ثلثا دول العالم تتحدى ترمب وتصوت للقدس...هايلي تبتزّ الأمم المتحدة.. وتغادر بعد كلمة "الاسرائيلي"
بعد مواجهة ساخنة في الجمعية العامة
جهينة نيوز – عواصم ووكالات - مامون العمري
صوتت الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس على مشروع قرار يدين اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لاسرائيل، على خلفية تهديد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الدول التي تؤيد النص بقطع المساعدات المالية عنها.
وتحدى ثلثا دول العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يرفض أي إجراءات لتغيير الوضع في القدس، وهو ما يعني رفض القرار الأميركي اعتبار المدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل.
وتجاهلت هذه الدول تهديد ترمب ووعيده بقطع المساعدات الأميركية إذا صوتت لصالح القرار. ومن مجموع 193 دولة في الجمعية العامة، أيدت 128 القرار الذي قدمته اليمن وتركيا بالنيابة عن المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وصوتت ضد القرار تسع دول؛ هي الولايات المتحدة وإسرائيل وتوغو وغواتيمالا وهندوراس وجزر مارشال وميكرونيزيا وبالاو وناورو.
وامتنع عن التصويت 35 دولة، منها كندا وأستراليا والمكسيك والأرجنتين وبولندا والمجر، بينما غابت عن الاجتماع 21 دولة.
وقال ترامب عشية التصويت "ياخذون مئات ملايين الدولارات وحتى مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا" مضيفا في تهديد واضح "دعوهم يصوتون ضدنا، سنقتصد الكثير (من المال) والامر سيان بالنسبة الينا".
غير ان ردة فعل نيكي هايلي السفيرة الاميركية الاثنين على نكسة واشنطن في مجلس الامن الدولي حيث رفضت بقية الدول الاعضاء الـ14 قرار ترامب، تدل ان المسألة تعني الكثير لواشنطن.
وقالت حينها ان هذا التصويت "إهانة لن ننساها ابدا" في اشارة الى باقي اعضاء المجلس الذين أيدوا القرار وضمنهم حلفاء واشنطن الاوروبيون الذين ادانوا باجماع قرار ترامب في السادس من كانون الاول 2017.
ولم يمر القرار في مجلس الامن بسبب فيتو الولايات المتحدة.
ويؤكد القرار الذي قدمته الدول العربية والإسلامية، عدا مالي وأفغانستان، أن أي قرار أو إجراء يفضي إلى تغيير وضع مدينة القدس لاغ وباطل، ويدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، كما يطالب جميع الدول بالامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في القدس.
"بيت من الاكاذيب"
أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه يرفض مسبقا التصويت في الجمعية العامة، معتبرا ان القدس "عاصمة اسرائيل" سواء اعترفت بذلك أو لم تعترف الامم المتحدة التي وصفها بانها "بيت الأكاذيب".
وينص مشروع القرار الذي قدمه اليمن وتركيا بان اي قرار حول وضع القدس "ليست له قوة القانون ويعد لاغيا وباطلا ويتعين سحبه". ويذكر مشروع القرار بكافة القرارات التي تبنتها الامم المتحدة بشأن احتلال الاراضي الفلسطينية ويؤكد ان قضية القدس يجب ان تحل في اطار اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
واوضح دبلوماسي ان التصويت المضاعف هذا الاسبوع في الامم المتحدة بدفع من فلسطين التي تملك صفة مراقب في المنظمة الدولية، هدفه قياس ثقل الفلسطينيين ازاء خطة سلام مستقبلية محتملة.
"ارفضوا بيع ارادتكم"
اثارت تحذيرات الرئيس الاميركي وسفيرته دهشة العديد من الدبلوماسيين في الامم المتحدة.
وقال سفير آسيوي لوكالة فرانس برس "الامور لا تسير بهذه الطريقة، نحن نصوت على المبادىء". واضاف سفير من اميركا الجنوبية "لا يمكن ان نغير فجأة موقفا واظبنا عليه طيلة سنوات".
من جهته، اعتبر سفير اوروبي انه مع هذه الضغوط "يمكن ان تحصل الولايات المتحدة على عشرة ممتنعين من دول يمكن ان تختار ايضا عدم المشاركة".
واشار مسؤول دبلوماسي الى ان كندا وتشيكيا والمجر يمكن ان لا تؤيد مشروع القرار في تجسيد لفشل الاتحاد الاوروبي في اظهار موقف مشترك.
وندد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي سيحضر عملية التصويت، بـ"تهديدات وترهيب" واشنطن
الى ذلك اعلن أعلن السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة الخميس ان اسرائيل "لن يتم اخراجها" ابدا من القدس، فيما تستعد الجمعية العامة للتصويت على مشروع قرار يدين اعتراف واشنطن بالمدينة المقدسة عاصمة للدولة العبرية.
وقال السفير داني دانون خلال جلسة طارئة للجمعية العامة التي يضم 193 دولة "لا قرار للجمعية العامة سيخرجنا من القدس".
هايلي تبتزّ الأمم المتحدة.. وتغادر بعد كلمة "الاسرائيلي"
كررت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، الخميس، تهديداتها ووعيدها للمجتمع الدولي، وذلك خلال جلسة طارئة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على قرار يرفض اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وتساءلت هايلي، في كلمة ألقتها خلال الجلسة قبل بدء التصويت، "كيف يمكن أن تسمع إسرائيل كل هذه الكلمات العدائية ومع ذلك تقرر البقاء في هذه المؤسسة".
وذكرت المندوبة الأميركية "أميركا هي أكبر مساهم في الأمم المتحدة وعندما نشارك هذه المؤسسة فهذا له صالح للمجتمع بأجمعه، نقدم التعليم للطفال والطعام للفقراء ونساعد في أماكن الأزمات وكذلك نبقي على إحساسنا بالمسؤولية وهذه هي الطريقة الأميركية".
وتابعت "عندما نكون أسخياء مع الأمم المتحدة فإن لدينا توقعات بأن هذا المجهود الأميركي يجب أن يحترم.. وعندما نتعرض لهذه الهجمات فهذا يعني أن هذه الدولة لا تحترمنا وعلى هذه الدولة أن تدفع لقلة احترامها لأميركا".
وأضافت هايلي "عندنا مسؤولية تجاه الأمم المتحدة لذلك علينا أن نطالب بالمقابل.."، قبل أن تختم متوعدة "أميركا ستتذكر هذا الاستهداف الذي نتعرض له في الأمم المتحدة".
وستصوت الجمعية التي تعد 193 عضوا على مشروع قرار يؤكد أن القدس هي من القضايا التي ينبغي حلها عبر التفاوض، وأنه ينبغي إبطال أي قرار يتعلق بوضعها.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هدد بوقف المساعدات المالية عن الدول التي ستصوت لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به اليمن عن الدول العربية.
يذكر أن تبني القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزم بالنسبة لواشنطن، ويشكل إدانة رمزية فقط للخطوة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس.
وكانت هايلي نفسها قد بعثت رسالة، الثلاثاء الماضي، إلى عدد من نظرائها، تحذرهم فيها من إدانة القرار، محذرة من أنها ستقوم بإبلاغ ترامب بأسماء الدول التي ستؤيد مشروع القرار.
وأضافت في الرسالة: "الرئيس سوف يراقب هذا التصويت بشكل دقيق وطلب أن أبلغه عن البلدان التي ستصوت ضده".
كما كتبت الثلاثاء على تويتر "في الأمم المتحدة يطلب منا دائما أن نعمل أكثر ونعطي أكثر. لذا عندما نقوم باتخاذ قرار يعكس إرادة الشعب الأميركي حول تحديد موقع سفارتنا، فنحن لا نتوقع من هؤلاء الذين ساندناهم أن يستهدفونا".
وأضافت "يوم الخميس سيكون هناك تصويت ينتقد خيارنا. الولايات المتحدة ستقوم بتسجيل الأسماء"، في تحذير للدول الـ193 في الجمعية العامة.
يشار الى ان المندوبة الاميركية غادرت جلسة الجمعية العامة بعد انتهاء كلمة مندوب اسرائيل.
القائمة الكاملة للدول المعارضة والممتنعة عن التصويت على قرار القدس بالأمم المتحدة
صوتت الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، الخميس، على مشروع قرار، غير ملزم، ضد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك بموافقة 128 دولة ومعارضة 9 وامتناع 35 عن التصويت.
وأكد مشروع القرار، الذي قدمته دول عربية وإسلامية، أن "أي قرارات وإجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو مركزها أو تركيبتها الديمغرافية ليس لها أي أثر قانوني، وأنها لاغية وباطلة امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
ويدعو القرار جميع الدول إلى "الامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس، وبعدم الاعتراف بأي إجراءات أو تدابير مخالفة لتلك القرارات". كما يدعو القرار إلى "عكس مسار الاتجاهات السلبية القائمة على أرض الواقع التي تهدد إمكانية تطبيق حل الدولتين".
وفيما يلي قائمة بالدول التي عارضت القرار والدول التي امتنعت عن التصويت
الدول المعارضة:
• الولايات المتحدة الأمريكية
• إسرائيل
• بالاو
• توغو
• جزر مارشال
• غواتيمالا
• ميكرونيسيا
• ناورو
• هندوراس
دول امتنعت عن التصويت:
• أستراليا
• البوسنة والهرسك
• الكاميرون
• الأرجنتين
• التشيك
• الدومينيكان
• الفلبين
• المكسيك
• النمسا
• أنتيغوا وباربودا
• أوغندا
• باراغواي
• باناما
• باهاماس
• بنين
• بوتان
• بولندا
• ترينداد وتوباغو
• توفالو
• جامايكا
• جنوب السودان
• جزر سولومون
• رومانيا
• رواندا
• غينيا الاستوائية
• فانواتو
• فيجي
• كرواتيا
• كندا
• كولومبيا
• كيريباتي
• لاتفيا
• ليسوتو
• مالاوي
• هايتي
من هي نيكي هيلي "صقر" الديبلوماسية الأميركية؟!
منذ توليها منصبها كسفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مطلع العام الجاري، بزغ نجم نيكي هيلي، من خلال أدائها وحراكها الدبلوماسي.
ومؤخراً وجهت هيلي تحذيراً شديد اللهجة من أن بلادها ستقيّد أسماء الدول التي ستعترض على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخاص بإعلان القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وهددت هيلي بأن واشنطن قد تتخذ عقوبات ضد الدول التي تصوت ضد هذه الخطوة لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويبدو أن أسلوب هيلي قد راق للرئيس الاميركي؛ حيث هدد هو الآخر الدول التي يفترض أن تصوّت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على قرار يدين اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وتوعّد بوقف التمويل الاميركي لهذه الدول.
وخلال اجتماع مع فريقه الحكومي بالبيت الأبيض، قال ترامب إن بلاده "تراقب هذا التصويت"، مندداً بـ"كل تلك الدول التي تأخذ مالنا ثم تصوّت ضدنا في مجلس الأمن".
وفي وقت سابق ذكر دبلوماسيون أنهم تلقوا رسائل مكتوبة من مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة حذّرتهم فيها من "مغبّة التصويت لصالح قرار بشأن القدس".
ورفضت الأمم المتحدة التعليق على "التهديدات" التي وجهتها هيلي. وقال المتحدث باسم أمينها العام، ستيفان دوغريك: "لقد اطلعنا على تقارير صحفية، ونحن لا نعلّق على كيفية إدارة دولة عضو لأعمالها".
وأوضح الدبلوماسيون أن هيلي أبلغتهم أن الرئيس ترامب سيتعامل مع انعقاد الاجتماع الطارئ للجمعية العامة كـ"مسألة شخصية"، مؤكدين أنها ستنقل لترامب أسماء الدول التي ستصوّت لصالح أو ضد القرار. فمن هي هالي التي باتت يد ترامب الضاربة في الأمم المتحدة؟
ولدت نيكي هالي في يناير عام 1972، في ولاية كارولينا الجنوبية، لأبويين هنديين من السيخ، وحصلت على البكالوريوس في علوم المحاسبة من جامعة كليمسون.
وعيّنت هالي في مجلس إدارة غرفة تجارة ليكسينغتون عام 2003، وأصبحت أمينة الرابطة الوطنية لسيدات الأعمال في نفس العام وبعدها رئيسة لفرعها في ولاية كارولينا الجنوبية.
هاجر والدا هيلي إلى كندا بعد أن تلقى الوالد منحة دراسية من جامعة كولومبيا البريطانية. وبعد أن حصل على الدكتوراه عام 1969 انتقل مع عائلته إلى ولاية كارولينا الجنوبية ليصبح أستاذاً في كلية فورهيس.
كما حصلت والدتها على الماجستير في التعليم والتدريس.
دخلت هالي عالم السياسة في سنّ مبكرة، وعملت في مجلس النواب عدة سنوات قبل أن تصبح حاكمة الولاية، حيث كانت أول هندية اميركية، ومن الأقليات العرقية، تتولى هذا المنصب.
وكانت الثانية بعد الحاكم الهندي الاميركي بوبي جيندال، من لويزيانا، وخاصة في ولاية محافظة ولها تاريخ طويل في الأزمات العرقية.
حظيت هالي باهتمام اعلامي في أعقاب مذبحة كنيسة للسود في تشارلستون في 2015، واللافت أنها كانت من أشد المنتقدين لسلوك ترامب خلال حملته الانتخابية، لكنه عينها سفيرة لدى الأمم المتحدة.
وبعد تعيينها تحسّنت العلاقة بينهما؛ لكونها هندية اميركية، وستضيف التنوّع العرقي وتعزّز دور المرأة في تولي المناصب المهمة، كما قال مراقبون حينها.
الصحف الفرنسية: القدس تزيد عزلة أميركا دوليا
تصدّر خبر نتائج تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس الصحف الفرنسية، فأجمعت على أنه دليل جديد على العزلة الدولية لأميركا ترمب،"تصويت القدس أثبت عزلة أميركا في الأمم المتحدة" بحسب ما جاء في تقرير للكاتبة ماريان ميني في صحيفة لاكروا، "فلم يجد الترغيب والترهيب في ثني الغالبية العظمى لدول العالم عن التصويت ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحويل سفارة بلاده إلى القدس".
ولاحظت صحيفة ليزيكو "توترا لدى واشنطن قبيل التصويت"، وهو ما تجسد بحسب صحيفة ليبراسيون في مضاعفتها تهديداتها وضغوطها، إذ لم تترك وسيلة إلا استخدمتها، من تغريدات ورسائل إلكترونية ورسائل خطية... إلخ، كل ذلك بغية الحيلولة دون تعرضها لنكسة جديدة كانتكاستها في مجلس الأمن.
وقد أدهش هذا الأمر الأوساط الدبلوماسية، بحسب الصحيفة، إذ يقول دبلوماسي آسيوي "لا ينبغي أن تدار الأمور بهذه الطريقة، فنحن نصوت حسب مبادئ معينة"، وهو ما أكده أحد نظرائه من أميركا اللاتينية بأسلوب آخر حين قال "لا يمكننا أن نصوت لخيار معين لسنوات عدة، وفجأة نصوت للخيار المعاكس".
ولفتت صحيفة لوموند إلى تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ارتياحه "للعدد المعتبر من الدول التي امتنعت عن التصويت"، ذلك العدد الذي أرجعت ليبراسيون سبب ارتفاعه نسبيا إلى الضغوط الأميركية المضنية.
وفي موضوع ذي صلة، قالت صحيفة لوفيغارو إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس -الذي يزور باريس اليوم الجمعة- سيطلب من الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون دعم مطالب السلطة الفلسطينية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.