banner
أخبار محلية
banner

تربويون من العقبة : التردي المادي والقانوني والمجتمعي انتزعت هيبة المعلم

{clean_title}
جهينة نيوز -

 

 – العقبة – طلال الكباريتي

 

أجمع عدد ممن خدموا في التربية أن هيبة المعلم تعد أمرا عميقا، والرد في تردي قيمته أعمق، ودعمها باتت مسؤولية يشترك فيها كافة الأطراف تتمثل بوزارة التربية والتعليم و التربويين و أبناء المجتمع الأردني .

"هيبة المعلم" باتت قصة يتناقلها الأبناء عن الأجداد، تروي مكانة رجل رهن نفسه ليعد جيلا، معتدا بنفسه، مستبشرا بهم الأمل .

وكانت أبرز القصص التي نقلها الأجداد لأحفادهم، هلع الطلاب وهروبهم من شارع حينما يتفاجأوا بمرور معلم من نفس الشارع من بعيد بمحض الصدفة، خشية أن يجدهم على الطرقات، بعيدين عن واجب المذاكرة .

هذه الصورة باتت من الذاكرة، و بدأت الهيبة تتردى في ظل تطور التكنولوجيا و التطور المعرفي، رأت الأنباط أن تسلط الضوء على هذه القضية ليبرز تربويون من العقبة الأسباب التي أدت إليها وحلول لمعالجتها .

يقول نائب رئيس نقابة المعلمين فرع العقبة وصفي المزايدة أن تعزيز هيبة المعلم الأردني تقع مسؤوليتها الأولى على وزارة التربية والتعليم بعدة وسائل .

وأضاف المزايدة للأنباط أن أبرز وسائل الوزارة لتعزيز هيبة المعلم، تتمثل بإقرار تعليمات رادعة لما ينتقص من هيبته، كالانضباط المدرسي، ودعم المعلم في ضبط السلوكيات الخاطئة لطلابه .

وتابع أن تردي الوضع المادي لموظفي التربية في الأردن، ساهم الى حد كبير في الانتقاص من هيبته، و دلل أن المعلم بصورة عامة حين عزمه على الزواج، و مقابلته ذوي الفتاة للزواج منها، يترددون بالموافقة لضعف وضعه المادي .

وأكد المزايدة أن فرع النقابة منذ أن رأى النور بالعقبة، طالب مجلسها من الوزارة، دعم الوضع المادي للمعلم، إلا أنها قوبلت بالرفض .

وأشار الى أن تعزيز هيبة المعلم، يمكن بدعم الوزارة لبيئة تؤهله لممارسة مهنته بكفاءة وامتيازات، مشيرا الى أن المعلم أثقلت كاهله بكثير من الدروس خلال اليوم الواحد .

وبين أن المعلم الأردني افتقد كثيرا من الامتيازات، التي تعتبر أبسط الحقوق أسوة بموظفي الدولة، مدللا أن المعلم في العقبة يفتقد لنادي معلمين، الذي طالبت الوزارة بإنشائه، خدمة لمعلمها وتقديرا له .

وتابع أن نقابة المعلمين فرع العقبة خاطبت كثيرا وزارة التربية بتنفيذ مطالب كإقرار قانون أمن وحماية المعلم، في المقابل لم تستجب الوزارة لمطلبها .

وذكر أن عددا من المؤسسات والشركات التي تعتبر حديثة العهد في العقبة أنشأت لموظفيها ناديا ترفيهيا، يجمع عائلاتهم، في المقابل ممثلو التربية في العقبة طالبوا منذ عشرات السنين بإنشاء ناد لموظفيها، معتبرا أنها الجهة الأقدم بالعقبة .

ولفت الى أن النظرة السائدة للمجتمع وأولياء الأمور بشكل عام، ضد المعلم الأردني بشكل عام .

ولفت المزايدة أن الأردن يفتقد الى تخصص معلم الصف في جامعات المملكة، الذي يحدد مستقبل خريجيها بالاضافة الى افتقار الأردن الى استراتيجية بخطة لها آلياتها وفق زمن محدد، تهدف الى تعزيز مكانة المعلم، على حد تعبيره .

وبين مدير تربية العقبة الأسبق الدكتور جميل الشقيرات أن أبرز أسباب تردي هيبة المعلم الأردني، الوضع المادي والنظرة المجتمعية السلبية للمعلم بعدما كان يشار له بالبنان في كثير من المحافل .

وأضاف أن أبرز اسباب تردي هيبة المعلم، نظرة المعلم الى نفسه، موجها الى الاهتمام بتفاصيل حياته وتحسينها ورفد مخزونه المعرفي .

ونوه الى أن تعزيز المعلم لمخزونه المعرفي يساعده على تمكينه ويعزز من نظرته لنفسه، مضيفا أن تعزيزها يتضمن الالمام بأساليب وسائل الاتصال مع الطالب والتواصل مع المجتمع المحلي ليكسب ود واحترام المجتمع في ظل انتشار التطور التكنولوجي .

وأكد على أن الدولة يقع على عاتقها بناء هيبة المعلم، بتعزيز وضعه المادي، لحفظ هيبته ويبعده عن العمل خارج مهنته .

وفيما يتعلق بالحلول والمقترحات فقد دعا الدكتور الشقيرات الى تكاتف مؤسسات الدولة، لدعم هيبة المعلم، منوها الى أن الوظيفة التعليمية الأهم في الدولة، متسائلا " فلماذا لا يحظى بالدعم المادي من الدولة والاجتماعي أبناء الوطن وأبسط حقوقه ؟ "

وأوضح أن هيبة المعلم تعتبر صمام أمان لتقدم المجتمع وتطور العملية التربوية ، مضيفا أنه يقع على عاتق المجتمع، فاذا لم يجد الاحترام والتقدير من مجتمعه، لا يستطيع تقدير رسالته التعليمية و التربوية على أكمل وجه .

واعتبر التربوي ضرعام جرادات أن هيبة المعلم تراجعت منذ عشرات السنين لعدة أسباب أبرزها افتقار المعلم الى النظرة الاعتبارية لنفسه، موضحا أنه أصبح لا يرتقي بمكانته أن يصبح قدوة لطلابه، في السلوك والأبعاد والفكر .

وبين التربوي جرادات أن المعلم في المجتمع الأردني أصبح يشهد حالة من القهر والاستبداد والانعزال والانشغال بأموره المادية المتردية .

وزاد أن ابرز أسباب تردي هيبة المعلم الأردني، حالة التسلط العامة من المجتمع والطالب تجاه المعلم، يعتبر فيه المجتمع أن المعلم الحلقة الأضعف، على الرغم من أنه كان في الماضي البعيد، يقدمونه في المناسبات الاجتماعية، وحلقة الوصل الأساسية فيها .

وتابع أن تردي الوضع المادي للمعلمين الأردنيين، ساهم في تردي هيبتهم، موضحا أن إجمالي قيمة رواتبهم، أجبرتهم على العمل في أماكن لا تليق بمكانتهم، كسائق تكسي، أو بائع متجول .

وأشار الى أن عددا من القوانين الإدارية التربوية قيدت سلطة المعلم، و جعلت الطالب المحور الأهم، فأصبح المعلم الأردني بصورة باهتة كما كان عليه في السابق .//

  • {clean_title}
  • {clean_title}
  • {clean_title}
  • {clean_title}
تابعو جهينة نيوز على google news