الاداره الاميركيه المحافظة و المهووسة
جهينة نيوز -مروان العمد
الخطاب المتلعثم الذي القاه رئيس الولايات المتحده الاميركيه يوم الاربعاء الماضي الموافق ٦ / ١١ / ٢٠١٧ والذي كان يقطر نرجسيه وحقداً وعنصريه والذي كان ينطق أيضاً بأهتزاز شخصيته والتي حاول ان يخفيها من خلال القيام بحركات استعراضيه وبهلوانيه مستخدماً يديه وعينيه وتعبيرات وجهه واظهار انفعالاته واحساسه بالنصر وخاصه عندما قام بالتوقيع على وثيقه العار والتي تم فيها اعطاء القدس ممن لا يملك الى من لا يستحق في وعد بلفور جديد يكشف مدى انحيازه لدوله اليهود وحقده على الاسلام والمسلمين هذا الحقد الذي جعله غير مسيطر على كلماته والوقوع بالكثير من الاخطاء اللغويه التي حاول متحدث بأسم البيت الابيض ان يغطي عليها بالقول انه يعاني من مشاكل في الحلق وانه سوف تجرى له فحوصات طبيه في القريب العاجل لمعرفه سبب ذلك .
ولكن السؤال هل هو ترامب من يتصف بهذه الصفات ام ان فريقه الاداري يتشارك معه في ذلك . ولهذا سوف استعرض بعض اعضاء هذا الفريق ومواقفهم وتصريحاتهم . ولكن اريد ان اوضح اني قصدت ان استعمل كلمه اليهود والمسلمين لأن الحرب هي حرب دينيه يشنها المحافظون الجدد في اميركا واليهوديه الارثوذكسيه وجماعه حزب الشاي .
وبدايه سوف نتحدث عن نائب الرئيس الامريكي مايك ريتشاد بنس والذي كان يقف خلف ترامب اثناء مراسم توقيع اعلان الاعتراف بالقدس عاصمه تاريخيه لأسرائيل ونقل السفاره الامريكيه اليها وكانت تبدو عليه علامات السعاده والانتصار . والمذكور يصنف نفسه كمحافظ ومؤيد مبدئي لحزب الشاي ، واصفاً نفسه بأنه مسيحي انجيلي و محافظوجمهوريا وبهذا الترتيب .
وقبل ان يختاره ترامب كنائب له قال ان ترامب سيكون رئيساً قوياً مثل الرئيس السابق رونالد ريغان الذي كان يعتبر رئيساً محافظاً من الدرجه الاولى . وقال ان ترامب سوف يقف بجوار حلفاء اميركا ويدمر اعداء حريتنا . وعندما اختاره ترامب على قائمته لمنصب نائب الرئيس قال انا وترامب سوف نصنع التاريخ معاً وسنستعيد الحلم الاميركي ولقد حان الوقت لذلك ومعاً سوف نستعيد عظمة اميركا . ومن المعروف عنه انه يعني بحلفاء اميركا اسرائيل وان اعداءها هم اعداء اسرائيل وقد صرح بذلك في اكثر من مناسبه وكان قد اعلن دعمه لقيام اسرائيل بقصف اهداف في ايران لتدمير برنامجها النووي ودافع عن استخدامها القوه المفرطه في حربها على قطاع غزه . كما ساند تدخل قوات حلف شمال الاطلسي ( الناتو) للأطاحه بنظام معمر القذافي . كما انه من معارضي الاتفاق النووي الايراني ومن دعاه تعديل نظام الضرائب في اميركا والذي يخفف العبء الضريبي عن كاهل الفئات الثريه فيها . وهو من معارضي اغلاق معتقل غوانتانامو . وقد كان اختيار ترامب له بهدف الحصول على دعم المحافظين الانجيليين الجمهوريين .
وبالرغم من ان منصب نائب الرئيس الامريكي هو منصب ثانوي فيها وعلى الاغلب لا يقوم بأي دور الا اذا تعرض الرئيس لسبب ما يحول دون اكماله لرئاسته فيحل محله، الا انه كان لمايك اهداف أخرى غير ذلك ، فهو يسعى لأن يفرض نفسه في اعلى سلم الاداره الامريكيه مستغلا العنجهيه والفوقيه واضطراب الشخصيه التي يعاني منها الرئيس مما يجعل معاوني الرئيس يلجاون اليه في كثير من القضاياً بدلاً من ان يتجهوا نحو ذلك الرئيس . كما يسود اعتقاد انه في مرحله لاحقه سوف يتم الاستغناء عن ترامب والتخلص منه ليؤول الامر الى مساعده والذي اعلن ترامب انه سوف يقوم بأيفاده الى المنطقه في العشرين من الشهر الحالي لتلمس طريق أحياء مفاوضات السلام حسب ادعائهم، تلك المفاوضات التي كانوا قد قتلوها بقرارهم المشؤوم .
اما الشخصيه الثانيه التي سوف اتحدث عنها فهي نيكي هالي مندوبه الولايات المتحده الامريكيه في الامم المتحده وهي ذات أصول آسيوية هنديه والتي كانت قد شغلت منصب محافظ ولايه كارولاينا الجنوبية اعتباراً من عام ٢٠١١ قبل ان يعلن عن ترشيحها لمنصبها الجديد في اداره ترامب من غير ان يكون لها خبره اوخلفيه سياسيه تؤهلها لهذا المنصب وهي معروفه بأنها جاهله بالقضيه الفلسطينيه وأنها اكثر إسرائيليه من نتنياهو . وقد انعكس هاذا الامر على طريقه تناولها لأي موضوع يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي بدفاعها المستميت عن اسرائيل وإدانتها المستمره للجانب الفلسطيني . وفِي اجتماع مجلس الامن الأخير لمناقشه انعكاسات قرار ترامب تصدت لمندوبي جميع أعضاء المجلس الذين عارضوا هذه الخطوه واعتبروها مخالفه لقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية ومباحثات السلام ووضع القدس الذي يجب ان يرتبط بالحل النهائي وان تكون عاصمه لدولتي اسرائيل وفلسطين ، وقولهم انهم في غياب ذلك لا يعترفون بأي سياده على القدس . وابدوا معارضتهم لنقل السفارة الامريكيه اليها وأعلنوا عدم عزم بلادهم على القيام بمثل هذه الخطوه . وقد قامت المذكوره بالتهجم على الدول الاربع عشرة المشاركة في مجلس الامن المعارضه لخطوه بلدها قائله بأنه لا ينبغي اجبار اسرائيل أبداً على اتفاق سواء من قبل الامم المتحده او أي تجمع لدول اثبتت تجاهلها لأمن اسرائيل . وقالت ان اسرائيل لن تكون جزءاً من اَي عمليه ترهيب او تنمير يمارس عليها سواء من قبل الامم المتحده او من قبل مجموعه من الدول ومن قبل اَي طرف . ثم أدعت ان أميركا وسيط يحظى بثقه الطرفين وان السلام بينهما الآن اقرب من أي وقت مضى دون أي اعتراف بحق الفلسطينين بالقدس او أي قسم منها ودون الاعتراف بحل الدولتين الا اذا حاز هذا الحل على رضى الطرفين وهو الامر المستحيل بالنسبه للجانب الأسرائيلي .
والعضو الثالث الذي سوف اتحدث عنه من أعضاء اداره ترامب ومن نفس المجموعه هو جاريد كوري كوشنر رجل الاعمال والمستثمر الامريكي والمالك الرئيسي لشركة كوشنر بروبرتي وصحيفه نيويورك أوبزيرفر التي اشتراها منذ عام ٢٠٠٥ . وهو نجل قطب العقارات الامريكي تشارلز كوشنر وزوج ابنه دولاند ترامب ايفانكا والتي تزوجها بعد ان اعتنقت الديانة اليهوديه . وهو يهودي ارثوذكسي له علاقات جيده مع مسؤولين اسرائيليين ومع اللجنه الامريكيه للشؤون العامة الآسرائيليه / ايباك . وهو متهم بتمويل المستوطنات الاسرائيليه الغير شرعيه . وقد بنى ثروته على غرار والده ووالد زوجته من تجاره العقارات وليس له أيه تجربه سياسيه . وكان دوره اثناء الحمله الانتخابيه لترامب هو الظهور الى جوار ايفانكا في المهرجانات الانتخابيه . تم تعينه بعد فوز ترامب كبيراً لمستشاري الرئيس في سابقه بتعين أفراد عائله الرئيس في المناصب إلهامه . وكلفه ترامب ببحث ملف الشرق الأوسط وقد قام بمجموعه من الزيارات العلنيه والسريه للمنطقه مروجاً لخطته للسلام والتي تتلخص حسب ما ورد في صحيفه الجارديان البريطانية وحسب ما قاله عضو الكنيست الأسرائيلي احمد الطيبي هي بعدم أعطاء الفلسطينيين سلطه حقيقية على الارض وعدم اقامه دوله لهم وإلغاء حق العوده . وإعطائهم سلطه اداره بعض امورهم المحليه فقط . ويبدوا انه حقق نجاحات في هذا المضمار لدى بعض المسؤولين في المنطقه ، الامر الذي دعا صحيفه الجارديان الى التحذير من خطر خطط جاريد على المنطقه وعلى خطه السلام والنزاع الأسرائيلي الفلسطيني . وقالت الصحيفه يبدوا ان الشرق الأوسط بأكمله من فلسطين الى اليمن على وشك الانفجار نتيجه خطه جاريد وقرار ترامب . واضافت الصحيفه ان هذه ليست صفقه سلام بل هي اهانه للشعب الفلسطيني .
اما العضو الآخر البارز في فريق ترامب الرآسي فهو ريكس تيلرسون والذي اصبح وزيراً للخارجيه في اداره ترامب . و ريكس هو مهندس مدني نشط في العمل في مجال النفط حيث كان يدير اكثر شركه نفط في العالم من حيث القيمه السوقيه وهي شركه إكسون موبيل . وكان له ولشركته علاقه تجاريه مع روسيا وكانت له علاقه شخصيه مع فلادمير بوتين . وكان من معارضي فرض عقوبات اقتصاديه على روسيا . وهو جمهوري الا انه لم يساهم في حمله ترامب ولم يدعمها وليس له خبره على الإطلاق بالامور السياسيه سوى كونه حاكما سابقا لولايه اريزونا . وكان في تعينه وزيراً الخارجيه مفاجئه كبرى في أميركا .
وقد كان المذكور يبدو انه يمثل وجهه نظر مخالفه لوجهه نظر ترامب ، وتردد اكثر من مره عزمه على الاستقاله ولكن الذي تبين ان الامر لم يكن الا توزيع ادوار بينهما وانه دعم ترامب في كثير من قراراته الغير منطقيه ومنها قرار الاعتراف بالقدس عاصمه لأسرائيل حيث حاول ان يسوق لهذا القرار من مثل قوله ان نقل السفاره الى القدس لن يتم قبل مرور سنتين ولحين بناء مقر لها وانتهاء الأعدادات اللازمه لذلك معللاً سبب ذلك ان القدس مركز القياده العسكريه لأسرائيل وبها مركز الكنيست وان الامر لا يعدوا الأقرار بالواقع ، وقوله ان حدود القدس النهائية تقرر بالمفاوضات الثنائية بين الاسرائليين والفلسطينين . وقد حذّر المذكور السلطه الفلسطينيه من مغبه عدم استقبال نائب الرئيس الامريكي في جولته القادمه في المنطقه ، وقال ان هذا الفعل ستكون له آثار سلبيه .
الا ان المذكور كان يتعمد توجيه رسائل مخالفه لتوجهات ترامب بألنسبه للأزمه الخليجيه . حيث طالب المملكة ألعربيه السعوديه ان تكون اكثر تروياً وتدبراً فيما يتعلق بسياستها في اليمن وقطر ولبنان وان تفكر في عواقب افعالها . وانتقد تعامل الرياض في النزاعات في اليمن والعلاقات مع لبنان وقطر .
ومن الشخصيات التي لها تأثير على الاداره الترامبويه وان كان من خارجها الملياردير الأميركي الكهل شيلدون اديلسون / اليهودي الديانه ورئيس مجلس اداره شركه لأس فيجاس ساندرا ، والرئيس التنفيذي لها والتي تدير بعضا من اكبر الكازينوهات وقاعات المؤتمرات في لأس فيجاس والعالم . وهو مالك الجريدة الاسرائيليه اليوميه اسرائيل الْيَوْمَ التي تعتبر من اكثر الصحف توزيعاً في اسرائيل والتي أسسها لكي تدعم نتنياهو في مقابل صحيفه يدعوت احرونوت المعارضه له . والمذكور يحتل الدرجه الثامنه في سلسله أغنى أغنياء العالم . وقد قام مع زوجته بتأسيس الجمعيه الخيريه ( اديلسون فاونديشن ) التي يتركز عملها في دعم قضايا تتعلق بأسرائيل واليهود وتعتبر اكبر مؤسسه خيريه في اسرائيل كما انه يمول رحلات أعضاء الكونجرس الامريكي من الجمهوريين الى اسرائيل لضمان دعمهم لها . وكان المذكور من داعمي الحزب الجمهوري في أميركا ومن كبار ممولي حملاته الانتخابيه . وكان قد دعم ترامب اثناء الحمله الأنتخابيه ، وبعد نجاح ترامب كان دائماً ما يطالبه بتنفيذ وعد حملته الانتخابيه بنقل السفاره الامريكيه للقدس والاعتراف بسياده اسرائيل عليها ويقال انه هو الذي كان يقف و راء قرار ترامب في هذا المجال .
هذه امثله من اداره ترامب والواقعة تحت تأثير اليمين المتطرف المتمثل بالمسيحيين الأنجليين واليهود الإنجيليين في أمريكا والبالغ عددهم اكثر من خمسون مليوناً والذين يؤمنون بالنص الحرفي للأنجيل بأن الرب منح فلسطين للشعب اليهودي ويطالبون بسيطرتهم عليها ليس حباً بهم بقدر إيمانهم بأن عوده المسيح بنهاية الزمن لن تتحقق الا بسيطرة اليهود على فلسطين والقدس . وتسعى هذه الطائفه لضمان السيطره على الاداره الاميركيه في الدوره القادمه من خلال السيطره على جميع مفاصل الاداره الاميركيه . وقد بدا ذلك واضحاً من خلال قيام ترامب بتعيين القاضي المسيحي الانجيلي نيل غور ريستش قاضياً في المحكمه العليا في الولايات المتحده لكي يحسم الجدل الذي دار بينه وبين الجهاز القضائي بخصوص مرسومه التنفيذي الذي يتضمن منع رعايا ست دول اسلاميه من دخول أميركا ونقض عده محاكم لمرسومه هذا الى ان تم تعيين هذا القاضي بالمحكمة العليا وأصبح المتشددون اكثريه فيها وتمكنوا من إصدار قرار بتنفيذ هذا المرسوم .
وهكذا تظهر مدى قوه المحافظين الجدد المسيطرين على الاداره في أميركا ومدى قدرتهم على تطويع كل شيئ لصالحهم . وان قرار الاعتراف بيهودية القدس وأنها عاصمه للدوله اليهوديه هو امر مرتبط بعقيدتهم الدينيه . وأنهم لذلك لا يمكن ان يكونوا وسيطاً محايداً في اَي عمليه سلام في المنطقه وأنهم منحازون بالكامل للجانب اليهودي وهو ما عبر عنه اليوم متحدث بأسم البيت الأبيض عندما قال ان السلطه الفلسطينيه برفضها استقبال نائب الرئيس الأميركي تضيع فرصه الحوار في المنطقه مجدداً . ومعنى كلمه مجدداً هنا ان السلطه الفلسطينيه هي المسؤوله عن افشال كل محاولات الحوار والتفاهم التي جرت سابقاً وان اسرائيل ليست المسؤوله عن ذلك . والوحيد الذي خالف هذا النهج للأداره الامريكيه هو وزير الدفاع جيمس ماتيس حيث سبق وان صرح ان عاصمه أسرائيل هي تل ابيب وأكد التزامه بعدم الأعتراف بالقدس عاصمه لها .
ولعل هذا الدعم هو الذي أتاح لنيتنياهو لأن يقول خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي في باريس، بأن القدس لم تكن يوماً عاصمه لشعب آخر وأنها لطالما كانت عاصمه لنا . وانه كلما ادرك الفلسطينيون هذه الحقائق كلما تمكنا من تحقيق السلام .
بعد ذلك ما هو المتوقع وما هو الممكن تحقيقه من خلال مثل هذه الاداره وما الذي يمكن ان يقوم به العرب في مواجهه هذه الاداره وهم على ما هم عليه من ضعف وفرقه وهوان واقتتال . ان اضعف الإيمان هو ان يملك مؤتمر القمه الطارئ لمنظمه التعاون الأسلامي المنوي عقده في اسطنبول يوم الأربعاء القادم ، ومؤتمر القمه العربي الطارئ الذي يجري الحديث عن عقده هو اتخاذ قراراً بعدم استقبال مساعد الرئيس الامريكي في جولته القادمه وعدم الاستمرار بأعتبار الطرف الاميركي وسيطاً وحيداً ومحايداً بالنسبه للقضيه الفلسطينيه ، على ان يكون هذا القرار بأجماع الدول التي ينوي زيارتها ، وعدم إلقاء هذا الحمل على السلطه الفلسطينيه وعلى الاْردن منفصلين . وان نسعى لكسب لمزيد من المواقف العالميه المعارضه للقرارات الامريكيه الاحاديه لعلها تخفف من التداعيات السلبيه لهذه القرارات وحتى لا نتيح المجال لدول أخرى للقيام بمثل هذه الأجراءات وخاصه في ظل المحاولات الاميركيه والصهيونيه لتحقيق ذلك .
وبنفس الوقت يحب عدم تحميل الأردن مسؤوليه اتخاذ قرارات منفرده ازاء الغطرسه الصهيونيه الامريكيه كما يطالب البعض ، بينما الآخرون ينامون في احضان دافئة .//