banner
أخبار محلية
banner

البطالة والإدمان في مقدمة أسباب الانتحار

{clean_title}
جهينة نيوز -

يقبلون على الانتحار هربا من واقع اقتصادي مرير

البطالة والإدمان في مقدمة أسباب الانتحار

الخزاعي: الانتحار عمل غير أخلاقي ينم عن عدائية الفرد لنفسه

 

الأنباط – عمان - زمن العقيلي

 

يطل علينا بين الفينة والأخرى خبر لانتحار احدهم أومحاولة الأقدام  على ذلك الفعل وإن كانيُحصرأحيانا ًضمن حدود المحاولة . إلا انه ما بات ملحوظا وملفتاً في الآونة لأخيرة هوزيادة أعداد تلك الحالات بشكل بدا اقرب لكونه ظاهرة اجتماعية مقلقة تتطلب المواجهة والدراسة .

كما إن اغلب محاولات الانتحار ترتكب بدافع تردي الحالة الاقتصادية ومحاولة الفرار من واقع مرير مجبول بفقر مدقع . فعندما تتحول حياة البعض إلى صراعات نفسية وانتكاسات اجتماعية، واقتصادية، ويغزو اليأس المطلق نفوسهم يكون قرار الهروب من الحياة هو خيارهم الأخير.

وإن أخر الدراسات والإحصاءات الاجتماعية أشارت بأن حالات الانتحار التي تتنوع ما بين الانتحار التام ومحاولة الانتحار غالبا ما تكون العوامل المؤدية لها ، هي العوامل الاجتماعية أولاً، تليها العوامل النفسية، ثم العوامل الاقتصادية. 

ومع كل محاولة انتحار تفتح شهية بعض الأوساط الحقوقية والسياسية نحو تحميل الحكومة مسؤولية تلك الأفعال التي غالبا ما تكون بدافع البطالة وسوء الوضع الاقتصادي .

وان كانت بعض محاولات الانتحار لا تتعدى كونها مجرد محاولات استعراضية لتسليط الضوء الإعلامي والاجتماعي على قضية من يحاول ألانتحار

كما وضحت النتائج إن معدلات الانتحار من حيث العدد في المناطق الحضرية أكثر منها في الريف إلا إن معدلات الانتحار في المناطق الريفية تعد هي الأكبر بالمقابلإذا ما احتسبت النسبة المؤية لكل مئة ألف من السكان, ويعود ذلك بالتأكيد إلى قلة فرص العمل.لكن العاصمة عمانهي من تملك أعلى حصيلةعدديةللمنتحرين.

وإن الذكور هم أصحاب النسبة ألأعلى في الانتحار مقارنتاً بأعداد ألإناث  في حين جاءت الوسائل المستخدمة في الانتحار متنوعة مابين المواد السمية أولا، ثم وسيلة الشنق, يليها السلاح الناري وهو الأكثر استخداما في الانتحار التام.  أما حالات الانتحار داخل مراكز الإصلاح والتأهيل فهي الأخرى بحالة تصاعد ملحوظ حيث ارتفعت نسبتها في الآونة الأخيرة وبحسب الأرقام الصادرة عن إدارة مراكز الإصلاح، بلغ عدد محاولات الانتحار منذ بداية العام الحالي حتى سبتمبرالماضي، 105 محاولات في حين بلغ عدد محاولات الانتحار بين السجناء في مراكز الإصلاح والتأهيل للعام الماضي 148 محاولة، مقابل 135 محاولة في العام 2016.

وبهذا الخصوص يشير الدكتور حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع مؤكدا بأن ارتفاعحالات الانتحار في السنوات الأخيرة على مستوى الأردن يعتبر تحولاً كبيراً ونوعيا حتى إن طرق الانتحار بدأت تأخذ أشكالاً أكثر عدوانية وجرأة من قبل، وهذا بالتأكيد يعود لعوامل متنوعة لكن الحالة الاقتصادية والبطالة هي في مقدمة الأسباب حيث نرى إن نسب الانتحار في البلدان المنخفضة الدخل هي صاحبة الحصة الأكبر من حيث أعداد المنتحرين . لكن اعتقد أيضاً إن العوامل الاجتماعية هي مجرد مهيج للأمراض النفسية والعصبية التي هي ألأساس في اغلب حالات الانتحار.

ويضيف الخزاعي كما ويشكل الإدمان عامل أساسي في هذه الاضطرابات النفسية . حيث يُقدم المدمنون على فعل الانتحار أحيانا بوعي منهم وربما في بعض الأحيان من غير إدراك  نتيجة اضطرابهم النفسي .

وينوه الأستاذ الخزاعي بأن مثل هذه السلوكيات بعيدة كل البعد عن قيمنا وديننا وعاداتنا كما اعتبر الأستاذ الخزاعي الانتحار بأنه عمل غير أخلاقي ينم عن عدائية الفرد لنفسه .وان تعاليم وأحكام الديانات السماوية جلها طالبت إتباع طرق توفير السعادة للبشر وعدم الأقدام على إيذاء النفس.

مضيفا بأن الازدياد الواضح والمرعب لحالات الانتحار في الأردن يقابله عملية توعية ضعيفة وغير كافية.  ففي العام 2009 كان هناك 39 حالة انتحار تام أما في العام 2016  فلدينا حسب الإحصاءات 120 حالة، في حين تأكدت 124حالة في العام 2017 ، ونتوقع إن يكون العدد اكبر لهذا العام، كما نتوقع استمرار الحالات بالتزايد في حال استمرار الظروف الاقتصادية والاجتماعية على وضعها الحالي.

هذا وذكرت منظمة الصحة العالمية بأن معدل الانتحار بوضع يزداد سنوياً وإن الفئة الأكثر عرضة للانتحار هم الشباب الذين تتراوحأعمارهم بين الخامسة عشر والرابع والثلاثين .

ورغم أن معدلات الانتحار في الدول العربية تعتبر منخفضة أذا ما قارنها بغيرها من الدول، إلا إن السودان على سبيل المثال وحسب إحصاءات منظمة الصحة هي الأولى عربيا وتقارب نسبة الانتحار فيها نسبة قارة آسيا كاملة. أما المملكة العربية السعودية هي اقل دولة في العالم تسجل فيها نسبة الانتحار .

 

 

 

 

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير