فريق نسائي يخسر 24-صفر .. و82 هدفا في 8 مباريات
جهينة - لم تحقق كرة القدم النسائية في تونس أي إنجاز يذكر منذ ظهورها على الساحة عام 2007، ناهيك عن الأرقام السلبية التي تعبر عن ضعف المستوى العام للمنافسة، وآخرها فريق النادي النسائي في الكرم الذي مني مرماه بـ82 هدفا خلال ثماني مباريات فقط.
وقفت قائدة الفريق النسائي في الكرم (شمال العاصمة تونس) رانية الدريدي في غرفة ملابس الفريق تواسي زميلاتها بعد هزيمتهن 24-صفر أمام نادي بنك الإسكان بالدوري، ليسجلن رقما قياسيا سلبيا يضاف إلى أرقامهن في تاريخ الكرة النسائية بتونس.
وتخجل قائدة الفريق من النتيجة التاريخية ولكنها تنظر في أعين اللاعبات اللاتي لا يتجاوز عمر أكبرهن عشرين عاما كما لو أنها تحضهن على عدم الاستسلام، وتقول : "جل اللاعبات من الناشئات ويفتقرن للخبرة، ونحن نخوض موسمنا الأول بالدوري ونعاني صعوبات في التدريبات والتنقل لإجراء المباريات، نتائجنا هزيلة لأن الأوضاع تزداد صعوبة أمامنا".
وتعتبر رانية أن عدم وجود ملاعب للتدريب والمباريات دفع الفريق إلى الاكتفاء بالتدرب في ملاعب خماسية صغيرة مرة واحدة في الأسبوع، مما أثر سلبيا على لياقة اللاعبات الفنية والبدنية.
وتحرص اللاعبة على الاتصال برئيسة النادي راضية بن جمعة لتقديم اعتذارها نيابة عن سائر زميلاتها، قبل أن تتأثر إلى حد البكاء نتيجة شعورها بغياب الدعم والتشجيع من السلطات.
وتضيف رانية "مهمة رئيسة النادي اجتماعية وإنسانية ورياضية، ونحن نخجل من هزائمنا أمام ما نجده من دعم من إدارة فريقنا، ولكننا نصطدم بقرار السلطات منعنا من التدرب بالملعب البلدي بذريعة أنه مخصص لفريق الرجال".
هزائم قياسية
وتكبد الفريق الذي يضم نحو خمسين لاعبة هزائم قياسية قاسية، ففي أوائل العام الجاري خسر مباراته بالأسبوع السادس للدوري 24-صفر أمام نادي بنك الإسكان، وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي انهار الفريق أمام جمعية الساحل وخسر 21 -صفر، في حين لم تقل نتائج المباريات الأخرى عن 7 أهداف دون رد أيضا.
بدوره، أرجع السكرتير العام للنادي سليم المناعي السيل الجارف للأهداف التي استقبلتها شباك النادي إلى حداثة عهد اللاعبات بالدوري الممتاز، وخوضهن المباريات دون تدريبات، مما أثر على جاهزيتهن البدنية والفنية.
ويقول المناعي "لم يكن فريقنا ليتكبد مثل تلك الهزائم لو توفرت أدنى ظروف التدريب اللائق، اللاعبات انقطعن عن التدريبات واقتصرن على التجمع ساعات قبل كل مباراة، ورئيسة النادي لم تعد قادرة على تحمل الصعوبات بمفردها" بحسب الجزيرة نت.
عوائق كثيرة
ويقول مدرب الفريق رفيق بوزيد : أصبح وضع الفريق غامضا بسبب عدم توفر ملاعب للتدريب، ونقص خبرة جل اللاعبات وصغر سنهن مقارنة بلاعبات سائر أندية دوري الدوري، ومع ذلك نحاول إيقاف نزيف الهزائم الثقيلة".
وتواجه كرة القدم النسائية في تونس العديد من المصاعب الاقتصادية وانعدام الموارد المالية، مما دفع بعض الأندية إلى تجميد نشاطها بحسب رئيسة الرابطة التونسية للكرة النسائية سعيدة العياشي.
وتقول العياشي "الصعوبات المالية وانعدام الملاعب يشكلان هاجسا لمسؤولي الأندية النسائية، فالتدريبات والتنقلات مكلفة كثيرا، ووضعية النادي النسائي في الكرم لا تختلف عن سائر الأندية رغم الهزائم الثقيلة التي تكبدها الفريق".
وتثمن رئيسة رابطة الكرة النسائية مجهودات اتحاد كرة القدم الذي يقدم منحة مالية تصل إلى عشرين ألف دينار (نحو سبعة آلاف دولار) لكل ناد سنويا، في حين لا تتعدى منحة وزارة الرياضة سنويا عشرة آلاف دينار (3.5 آلاف دولار) في العام الواحد، مما يهدد بانسحاب بعض الأندية.
ومنذ صعودها لتولي الكرة النسائية في 2016 سعت الرابطة إلى رفع عدد الأندية واللاعبات الناشطات وذلك بتنظيم دورات تدريبية تهدف إلى إعداد 120 مدربة ورفع عدد اللاعبات المسجلات في الاتحاد إلى ألفي لاعبة نهاية العام الجاري.
وفي كانون الأول الماضي وقع الاتحاد التونسي اتفاقية تعاون مع نظيره النرويجي لدعم الكرة النسائية وتوسيع قاعدة شعبيتها.
يذكر أن عدد الأندية النسائية في تونس تقلص إلى 18 فريقا العام الجاري بعد تجميد نشاط نادي الوردية (جنوب العاصمة) وملعب القيروان نتيجة عدم توفر التمويل اللازم للاستمرار.