2024-12-25 - الأربعاء
banner
كتّاب جهينة
banner

طبقة النخب ودورها السياسي والاجتماعي !!!

جهينة نيوز -

     المهندس هاشم نايل المجالي

تنقسم المجتمعات الى عدة طبقات على شكل هرمي ، ففي اعلى الهرم توجد الطبقة المسؤولة ثم تليها طبقة المثقفين ورجال الاعمال والاقتصاديين والمفكرين والادباء وغيرهم لنسميهم ( بالنخبة ) ثم تأتي طبقة عامة الشعب وهي مكونة من طبقتين طبقة وسطى وطبقة ادنى .

فنجد ان طبقة النخبة هي حلقة الوصل بين الطبقة العليا والطبقة السفلى ، فهي تمتلك ادوات القوة والتأثير في العديد من المجالات المختلفة وهي اكثر فهماً للواقع العملي والمعيشي والرؤية التطويرية الحضارية ، لما تمتلكة من خبرات كافية وهذا ما يميزها عن طبقة عامة الشعب التي لا تستطيع ان تنظم نفسها ولعدم تماسكها كوحدة واحدة ، ومثال على طبقة النخبة النقابات المهنية .

كذلك فان طبقة النخبة صغيرة الحجم بالنسبة لطبقة عامة الشعب لكنها طبقة قيادية مؤثرة حتى بالفكر والمفاهيم والطرح والتحليل والتقييم ، والعلاقة بين طبقة النخبة وطبقة الشعب اقوى من علاقة طبقة النخبة بالطبقة السياسية المسؤولة ( حكومة ) وغيرهم ، لذلك تسعى غالبية الحكومات لاحتوائها تحت مظلتها بشكل او باخر .

وكثير من الحكومات ذات النظرة الثاقبة تعطي مساحات أوسع واكبر لطبقة النخبة ، لتتفاعل معها ولتقربها منها لتقريب وجهات النظر ، وكما لاحظنا في الاونة الاخيرة عندما تحركت النقابات المهنية مع الطبقة الشعبية في رفض قانون ضريبة الدخل كانت اكثر تأثيرا ًعلى الحكومة وحتى على مجلس النواب ، وكان لتأثيرها اسقاط حكومة .

بينما في المشهد الثاني عندما كانت طبقة النخبة نقابات مهنية اقرب الى الطبقة العليا ( الحكومة ) كانت اقل تأثيراً حتى خسرت مكانتها الشعبية وثقة الشعب ، على اعتبار انها تخلت عن مسؤولياتها اتجاه عامة الشعب وما سيقع عليه من مؤثرات سلبية معيشية .

وكان من الاجدر على الحكومة ان تعطي مساحة اكبر لتحرك طبقة النخبة ومنهم النقابات في طرح القانون بصورة افضل واسلم ومفهوم حضاري اكثر قبولاً لدى عامة الشعب مما طرح حاليا ًبلغة الفرض وكان له انعكاساً سلبياً واضحاً ، اي بسياسة الدمج لتقريب وجهات النظر ومعالجة الاختلالات .

اي ان تقييد حركة طبقة النخبة وتفتيتها واحتواءها بشكل او باخر لصالحها يفقد حلقة الوصل بين الطبقة العليا والطبقة الشعبية ، ويفقد التوازن المجتعي بمفهومه السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويخلق بدائل عن طبقة النخبة الا وهي الطبقة السياسية المعارضة ، وهي مكونة من سياسيين سابقين ومسؤولين من مختلف المواقع صاحبة القرار سابقاً ، كونهم مهمشين ويبحثون عن موقع قدم وافضل موقع قدم يعزز مكانتهم عن طرح فكرهم ورأيهم هو الطبقة الشعبية ، واصبحت تشكل طبقة قوية مؤثرة عندها مقدرة على ان تسبب خللاً وحالة تشوه فكري عند الكثيرين بكثير من المفاهيم لسعة اطلاعهم .

وتاريخ الدول مليء بالتجارب فيما يتعلق بدور النخب وأثره في ايجاد التوازنات وتحقيق التنمية والاستقرار المجتمعي ودورها في التغيير والاصلاح ووضع رؤى مستقبلية لكافة الطبقات .

وعلى اصحاب القرار السياسي من الحكومات فهم مدى اهمية دور طبقة النخبة الايجابي والسلبي تجاه العملية التنموية واتجاه الاستقرار المجتمعي ، على ان تتميز هذه النخب بالحس والانتماء الوطني ، وتحرص على المصلحة العامة وتفضل الصالح العام على اي مصالح أخرى ، وان تتحد هذه النخب وتنبذ الفتن والفرقة والتشتت لان غير ذلك يفقد التوازن .

لذلك فان على الطبقة المسؤولة ابقاء الاتصال والتواصل والتشاور والتحاور مع طبقة النخب ، متواصلاً بالازمات وغير الازمات لأن ذلك يثري الحكومات بالافكار والطروحات والحلول المبدعة والمبتكرة مع تعزيز قربها من طبقة عامة الشعب .

وعلى سبيل المثال فان باستطاعة النقابات المهنية تشكيل صندوق استثماري مشترك وبحث تنفيذ اهم المشاريع التنموية الاستثمارية مع الحكومة ، وان تحظى بامتيازات وتسهيلات لمشاريعها التنموية سياحية او طبية او صناعية او ترفيهية او تنموية وهذا يعطي دخلاً اضافيا ً لصناديق النقابات المختلفة ويخلق فرص عمل لشباب الطبقة الشعبية ويحارب الفقر .

وطبقة النخبة يجب ان تعتبر نفسها حلقة من الحلقات الوطنية الاصلاحية حريصة على ان تكون مواقفها وتصرفاتها وبرامجها مستمدة من الثوابت الوطنية واعية ومدركة لكافة المستجدات والمتغيرات الداخلية والخارجية والتي يتعرض لها الوطن بقراءة اجتهادية تجديدية وبدور مضاعف للعلاقة بالواقع المعيشي للمواطن منفتحة على كافة الاطروحات الاخرى والتي تحمل مشاريع اصلاحية من زاوية نظر مغايرة ومتفاعلة معها من اجل التطوير والبناء المشترك مع كافة الطبقات بلغة التشارك والتفاهم وتمنع الاحتكار الفئوي لأي فئة تسعى للمكاسب الشخصية وتقاوم الافكار الميتة والتي ترفض التغيير والاصلاح .//

 

hashemmajali_56@yahoo.com   

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير