هل دمـج (الـبيئة) هـو الحل ؟
جهينة نيوز -سامر نايف عبد الدايم
قد لايختلف اثنان على أهمية الإصلاحات التي شرع بتنفيذها دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز وما جاء على الحكومة من تعديل في دمج عدد من الوزارات ،وفي هذا المقال اتحدث عن دمج وزارة البيئة مع وزارة الزراعة .واتسأل هل في هذا الدمج فائدة في ضبط النفقات؟
ففي الوقت الذي بدأت فيه معظم دول العالم ومن بينها أفقر الدول باستحداث وزارة للبيئة ، تقرر الحكومة الحد من صلاحياتها المهمة ضمن مبدأ الترشيق الحكومي !
هذا القرار يمثل تراجعا سياسيا في مستوى الاهتمام بالشأن البيئي مما يضعف من فرص الأردن التنافسية في استقطاب التمويل الدولي ، ويحول التمويل إلى الدول النامية ذات الالتزام الأكبر بقطاع البيئة ، ومن جانب اخر كيف سيكون الدور الرقابي على كافة المؤسسات العامة ومنها وزارة الزراعة ؟!
إن ميزانية وزارة البيئة من الخزينة العامة هي 5 ملايين دينار ، وتقدر حجم المشاريع المدعومه دولياً بقيمة تتجاوز 100 مليون دينار لذلك يعتبر قرار دمج وزارة البيئة خطأ إستراتيجي..يعاكس التطور التنموي في الأردن وفي كافة دول العالم.. هل تعلم الحكومة ان الاردن كان ثاني دولة في العالم العربي بعد مصر تقوم بإنشاء وزارة مستقلة للبيئة.. وتلتها كل الدول العربية تقريبا والغالبية العظمى من الدول النامية. ومن الغريب أن يتم الآن العمل على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بعد تحقيق تقدم كبير ولا يستهان به في الأطر التشريعية والمؤسسية والفنية لحماية البيئة في الأردن.
كما ذكرت في البداية نحن مع توجه الحكومة الرشيدة لتقليل النفقات العامة وهو امر يستحق التشجيع والدعم من كل مواطن اردني. ولكن نختلف معها في قرار( الدمج) اذ باتت قضية البيئة في كل دول العالم تتعلق بمصير البشر المهدد بالزوال نتيجة الاحتباس الحراري والتلوث بدخان المصانع والسيارات والنفايات الخطرة وإزالة التشجير وغيرها من القضايا البيئة ؟؟
هل الدمج سوف يساهم في حل مشكلة الميزانية ؟ هذه الخطوة متسرعة يا دولة رئيس الوزراء وأنت شخص ذو ثقافة عالية ، ورجل أكاديمي نتعلم منك ومن خبرتك أن نجعل قضية البيئة (مقدسة) وأن نربي أطفالنا على كيفية حمايتها وصيانتها .
mediacoverage2013@gmail.com