البراءة من"الرابع"
جهينة نيوز -
وليد حسني
الكل تبرأ من الوقفة الاحتجاجية على الدوار الرابع احتجاجا على كل شيء..
النقابات المهنية اعلنت مبكرا براءتها من وقفة الجمعة الإحتجاجية وهي سادرة تماما في قناعاتها بأنها هي التي قادت احتججات الدوار الرابع في ايار المنصرم للمطالبة باقالة حكومة د. هاني الملقي.
والأحزاب على مختلف خيوطها الحريرية لم تتوان هي الأخرى عن اعلان براءتها من اي احتجاج على الدوار الرابع، وقد ظنت هي الأخرى أنها من تملك خيوط اللعبة في مسرح العرائس.
وتبرأت ما تسمى مؤسسات المجتمع المدني من احتجاج الدوار الرابع يوم امس الاول، وكأنها تعتقد في نفسها أنها بامتداداتها الجماهيرية الواسعة يمكنها تحريك نصف دستة من الغاضبين ليقودوا احتجاجات الناس على الدوار الرابع.
وتبرأت جهات مجهولة من المحتجين من الدوار الرابع حين قام مجهولون بإغراق منطقة الاعتصام بالزيوت العادمة لعلها تثني المحتجين عن احتجاجهم.
وتبرأت وسائل الاعلام من حفلة الإحتجاج في الدوار الرابع، فلم نر صورا، ولم نسمع أصواتا، ولم نقرأ أخبارا وتحليلات وتعليقات، فقد كانت براءة الإعلام من احتجاج الدوار الرابع فضيحة اعلامية بكل المقاييس.
وتبرأت الحكومة من احتجاج الدوار الرابع فلم نسمع تعليقا حكوميا، ولم نر وجيها حكوميا يعلق على" جمعة الزيت العادم" وتلويث البيئة، ومخاطرها على الصحة العامة.
وتبرأت خطوط الاتصال بالانترنت من الدوار الرابع، فتم قطع الاتصالات المباشرة، وربما تم تبطيء البث حتى لا يستخدم المحتجون منصات التواصل الاجتماعي لبث شكواهم وتفاصيل سهرتهم وصراخهم.
كان يوم الجمعة او ما أسماه الداعون اليها"جمعة معناش" وكأنها حفل جماهيري متسع الطبقات والتوجهات للبراءة من كل ما يعنيه الدوار الرابع اليوم وغدا، وما عناه بالأمس حين كان في شهر ايار الماضي مجرد لعبة يتم توزيع تفاصيلها بدقة متناهية.
اعلان البراءة شبه الجماعية من "جمعة معناش" أو جمعة"الزيت العادم" بدت وكأنها تقدم للحكومة ولرئيس الوزراء عربون ثقة ، وتجديد عهد ووعد، بعد ان تبين أن ثمة لاعبين خلف الستارة هم من قام بترتيب كل هذا الحفل الذي أقيم تحت شعار خفي عنوانه البراءة من الاحتجاج على الدوار الرابع..
كل هذا الحشد متعدد الألوان والنكهات ممن تبرأوا من الدوار الرابع كانوا يدركون تماما أن هذه البراءة قد تشكل لهم دمغة تقارب حقيقية مع الحكومة التي تسكن على الدوار الرابع، الا أن المشكلة الحقيقية ان جميع هؤلاء يتمتعون بعقيدة كاذبة مفادها أنهم هم من يملكون مفاتيح تحريك الناس، وتنظيم الاحتجاج، وتحقيق انتصارات وهمية.
ومن بين كل هذا المشهد الاعتباطي يبدو ان ثمة من خالف كل هذا الجمع المهيب ووقف على الدوار الرابع ليعلن هذه المرة براءته ممن يسكن في الدوار الرابع..//