الانسحاب الامريكي مؤجل ومشروط … !!!
جهينة نيوز -زاوية سناء فارس شرعان
رغم كثرة الاحاديث والتصريحات الامريكية حول امنسحاب القوات الامريكية من سوريا الا ان هذا الانسحاب مؤجل في المرحلة الحالية رغم الحركة الدائبة على الحدود الشمالية لسوريا حيث يتواجد الاكراد والميليشيات التابعة لهم التي تطالب باقامة كيان كردي مستقل في سوريا على غرار اقليم كردستان العراق …
ورغم اعلان وزير الخارجية الامريكي بومبيو عن بدء هذا الانسحاب الا ان القوات الامريكية لا تزال في منبج حيث تشهد دوريات امريكية بين شوارعها ومناطقها المختلفة علما بان القوات التي اعلن عن مغادرتها هي انسحاب قوات امريكية من احد القواعد العسكرية في الحسكة.
الامر الذي اوضحه بومبيو بان الانسحاب يحتاج الى فترة اخرى ربما تمتد لعدة اشهر وان هذا الانسحاب مشروط بتعهد تركي بعدم مهاجمة الميليشيات الكردية في شمال سوريا ايضاح الوزير الامريكي بضرورة ضمان تركيا لسلامة الوحدات الكردية ينسجم مع الطلب الذي تقدم به الرئيس الفرنسي ايمانويل مكرون من نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحماية الاكراد من تركيا.
هذا الوضع ينفي اي تفاهمات امريكية تركية بشأن مصير الاكراد في شمال سوريا وتحديدا في منطقة شرق الفرات التي تطالب تركيا بانسحابهم منها منذ فترة طويلة الا ان واشنطن تماطل في تحقيق هذا الطلب مخافة على مصيرهم وابتلاع تركيا لهم خاصة وان انقرة اعلنت مرارا وتكرارا بأنها لن تسمح باقامة اي كيان كردي مستقل في سوريا او العراق …
كما ينفي اي تفاهمات روسية تركية بشأن الاكراد الذين طلبوا الحماية من تركيا بعد قرار الرئيس الامريكي المفاجئ بالانسحاب من سوريا رغم تعهداته بحماية الاكراد من جهة وترحيل القوات والميليشيات الايرانية من سوريا لحماية اسرائيل وتوفير امن حدودها وعدم وجد اي تهديد لها من جهة اخرى …
من اجل ذلك فان اعداد ترتيبات جديدة في سوريا لتلافي حدوث فراغ امني او عسكري منها بحاجة الى مزيد من الوقت ربما يتعد الى عام او عدة شهور على الاقل وليس كما ورد في البيان الامريكي الذي تضمن الانسحاب من سوريا فورا …
الانسحاب الامريكي الكامل من سوريا بحاجة الى مزيد من الوقت والى مزيد من التفاعلات بين اركان الصراع في المنطقة وتحديدا بين امريكا وروسيا وتركيا وايران … وعدم التوصل الى مثل هذه التفاهمات يغدو الانسحاب الامريكي قفزة في الهواء او على الاقل خطوة لمصلحة ايران وميليشياتها في سوريا التي لن تضغط عليها امريكا من خلال فرض المزيد من العقوبات والمحاولات المتكررة لتخفيض صادرات ايران من البترول الذي تطمع امريكا لأ٫ يصل الى نسبة الصفر …
كما ان الانسحاب الامريكي من سوريا يصب في مصلحة النظام والقوات الروسية الحامية له والمتمسكة ببقائه ووجوده رغم ان نغمة رحيل النظام اختفت في الاونة الأخيرة ولم يعد احد يطالب بذلك …
الا ان عدم المطالبة برحيل النظام لا يعني التخلي عن هذا المطلب مع اقتراب التوصل الى حل سلمي للازمة السورية حيث اعلن وزير الخارجية البريطاني بكل وضوح ان الاسد سيبقى في الحكم لفترة قادمة بكل اسف بمعنى ان رحيل النظام سيبقى سيفا مسلطا عليه وعلى حلفائه الروس والايرانيين طالما لم تتم الاستجابة للمطالب الامريكية والغربية … !!!