الملتقى الوطني من أجل القدس يؤكد ضرورة توحيد الجهود رفضا للقرار الامريكي
بحضور قيادات عدد كبير من الأحزاب الأردنية
عمان – جهينة نيوز – طارق أبوعبيد
عقد تيار التجديد الأردني الملتقى الوطني من أجل القدس مساء امس الاحد في مجمع النقابات المهنية والذي تحدث فيه عدد من الاحزاب التي اكدت ممثلوها من خلال كلماتهم على عروبة القدس ومستنكرين القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد بإعتبار القدس هي العاصمة لإسرائيل.
وقالت منسق الملتقى الدكتورة رلى الحروب في الكلمة التي القتها أمام الحضور الكبير، أن قرار الإدارة الأمريكية بنقل السفارة الامريكية الى القدس والاعتراف بها عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل، بمثابة رصاصة الرحمة لعملية السلام المتوفاة سريريا منذ سنوات، وهو وإن كان يعبر عن استهانة الادارة الترمبية بالقانون الدولي، وبكل الاتفاقيات الدولية وقرارات مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة واتفاقية اوسلو ومبادرة السلام العربية، وبكل الجهود المبذولة من اجل السلام، بما فيها جهود الادارة الامريكية نفسها والرباعية الدولية عبر عقود، إلا أنه كان فرصة لإعادة البوصلة العربية والاسلامية والعالمية مجددا نحو فلسطين والقدس.
واضافت الحروب إننا إذ ندين هذا القرار الباطل الذي يعطل الدور الاردني الهاشمي في حماية القدس والمقدسات، ويعتدي على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، و ينهي حل الدولتين المزعوم الذي لطالما تبنته الإدارة الأمريكية وأقنعت به العالم، حتى تخلى الفلسطينيون والعرب عن حقوقهم في كل فلسطين التاريخية ليقبلوا بحدود ما قبل حزيران 1967، فإننا لنؤكد رفضنا التام لمواصلة المفاوضات برعاية أمريكية، ونعتبرها شريكا في الاحتلال، بعدما انحازت الادارة الامريكية انحيازا مطلقا لصالح المطامع الصهيونية في كل فلسطين، والتي هي خطوة باتجاه إسرائيل الكبرى.
واشادت الحروب والمتحدثين الآخرين بمواقف جلالة الملك عبد الله الثاني والاسرة الهاشمية الكريمة الرافضة لأي تغيير للوضع في القدس المحتلة، والحريصة على حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وعموم فلسطين، ومواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر وأمير الكويت، وكل الزعماء الذين حضروا القمة الاسلامية في اسطنبول، ونستهجن غياب دول محورية عن قمة عقدت لحماية القدس، وندعو حكومتنا الأردنية إلى إعادة النظر في خارطة التحالفات القائمة، وبناء تحالف عربي إسلامي عالمي جديد على أساس مناهضة المشروع الصهيو- أمريكي الساعي إلى تصفية القضية الفلسطينية ضمن ما يسمى بصفقة القرن.
وختمت الحروب كلمتها بالدعوة إلى اتخاذ الخطوات التالية:
خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الولايات المتحدة الامريكية، وتسليم ممثليها رسائل احتجاج من قبل الحكومات العربية والاسلامية والمحبة للسلام، وسحب جميع اشكال التمثيل الدبلوماسي والاقتصادي والثقافي وغيرها من تل أبيب من قبل الدول التي تتمتع بعلاقات علنية أو سرية مع الكيان الصهيوني المحتل.
والتأكيد على الالتزام بحملة مقاطعة السلع والخدمات الاسرائيلية (BDS)، وإعلان مقاطعة شعبية للمصالح الامريكية على كل المستويات، وتشكيل لجنة وطنية تضم الاحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني لتحقيق هذا الغرض تنسق نشاطاتها ضمن حملة ممنهجة، إلى حين التراجع عن القرار.
ودعوة جميع الاطراف والفصائل الفلسطينية إلى التوحد وتنسيق المواقف الميدانية والسياسية والعمل على بعث انتفاضة جديدة منظمة مدروسة الاهداف من أجل القدس، والتوحد على مبدأ المقاومة. بالاضافة الى تبني خيار المقاومة بكل أشكالها ودعمه من قبل كل القوى السياسية العربية والاسلامية والعالمية المناصرة للحق الفلسطيني، وتشكيل لجان شعبية في كل الدول المناصرة للحق الفلسطيني في العالم لدعم جهود هذه الفصائل في فلسطين.
كما دعت المجموعة العربية إلى تقديم شكوى ضد الإدارة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي، والتحرك في الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار أممي برفض نقل السفارة إلى القدس، وملاحقة اسرائيل عن كل جرائمها في فلسطين عبر محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، وفضح ممارساتها في كل المحافل الدولية ذات الصلة. وإعلان سقوط اتفاقية أوسلو، ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل سواء من طرف السلطة الفلسطينية أو من طرف الدول المرتبطة باتفاقيات سلام مع إسرائيل.
وإلغاء اتفاقية الغاز الاسرائيلي مع الاردن ومصر ومشروع ناقل البحرين، وتجميد كل المشاريع الاقتصادية المشتركة مع إسرائيل إلى حين اعترافها بالحق الفلسطيني وقيام الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف. ودعوة الجماهير العربية والاسلامية إلى مواصلة الخروج في مسيرات شعبية لإظهار الغضب والرفض، ودعوة الأحزاب والنقابات وقوى المجتمع المدني لمواصلة تنظيم الفعاليات بشتى مستوياتها.
من ناحيته أكد د. محمد الزيود أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي في كلمته على الخروج عن القول والانتقال الى الفعل، والاستمرار في رفض القرار بالاستمرار بالفعاليات المختلفة التي تؤكد على رفض القرار، ودعم ومساندة الموقف الرسمي الرافض للقرار، ومقاطعة امريكا بكل الأشكال والطرق، وتجريم المطبع مع الكيان الصهيوني الغاشم.
يذكر ان تيار التجديد الأردني يضم أحزاب أردن اقوى، وحزب حصاد، وحزب التيار الوطني، وحزب الحياة.
وتخلل الملتقى كلمة لرئيس مجلس النقباء م. ماجد الطباع، القاها بالنيابية عنه امين عام مجمع النقابات المهنية رامي الشواورة، وكلمة الأمين العام لحزب الوسط الاسلامي سعادة د. مد الله الطراونة. كما القي نائب رئيس جمعية الشؤون الدولية د. ابراهيم بدران كلمة.
من الجدير بالذكر أن اللقاء أداره د. حمدي مراد نائب رئيس حزب التيار الوطني.