banner
مقالات مختارة
banner

وزراء بین الفقراء!

جهينة نيوز -

الاحتجاجات المتواصلة في الدوار الرابع بعمان وغیرھا من مدن المملكة ضد السیاسات الحكومیة وتحدیدا الاقتصادیة منھا وبكل اسف نحو زوایا معتمة او حواف خطرة بسبب زیادة منسوب الاتھام والاتھامیة في الخطاب المتبادل بین « معسكر الموالاة « ومعسكر المعارضة ، ودخل ھذا الخطاب في الفترة الاخیرة مرحلة « خطاب الكراھیة « التحریضي الذي كان سببا مباشرا في مجتمعات عدیدة بانتاج الفتن والصراع الطائفي او الطبقي ، ولمست خلال متابعتي لنوعیة السجال الاتھامي المتبادل وتحدیدا على وسائل التواصل الاجتماعي درجة عالیة من السطحیة والسذاجة في الدفاع عن الوطن في معسكر الموالاة وفي المقابل تزمتا وعصبیة وتعصبا وعدمیة في معسكر المعارضة وعملیا وصلنا الى ما یسمى بالمعادلة الصفریة والقائمة على قاعدة ( اما ان تكون معي والا فانت ضدي )... والسؤال ماذا یعنى ھذا الامر ؟؟ في الجواب یمكن القول وبكل اسف اننا وصلنا الى مرحلة « الغلیان الاجتماعي « ، ودخلنا ازمة وطنیة حقیقیة بعد ان بات وضعك الطبقي او الاجتماعي ھو الذي یعطى « اخوك « في الوطن الحق باطلاق الحكم علیك ، ویعطیھ الحق بتصنیفك فان كنت « مرتاحا « وھو التعبیر الدارج الذي بات یطلق على من ھم غیر محتاجین مالیا ومادیا ستكون حتما ووفقا المعادلة الصفریة التى اشرت الیھا في التضاد مع الطرف المقابل الذي یطلق على نفسھ « المساكین والمسخمین « اى اصحاب الحاجة وتكون في ذات الوقت في نظر ھؤلاء منتفعا من الدولة حتى وان لم تعمل بھا یوما واحدا ولم ترتبط معھا باي نوع من المصالح الخاصة ، وھي مرحلة خطرة بكل تاكید لانھا تلغي الكثیر من الحقائق المجتمعیة والثقافیة والاقتصادیة ، « فالمرتاح مادیا ومالیا لیس بالضرورة « فاسد وحرامي وسارق « ، وفي المقابل لیس بالضرورة ان یكون الفقیر كسولا وغیر منتج وغیر مبدع ، فھذه الحالة من ضبابیة القیم والتقییم خطیرة جدا تنزع الشرعیة المواطنیة بل والانسانیة عن .افراد المجتمع وتحیلھم فاسدین ولصوصا او كسالى وأغبیاء وشحاذین ھل تستطیع الحكومة فعل شيء عاجل یساھم في تخفیف الاحتقان المجتمعي وتصویب المفاھیم وتعزیز قیم الاخوة والمواطنة والتعاضد الاجتماعي ؟؟؟... الجواب نعم بكل تاكید... والسؤال كیف ؟؟ في الجواب یجب التاكید على حقیقة موضوعیة وجوھریة وھي ان ما یمر بھ الوطن ھو ازمة اقتصادیة بنیویة مركبة تحتاج لخطط وبرامج فاعلة وعقول وطنیة مخلصة تعمل على انتشال الاردن من ھذه الازمة ، ولكن قبل كل شيء یجب ان تقوم الحكومة بتلبیة الحاجات الماسة للناس وھذا لا یتم الا بالمسح المیداني الدقیق لبؤر الفقر في عموم المملكة كمرحلة اولى والاستفادة من ھذا المسح في توفیر « بنك معلومات « یجرى تحدیثھ بصورة دوریة عبر فرق متخصصة من وزارة التنمیة الاجتماعیة والمؤسسات المدنیة غیر الربحیة المعنیة بھذا الامر ، وھذا اجراء علاجي مستعجل ، اما الاجراء الذي یجب ان یتبعھ فھو الاحتكاك بالفقراء ومشاكلھم وبصورة دوریة ولیس على غرار زیارات « الفزعة « لبعض الوزراء والمسؤولین ، وھنا اقترح صیاغة مبادرة مشتركة من وزارة التنمیة الاجتماعیة وكل من وزارة الثقافة والشباب تحت مسمى مقترح ( وزراء بین الفقراء ) وھو عنوان قابل للتغییر على ان یكون لھذه المبادرة خطة زمنیة ومكانیة تغطى كل التراب الوطني الاردني وھدفھا الاساسي ھو اعادة التوازن داخل المجتمع ووقف التدھور في حالة الثقة بین ابناء الوطن وذلك من خلال حوارات تركز وتشرح طبیعة الازمة الاقتصادیة وجذورھا وانھا ازمة وطنیة عامة الكل یدفع ثمنھا ولیس الفقراء فقط ، ومن خلال التركیز .على اننا كلنا شركاء في الحل الفقر كافر... والامام علي رضي الله عنھ قال جملتھ الشھیرة ( لو كان الفقر رجلا لقتلھ ) ، وھو قائل قولھ الماثور الاخر ( الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن ) والامام ھذا الھاشمي الطاھر كان ومازال ضمیر الامة العربیة والاسلامیة ، فعلى الدولة ان تسارع بقتل .الفقر قبل فوات الاوان

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير