2024-06-26 - الأربعاء
banner
أخبار محلية
banner

"ذاكرات المقدسية":" تطبيق" يقدم خارطة فلسطين قبل النكبة

{clean_title}
جهينة نيوز -

- قال الناشط الفلسطيني في جمعية ذاكرات المقدسية، عمر إغبارية، إن النكبة الفلسطينية، حقبة تاريخية يجب توثيقها بكل صدق وأمانة وبمختلف الوسائل واللغات، لأنها تحمل العديد من المعاني الإنسانية والسياسية التي يجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة.

وأشار إغبارية في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء الاثنين، الى أن مؤسسة ذاكرات التي أنشئت قبل 16 عاما، تنقل النكبة الفلسطينية باللغة العبرية، الى المجتمع الاسرائيلي، وتطالبه بالاعتراف بها، ثم تحمّله مسؤوليتها.

واكد أن توثيق النكبة وإبرازها، هو الحدث الأساس للقضية الفلسطينية ولشتات الشعب الفلسطيني، لأن من يريد أن يفاوض ويجلب العدالة للشعب الفلسطيني، لا يمكن أن يبدأ فقط من احتلال العام 1967، وإنما يجب أن يعود الى جذور هذه القضية منذ العام 1948، والنكبة والتهجير الفلسطيني، وإبراز النكبة الفلسطينية كحدث مؤسس في الشرق الأوسط وفي فلسطين خاصة.

وتابع، أن المؤسسة تملك موقعا الكترونيا على الإنترنت بثلاث لغات، وتطبيقات على الهواتف الذكية بثلاث لغات أيضا، فيها الكثير من المعلومات عن المدن والبلدات والقرى الفلسطينية المهجرة، وفيها شهادات لاجئين فلسطينيين مهجرين في الداخل الفلسطيني، يفوق عددهم 25% من عرب الداخل الفلسطيني، والذين لا يبعدون عن مدنهم وقراهم سوى مسافات قريبة، ويحرمون من العودة إليها.

وقال ان العمل باللغتين الانجليزية والعبرية، جعل مراكز أبحاث عالمية تتواصل معنا، وكذلك بعض الباحثين الاسرائيليين الذين بدأوا يكتبون التاريخ بطريقة تختلف عن سائر مَن يكتبها من أقرانهم بطريقة مغلوطة ومحرفة، مشيرا الى أن كتّابا ومؤرخين اسرائليين اكتشفوا أن حقيقة تاريخ النكبة يختلف كليا عما أرادت السلطات الاسرائيلية المتعاقبة تدريسه وتعليمه وتربية الطلبة اليهود عليه، وتسويقه الى العالم.

ولفت الى أن الجمعية ابتكرت تطبيقا للهواتف الذكية يقدم خارطة فلسطين قبل النكبة، تشتمل على كل البلدات والقرى المهجرة مع معلومات عن كل واحدة منها، وعدد سكانها العام 1948، ويمكن أن يُستخدم كمرشد jps، الى موقع القرى غير موجودة.

من جهته قال رئيس حماية الموروث الثقافي في بلدة لفتا يعقوب عودة، ان الوطن والديار، ليست حجارة فقط، بل هي ذاكرة وحياة متنوعة تكتسي النشاط والحركة في كل مناحي الحياة وتفاصيلها اليومية، مشيرا الى أن هذه بمجملها هي ذاكرة الشعب الفلسطيني، التي اذا وثّقناها بشكل جيد، نحصد حصادا جيدا، وأفضل ثقافة هي في الميدان، بحيث نأخذ الانسان بجولات سياحة بديلة كجولات تثقيفية في مواقع القرى المهجرة.

وأوضح أن السياحة البديلة بعكس التقليدية، توصلك الى الواقع، وتجعلك تعيشه بشكل طبيعي، بحيث يرسخ في مخيلة الزائر الصورة والحركة والسمع.

فيما قال مدير مؤسسة الدراسات المقدسية الدكتور سليم تماري، ان مؤسسته تهتم بغياب أرشيف رسمي لفلسطين في استعادة التاريخ من خلال المذكرات واليوميات والأوراق العائلية، لذا تم الاهتمام بحداثة القدس والمدن الفلسطينية منذ نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين حتى حلول النكبة.

وأشار منسق البرامج والمشاريع في مركز يبوس الثقافي المقدسي داود عودة، الى أهمية وضع الذاكرة في قوالب سواء كانت مكتوبة او مصورة، لخلق نوع من الأساس للأجيال القادمة، وترسيخ مفهوم الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية في القدس تحديدا، لطلبة المدارس، من خلال توفير زيارات تعريفية ميداينة لهم، الى قرى مهجرة من قرى القدس.

وفي المحور المتعلق باستمرار ترحيل سكان حي الشيخ جراح، أوضح المحامي المختص بقضايا حي الشيخ جراح، حسني أبوحسين، أن عشرات العائلات التي لجأت الى منطقة الشيخ جراح على إثر حرب 1948، حصلت على قسائم من الحكومة الأردنية التي قسّمت أراض من الحي بينهم، وأعطت كل عائلة قسيمة واحدة من هذه القسائم، وأقامت هذه العائلات مساكنها في العام 1956، بناء على اتفاقية عقدت مع العائلات ووزارة الانشاء والتعمير الأردنية، ولاحقا حين بدأت أعمال التسوية من قبل الوزارة، قامت الوزارة باستثناء هذه القسائم من ملكية هذه الأراضي، ولم تسجل بأسماء العائلات التي تقيم عليها .

وتابع، في عام 1972، قامت جمعيتان يهوديتان، هما جمعية اليهود الشرقيين وجمعية اليهود الغربيين، بالإدعاء أن هذه الأرض تعود ملكيتها لهما، بناء على وثائق زعموا أنها وثائق عثمانية قديمة، ولذا توجهوا الى مسجل الأراضي في دائرة تسجيل الأراضي الاسرائيلية في القدس، وسجلوا هذه الاراضي باسم الجمعيتين المذكورتين. وهنا بدأت ملاحقة السكان بادعاء أن هذه الأملاك تعود لهاتين الجمعيتين، وأن السكان العرب الذين يقيمون عليها هم معتدون، وتوجهوا الى المحاكم الاسرائيلية وطلبوا إخلاء السكان، ولكن المحكمة أعطت المقيمين على الأرض صفة المستأجرين المحميين، لا يمكن إخلاؤهم الا اذا لم يقوموا بدفع بدل الإيجار، ورغم ذلك استمرت محاولات اخلائهم الى أن جاء عام 1995، حين قمنا بفحص الأوراق التي قدمت من قبل المستوطنين الى مدير تسجيل الأراضي، وتبين أن كل هذه الأوراق لا تمت الى الحقيقة بصلة ، وكلها مزورة .

وأوضح، أنه عندما تم مراجعة ملكية هذه الأرض في المحكمة الشرعية في القدس وفي الأرشيف العثماني في أنقرة، تبين أن هذه الأرض تعود ملكيتها الى عائلة سليمان درويش حجازي، وعندما تقدمنا بطلب إلغاء التسجيل باسم الجمعيات المذكورة، وإقرار أن هذه الأرض تتبع لعائلة حجازي، رفضت المحكمة الطلب ورفضت أن تقر أن الجمعيتين المذكورتين لا تملكان الأرض، بادعاء أن الطلب يسري عليه ما يسمى قانون التقادم، حيث أن هذه الأرض سجلت بأسماء الجمعيات الاستيطانية عام 1972، وبما أنه قد مرّت مدة أكثر من 15 سنة بالنسبة للمحكمة، لا يمكن تعيد البت في هذا الموضوع .

وأشار الى أن القرار الذي أصدرته المحكمة في 15 تشرين الثاني الحالي، لا يعني أن الموضوع قد انتهى نهائيا، لأننا نصر على أن هذه الأرض لا تعود للجمعيتين الاستيطانيتين وليس لهما أي حق في أي قطعة من أراضي الشيخ جراح، لسبب أكدته الأوراق التي حصلنا عليها من المحكمة الشرعية في القدس ومن الأرشيف العثماني التي تؤكد ملكية هذه الأرض لعائلة حجازي المقدسية .

ولفت الى أن للاحتلال أجندة معينة، هي تفريغ منطقة الشيخ جراح، وكل منطقة سلوان من السكان العرب، وإقامة مستوطنات يهودية فيها.

وقال فتيان وفتيات أردنيون لتقرير "القدس في عيون الأردنيين"، إن الغصّة والألم يعتصرهم عندما يشاهدون القدس تعاني من ظلم الاحتلال، لأنها تمثل قضيتهم المركزية وهويتهم وشرفهم، ولأنها قريبة منهم ومكانتها عالية في قلوبهم، مثلما هي في قلوب كل المسلمين والمسيحيين.

وأضافوا أن حب القدس انزرع في قلوبهم وصورتها في مخيلتهم، منذ كانوا أطفالا من خلال عائلاتهم ومدارسهم، مؤكدين واجب جميع الشباب والشابات اتجاه القدس على الدوام، بالدفاع عنها وعن مقدساتها وتراثها الحضاري، ومساندة صمود أهلها بمختلف السبل والوسائل المتاحة، الى أن يتم تحريرها من محتليها الصهاينة. (بترا) 

تابعو جهينة نيوز على google news