الأردن القوي
جهينة نيوز -نحن بحاجة ماسة إلى التوافق السياسي رسمياً وشعبياً على تحقيق هدف الأردن القوي خلال الأعوام القادمة عبر خطة واضحة و رؤية محددة وبرنامج مرحلي واضح المعالم ومحدود الخطوات ينخرط فيه كل الأردنيين على جميع المستويات الرسمية والشعبية ومن كل الاتجاهات السياسية والفكرية والاجتماعية .
الأردن القوي من داخله أولاً لأن القوة تبدأ بترتيب البيت الداخلي واستكمال بناء الذات واستجماع كل أوراق القوة التي ترتكز على وحدة الصف ووحدة الرؤية والرسالة وتحقيق الالتفاف الشعبي حول القيادة ذلك الالتفاف المبني على القناعة والثقة الراسخة و طريقة تمكين الشعب من المشاركة الفاعلة عبر ممثلين منتجين يمثلون تطلعات الأردنيين السياسية و يعبرون عن مكنون قلوبهم بطريقة أغلبية وبناء ديمقراطية نموذجية للمنطقة.
الأردن القوي اقتصادياً بحيث يتم التخلص من رق الديون المرهق والتوجه الجذري الحاسم نحو سياسة الاعتماد على الذات والتخلص من سياسة الاعتماد على المنح الخارجيه بشكل كلي و كامل خلال سنوات معدودة ومن خلال انخراط الأردنيين في إعادة بناء الإقتصاد الإنتاجي الحقيقي وهناك امكانية لذلك ولا يعد هذا ضرباً في الخيال فنحن بحاجة إلى إعادة ربط الأردني بالأرض وتمكينه من استعادة الهوية الزراعية التي تمثل عماد البنية الاستثمارية التي تشكل منظومة متكاملة من الصناعات التحويلية المتعددة بالاضافة إلى إعادة بناء المنظومة السياحية بكفاءة.
الأردن القوي علمياً فنحن نملك بنية تحتية مكتملة من حيث عدد الجامعات والاساتذه والخبرات الاكاديمية ومراكز البحث التي تحتاج إلى إعادة تنظيم وتنسيق يليق بالعراقة الاكاديمية والعلمية الأردنية التي ينبغي أن تستمر في اتجاه متصاعد وازدهار تربوي وتعليمي راقٍ يسهم في بناء الانسان الأردني المتعلم القادر على صناعة الدور الايجابي المثمر الذي يصنع التغيير ويحقق النهوض الممكن.
الأردن القوي سياسياً واقتصادياً وعلمياً سوف يشكل منطلقاً للنهوض العربي و حجر الأساس في إعادة بناء الجدار العربي الصلب المتماسك والأردن القوي هو الذي يستطيع أن يقدم الدعم للأشقاء في سوريا من أجل توحيد صفوف الشعب السوري ومن أجل المساعدة والتعاون في إعادة اعمار سوريا الذي يبدأ أولاً بإعادة بناء المنظومة الاجتماعية و إعادة اللحمة و تجاوز كل عوامل التفرقة والنخر والانقسام التي حدثت خلال السنوات السابقة، ويستطيع أن يقدم الدعم للأشقاء في فلسطين الذين يحتاجون إلى جهود عربية كبيرة من أجل توحيد الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية والبرنامج الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها .
الأردن القوي هو الذي يصنع الدور الإقليمي الأردني المعتبر والمقّدر على مستوى المنطقة والإقليم والأردن القوي المستقر سوف يكون محل ثقة الأطراف الدولية الفاعلة والمؤثرة وسوف يكون قادراً على القيام بالمهمات المنبثقة من المصلحة العربية المشتركة التي تعود على الأردن والأقطار العربية الشقيقة بالنفع الحقيقي حيث لا يمكن الفصل في المصالح الكبرى بين الدول العربية ولا يمكن تجزيء الأمن الشامل للمنطقة ولا تستقيم الأمور بالنظرة المبتسرة والرؤية المنغلقة.
الدستور