رعب في الهند من إصابة ملايين الأطفال بالسرطان.. السلطات تفحص بودرة أطفال جونسون آند جونسون «القاتلة»
قال مصدر في قطاع صناعة الدواء الهندية الأربعاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، إن مفتشين أخذوا عينات من بودرة الأطفال التي تنتجها شركة جونسون آند جونسون من مصنع في ولاية شمالي البلاد، وذلك في أعقاب تقرير لرويترز عن أن الشركة تعرف منذ عقود أن مادة الأسبستوس المسببة للسرطان تدخل ضمن مكونات المنتج.
وذكر المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن العينات أُخذت من مصنع بادي في ولاية هيماتشال براديش مساء الثلاثاء 18 ديسمبر/كانون الأول 2018.
ولم تعلق «جونسون آند جونسون» على التقارير عن العينات التي أخذتها السلطات الهندية. وقالت الشركة، أمس الثلاثاء، في بيان إن تقرير رويترز الذي نشر يوم الجمعة «منحاز ومزيف وتحريضي».
وأضاف البيان: «بودرة أطفال جونسون آند جونسون آمنة وخالية من (الأسبستوس)». وقالت الشركة: «تُظهر الدراسات التي أجريت على أكثر من 100 ألف رجل وامرأة أن بودرة التلك لا تسبب السرطان أو الأمراض المرتبطة بالأسبستوس. وأثبتت آلاف الفحوص المستقلة التي أجرتها الجهات التنظيمية والمعامل الرائدة في العالم أنه لم يكن هناك وجود أبداً للأسبستوس في بودرة الأطفال التي ننتجها».
وقال سوريندرانات ساي، المسؤول بقطاع الصحة في ولاية تيلانجانا جنوبي الهند، إنه طلب من المفتشين على الأدوية أخذ عينات.
وأضاف: «استناداً إلى التقارير الإخبارية طلبنا أخذ العينات. سنفحصها في مختبر هنا.. وسنتخذ الإجراءات اللازمة وفقاً لذلك. بالتأكيد ينتابنا القلق لأن ملايين الأطفال ربما تأثروا».
وكان سهم شركة «جونسون آند جونسون» قد تراجع بنسبة 11% في جلسة التداول بالبورصة، الجمعة 14 ديسمبر/كانون الأول، وهو ما سيتسبب في تداعيات للمستثمرين، وذلك بعد تقرير لوكالة رويترز ذكر أن الشركة علمت منذ عقود أن مادة الأسبستوس كانت موجودة أحياناً في بودرة الأطفال.
وكانت Bloomberg News أوضحت في سبتمبر/أيلول 2017 أن الوثائق السرية التي قدمت خلال دعوى قضائية أوضحت أن «جونسون آند جونسون» عرفت منذ عقود أن منتجاتها من بودرة التلك تحتوي على ألياف الأسبستوس، وأن التعرّض لتلك الألياف يمكن أن يسبب سرطان المبيض.
وكانت المرة السابقة التي انخفضت فيها أسهم الشركة نفسها، ومقرّها نيوجيرسي الأميركية، كانت في فبراير/شباط 2018، بعد أن قام المتداولون بتداول مدونة تركز على المخاوف بشأن ما يمكن كشفه خلال القضية المرفوعة. وانخفضت الأسهم بنسبة تصل إلى 11% أيضاً ذلك اليوم، ما جعل الشركة تحت ضغط شديد وسط مخاوف ضخمة.
هيئة محلّفين في ولاية ميسوري الأميركية كانت قد أمرت شركة «جونسون آند جونسون» بدفع تعويضات، قدرها 4.69 مليار دولار لـ22 سيدة أصبن بسرطان المبيض بعد استخدام منتجات للشركة تحتوي على مادة «التلك»، ومن بينها بودرة الأطفال.
والحكم الصادر بحق «جونسون آند جونسون» هو الأكبر منذ ظهور مزاعم حول تسبُّب منتجات للشركة في الإصابة بالسرطان، في حين وصفت الشركة القرار بأنه «جائر»، وقالت إنها ستطعن عليه.
وتواجه الشركة نحو 9 آلاف دعوى قضائية تتعلق جميعها بمادة «التلك». وتنفي الشركة أن منتجاتها المكونة من تلك المادة تسبب السرطان، أو أن تكون قد احتوت على مادة الأسبستوس أو الحرير الصخري.
وتعد مادة «التلك» المعدني خليطاً طبيعياً يتكون من مادة الأسبست التي تتسبب في الإصابة بالسرطان، وتُستعمل هذه المادة في تصنيع بودرة الأطفال وغيرها من مستحضرات التجميل منذ سبعينيات القرن الماضي
إلا أن الدراسات التي أُجريت على «التلك» الخالي من الأسبستوس خرجت بنتائج متضاربة؛ فبعض الدراسات أشارت إلى أنه تسبب في الإصابة بالسرطان، وسط مخاوف من أن تكون هذه الدراسة منحازة، حيث اعتمدت بشكل أساسي على تذكُّر المبحوثين حجم استعمالهم بودرة التلك منذ سنوات طويلة . وأشارت دراسات أخرى إلى أنه لا يوجد رابط على الإطلاق بين استعمال التلك في المناطق الحساسة والإصابة بالسرطان.
كما أنه لم يتم التعامل مع جرعة «التلك» المستعملة باعتبارها عنصراً محدداً لحجم الإصابة بالسرطان كما يحدث في حالة التبغ. فكلما دخنت أكثر زاد خطر الإصابة بسرطان الرئة.
وتقول مؤسسة «أوفا كوم» الخيرية إنه لا يوجد دليل قاطع على علاقة التلك بالإصابة بالسرطان، إلا أن السيناريو الأسوأ هو أن يرفع استعمال «التلك» معدل الإصابة بالسرطان إلى الثلث.