيل تحشد ضد تلك الحركة الطلابية.
ووصف أبوعودة الواقع العربي بالممزق مضيفا بأن القضية الفلسطينية لم تعد القضية الاولى لدى بعض الدول،مشيرا الى ان القضية الفلسطينية هي الاولى في الاردن لاننا جزء من تصور التهويد لدى اسرائيل.
ودعا ابو عودة الى تشكيل خلية من السياسيين والمفكرين والاعلاميين لمتابعة تطورات الموقف في المنطقة لاستخلاص النتائج وتعديل سياسة المواجهه مع الموقف الصهيوني.
ودعا ابو عودة لعقد دورات للدبلوماسيين بالخارج خاصة من يعملون بالدول الديمقراطية للتواصل مع المنطمات والنقابات بتلك الدول.
وطالب ابو عودة الحكومة باخراج مشروع الحل المتوازن الذي نشره في العام 1992 حتى نقول للعالم ان لدينا حلا للدولتين.
من جانبه قال وزير الخارجية الاسبق مروان المعشر ان الادارة الامريكية الحالية هي ادارة متطرفة لا يمكن ان تقدم شيئا ايجابيا للعرب.
وقال المعشر انه لا قيمة قانوينة لقرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل،ولا يوجد دولة بالعالم تعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل ولا يوجد دولة لها سفارة بالقدس الشرقية او الغربية.
ونعى المعشر بحديثه حل الدولتين قائلا ان هذا الحل لم يعد ممكنا والحل هو بالدولة الواحدة،داعيا للاتجاه لحل الدولة الواحدة.
واستند المعشر في حديثه عن حل الدولة الواحدة للعنصر الديمغرافي مستقبلا والذي سيصب في صالح الفلسطينيين بعد اجيال.
وعن الخيارات الاردنية بعد قرار ترامب قال المعشر انه من الصعب الغاء اتفاقية وادي عربة ولكن من الممكن الغاء اتفاقية الغاز،كون اسرائيل تعمل عكس حل الدولتين وعكس مصالح الاردن.
وعن قبول اسرائيل بحل الدولة الواحدة قال المعشر ان اسرائيل لا تقبله بأي صفة من الصفات،وما يقصده بأن الحالة الطبيعية ستقود لهذا الحل سواء قبلت اسرائيل ام لم تقبله.
واضاف المعشر ان الجيل الفلسطيني الجديد لا يريد حل الدولتين لانه بات مقتنعا ان هذا الحل مستحيل.
وعبر المعشر عن تخوفه من التهجير القسري للفلسطينيين قائلا ان اسرائيل يمكن ان تهجر الفلسطينيين وهذا امر يجب الانتباه له والتأكد من بقاء الفلسطيني على ارضه لحين تحقيق حلم الدولة الواحدة ان لم يكن حل الدولتين ممكنا.
ولدى حديثه عن الوضع الداخلي قال المعشر ان هذا الامر يتطلب توفر الارادة السياسية لتحسين الجبهة الداخلية، لأننا على غير ذلك لن نواجه الاخطار.
واضاف اننا نكاد نكون دولة بلا حلفاء وكل حلفائنا التقليديين بدأوا بالانحسار واصبحنا دولة بلا حلفاء.
وانتقد المعشر غياب المطبخ السياسي بقوله انه لا يوجد لدينا مطبخ سياسي يراجع السيناريوهات ويتابع التطورات.
وقال المعشر اننا نتصرف بادارة الدولة كاننا بالقرن العشرين ونتصرف بطريقة اقصائية غير ادماجية والعديد من المسؤولين يتصرفون مع الازمات بشكل يومي دون تخطيط استراتيجي.
وقال المعشر انه يجب فتح الفضاء السياسي وجعل الناس تقول ما تريد.
وعن عمله سفيرا للاردن في اسرائيل قال انه عمل سفيرا للاردن في اسرائيل وليس العكس ولم يزر اسرائيل بعد انتهاء مهمته هناك ولم يقم بنشاط تطبيعي داعيا للسؤال عنه وعن مواقفه في فلسطين.
وختم قوله : "انا خدمت بلدي بكل اخلاص ومخدمتش ناس تانية ولا بلد تانية". //