2024-06-26 - الأربعاء
banner
أخبار محلية
banner

الرزاز : هل اذا احضرنا مطيع والكردي نكون انهينا الفساد ؟

{clean_title}
جهينة نيوز -

 

جدل سياسي وثقافي عشية ذكرى اغتيال وصفي التل

 الروابدة يتحدث عن الحافة الاردنية المتعددة الجوانب والمدببة الرؤوس

الوفاء لوصفي بالوفاء للدولة وقيمها التي استشهد من اجلها

الانباط – عمان - عمر كلاب

حالة فانتازيا سياسية سادت بالامس اجواء العاصمة عمان وهي تستقبل حوارا يفترض انه ثقافي وندوة سياسية في ليلة ذكرى اغتيال الشهيد وصفي التل , فقد التقى رئيس الوزراء عمر الرزاز العاملين في الحقل الثقافي والمؤسسات الثقافية والفنية والقى الدكتور عبد الرؤوف الروابدة محاضرة في جمعية الشؤون الدولية , وللصدفة المحضة المغرية والغوية بالقراءة ان النشاطين كانا متزامنين تقريبا في التوقيت وفي نفس الليلة التي سبقت ارتقاء وصفي الى بارئه .

ففي اللحظة التي كان يجلس فيها رئيس الوزراء مع الكيانات الثقافية وممثلي الهيئات الثقافية , للتباحث والتشاور في مشروع النهضة المتجدد , كان رئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابدة يقدم تثقيفا سياسيا رفيعا عن نظرية الحواف التي يقف عليها الاردن منذ نشأته , حشد فيه الروابدة حلمه غير المتحقق بأن يكون محاميا وواقعه الدراسي بأن يكون دكتورا صيدلانيا , فكانت محاضرته وصفة سياسية بلغة مرافعة قانونية ناجزة , تحتاج كل حافة من حوافها العشر الى قراءة خاصة .

في حواره مع اعضاء الهيئات الثقافية , حاول الرئيس عمر الرزاز جذب الحوار الى تثقيف الحالة السياسية وتسييس الثقافة المجتمعية , فمشروع النهضة لا ينجح وسط كيانات منخورة بالهويات الفرعية والمصالح الفئوية , لكن مضمون الحوار وما تحدث به ممثلو الهيئات الثقافية افقد الرجل فرصته في الحصول على حليف ثقافي قادر على ترشيق السياسة وتثقيفها لتصبح حالة مجتمعية تكنس ثقافة الأنا الفردية , وما رصدته عدسة الانباط من لغة جسد الرئيس تكشف حجم خسارته رغم جسارته على لقاء مثل هذا , كان رؤساء حكومات يهربون منه مسافات بعيدة ابان كان المثقفون يشغلون مواقع قيادية في الهيئات الثقافية , وليس العاملين في الشأن الثقافي .

حوار الرزاز ومحاضرة الروابدة , جاءتا في ليلة ذكرى اغتيال الشهيد وصفي التل , الذي تحتل صورته اليوم معظم صفحات التواصل الاجتماعي , وعلى خلاف جمهور محاضرة الروابدة , فإن معظم حضور حوار الرزاز ممن يضعون صورة وصفي ويتغنون به , لكن الحالة تقول في ذكرى استشهاده "  وصفي التل , وجدناك ولم نحضر " , فالحالة سطحية والتوصيفات ذاتية ولعل ما ختم به الرزاز حواره مع اعضاء الهيئات الثقافية والعاملين في الشأن الثقافي حول محاربة الفساد تختصر المسافة الراهنة حيث قال الرزاز " هل اذا جلبنا وليد الكردي وعوني مطيع نكون قد حاربنا الفساد وانتصرنا عليه ؟ " .

من ذكرى الشهيد وصفي ومن وحي ارثه نقرأ الحالة , فالحضور من العاملين في الثقافة كانوا مشغولين بالهم المعاشي والوظيفة الحكومية وربما فقد وزير الثقافة بوصلة اللقاء لعجز الوزارة عن وضع خطوط عريضة او مفاتيح اللقاء مع رئيس الحكومة , فغدا المشهد حوارا محافظاتيا اكثر منه حوارا ثقافيا , على عكس مضامين محاضرة الروابدة التي فتحت باب الاسئلة الموجعة التي تنتظر اجابات اذا وجدناها سنجتاز الازمة ولعل اخطر ما قاله الروابدة هو ".... يفقد الاردن العديد من الأشقاء والأصدقاء . يعود اقتصاده الى غرفة العمليات بعد أن كان في غرفة الانعاش .يتراجع الدعم ومع ذلك يزداد الانفاق . تباع الثروات الطبيعية ، ويختفي صندوق الاجيال فيزداد الاقتراض . تنهار الادارة العامة وتتدنى الخدمات . فيستشري الفساد . فساد متغول لا يظهر له فاسدون أو مفسدون . فساد أصابه السعار فانفلت على أيدي منظري اقتصاد السوق . "

ما قاله الرزاز او ما يسعى اليه , هو اقرب الى ما طرحه الروابدة من حيث قراءة الماضي بعين الحاضر للولوج الى المستقبل , لكن الادوات اختلفت والادوات صغرت بعد رحلة تجريف ممنهجة للواقع الاردني والادارة الاردنية , يسعى الرزاز الى معالجتها كلها بأدوات اقل من المأمول وابعد ما تكون عن المطلوب , ومن هنا يأتي حنين الشارع الاردني الى مرحلة جيل البناة والمؤسسين , فالمصاعب لم تتراجع بل تزداد تعقيدا , لكن رجال الدولة اقل وزنا واكثر اوزارا , فأصبحت حالة الحنين مرضية اكثر منها صحية لان المتغنين بالشهيد وصفي التل لا يحملون اي جين من جيناته واكثرهم لا يتخلقون بأي خلق من اخلاقه , فالشهيد قضى دفاعا عن الدولة فيما يحمل كثيرون من المتغنين به جينات قتل الدولة .//

 

 

  • {clean_title}
  • {clean_title}
  • {clean_title}
  • {clean_title}
  • {clean_title}
  • {clean_title}
تابعو جهينة نيوز على google news