فيسبوك تُنفذ مشروعاً سرياً لإصدار عملتها الرقمية المشفرة.. كيف تسعى الشركة العملاقة لاستغلال تقنيات خصومها؟
مشروع سرّي يجرى العمل عليه بتكتم شديد لاستكشاف إمكانية إطلاق عملة رقمية مشفرة خاصة بشركة فيسبوك، أو ما يمكن أن يُطلق عليه عملة فيسبوك.
وعكفت شركة فيسبوك على توظيف أعداد كبيرة من أجل مشروع سري، لإنشاء قاعدة بيانات بلوك تشين blockchain خاصة بها.
ويشير هذا التوجه إلى أن شبكة التواصل الاجتماعي العملاقة تمضي قدماً في تنفيذ مخططاتها لإصدار عملة رقمية مشفرة خاصة بشركة فيسبوك، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.
وهذه أولى الخطوات التي قد تُمهِّد لعملية إطلاق عملة فيسبوك
وتأتي موجة التوظيف هذه بعد مضي أشهر قليلة على إجراء واحدة من أكبر التعديلات الإدارية في تاريخ شركة فيسبوك، التي شهدت تعيين الرئيس السابق لشركة PayPal، ديفيد ماركوس لقيادة فريق استكشافي لتقنية بلوك تشين.
لم يصرّح ماركوس، الذي شغل سابقاً منصب نائب رئيس تطبيق Facebook Messenger، سوى بالقليل من التفاصيل، عن دوره الجديد حتى الآن، لكنه قال إنه سيقدّم تقاريرَه مباشرة إلى مايك شروبفر، مدير التكنولوجيا في شركة فيسبوك.
وقال ماركوس في منشور بإحدى المدونات إن الفريق «سيستكشف أنسب الطرق للاستفادة إلى أقصى حدٍّ من تقنية بلوك تشين عبر الفيسبوك، بدءاً من الصفر».
ولهذا السبب فإن الشركة مؤهَّلة أكثر من غيرها لهذه الخطوة
وتمتلك شركة فيسبوك ما يقرب من 2.2 مليار مستخدم نشط شهرياً على شبكتها الاجتماعية، بالإضافة إلى مليارات المستخدمين عبر تطبيقي WhatsApp وInstagram.
وهذا يؤهلها لتصبح المنصة القادرة على تقديم أول عملة رقمية مشفّرة موجَّهة لأكبر عدد من المستهلكين في العالم.
فيسبوك مؤهلة أكثر من غيرها لإطلاق عملة رقمية/ISTOCK
ويعمل حوالي 40 شخصاً الآن تحت قيادة ماركوس، نتيجة لحملة التوظيف الأخيرة.
ومن بين هؤلاء الموظفين الجدد العديد من المسؤولين التنفيذيين السابقين في موقع PayPal، وفقاً لتقرير صدر عن شبكة الأخبار المالية Cheddar.
وهذه المميزات التي يمكن أن تقدمها عملة فيسبوك
وتشير قوائم الوظائف المطلوبة إلى «الهدف النهائي» الذي تسعى شركة فيسبوك لتحقيقه عن طريق فريقها المتخصص في تقنية بلوك تشين.
وهو «تمكين مليارات الأشخاص من الوصول إلى الأشياء التي لا يستطيعون الوصول إليها الآن».
يمكن أن تشمل هذه الأشياء «الخدمات المالية العادلة، أو طرقاً جديدة للادخار، أو طرقاً جديدة لتبادل المعلومات»، وفقاً لما نصّت عليه القائمة.
والغريب أن رواد العملات المشفرة يعتبرون الشركات العملاقة كفيسبوك خصوماً لهم
وتُشير الطبيعة اللامركزية التي تستند إليها تقنيات العملات الرقمية المشفرة والبلوك تشين، إلى أن العاملين في هذا المجال ينظرون بعين الحذر إلى الشركات الكبيرة، التي تعتمد على المركزية مثل فيسبوك.
ولم تُقدم شركة فيسبوك حتى الآن أيَّ تفاصيل إضافية حول مشروع عملة فيسبوك، رغم أنها تلقَّت عدة طلبات للتعليق من صحيفة The Independent البريطانية.
وقال متحدث باسم شركة فيسبوك «على غرار العديد من الشركات الأخرى، يستكشف فيسبوك سبل الاستفادة من قوة تقنية بلوك تشين».
وأضاف أن «هذا الفريق الجديد الصغير يستكشف العديد من التطبيقات المختلفة. وليس لدينا أي معلومات إضافية يُمكن التصريح بها الآن».
ومنذ أن بدأت الشركة في التفكير في إطلاق عملتها الرقمية توالت فضائحها
وكتب المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، منشوراً على موقع فيسبوك، في شهر يناير/كانون الثاني 2018، ناقش فيه إمكانية استخدام العملات اللامركزية والتقنيات الأخرى.
وكتب زوكربيرغ قائلاً: «يتعلق أحد أكثر الأسئلة إثارة للاهتمام في مجال التكنولوجيا الآن بالمركزية مقابل اللامركزية.
فيسبوك تعرضت لفضائح خلال الفترة الماضية/Reuters
ومع صعود عدد صغير من شركات التكنولوجيا العملاقة، يعتقد كثير من الناس الآن أن التكنولوجيا تسعى إلى إضفاء صبغة مركزية على السلطة فحسب، بدلاً من جعلها لا مركزية».
وأضاف قائلاً: «هناك اتجاهات هامة مناهضة لهذا النهج -مثل التشفير والعملات الرقمية المشفّرة- التي تنتزع السلطة من الأنظمة المركزية وتعيدها إلى أيدي الناس».