حريق البصره … !!!
جهينة نيوز -زاوية سناء فارس شرعان
منذ الانتخابات البرلمانية العراقية في شهر مايو «آيار» الماضي والبصرة كبرى مدن جنوب العراق تشهد احداثا جسيمة تتمثل بالاضرابات والمسيرات والمصادمات بين الشرطة والمتظاهرين ساعد على ذلك عدم استقرار الاوضاع والاحوال المعيشية ونقص الخدمات الاساسية والضرورية في بلد يعوم على بحر من البترول وتزيد صادراته النفطية عن ثلاثة ملايين ونصف البرميل يوميا الأمر الذي لا يقبله عقل ولا يستوعبه منطق.
البصرة التي يزيد سكانها عن اربعة ملايين تعتبر ثقل الجنوب الشيعي وثقل المكون الشيعي في هذا القطر ومن المعروف انها عاصمة الجنوب الشيعي في العراق فيما تعتبر الموصل عاصمة الشمال السني واربيل عاصمة الشمال الشرقي الكردي تعتبر عاصمة الاحزاب والمكونات الشيعية السياسية والطائفية ومركز الثقل الطائفي الشيعي علاوة على انها مقر الاحزاب السياسية العراقية الشيعية وملجأ المرجعية الدينية رغم ان مركزها في النجف.
بعد الانتخابات اختلفت الاوضاع في البصرة عموما وفي جنوب العراق حيث لم تعد النظرة طائفية فقط وانما اتجهت الى ان تكون اوسع قطرية على مستوى العراق بعد سنوات طويلة من الحروب والمعاناة والسرقة والفساد الذي نخر في جسد المجتمع ولم تعد هناك اي محاولات قادرة على محاربة الفساد وتحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي المطلوب.
ما ادى الى تأجيج الاوضاع في البصرة انشغال السياسيين وخاصة الاحزاب والتيارات والتكتلات الطائفية بتشكيل الحكومة للحصول على مغانم وحصص مختلف الطوائف من خلال الكتلة الكبرى التي يعهد اليها البرلمان لتشكيل الحكومة ينالها من المناصب نصيب الأسد وتقوم بتوزيع هذه الغنائم على الكتل القريبة منها فيحصل المقربون على المناصب والاموال والجاه والنفوذ وكل ما يساعد على تعزيز الجاه والنفوذ والسلطة…
ونتيجة حرص الجماعات الشيعية على الوصول الى الكتلة الكبرى فهي تحشد الحشود والجاه والمال وتكرس تأييد الدول المجاورة وخاصة ايران صاحبة النفوذ الاكبر في العراق التي اثبتت الاحداث الاخيرة قدرتها على جمع المؤيدين والانصار بالاستعانة بالمرجعيات الدينية وزعامات الاحزاب السياسية وصولا الى اهدافها وغاياتها ولو تم افساد العراق والقضاء على بذور الاصلاح في اراضيه …
الباحثون عن الكتلة الكبرى لا هم لهم سوى الحصول على هذه الكتلة ولو بالتزوير والقوة والتهديد كما هدد قائد قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الاحزاب السنية والكردية بعدم الانضمام الى كتلة الصدر والعبادي والانضمام الى كتلة المالكي والعامري لتشكيل الكتلة الكبرى واستعادة تشكيل الحكومة مرة اخرى للاستفادة الشخصية والطائفية والعشائرية …
واذا كانت ايران استغلت تبعية الطائفة الشيعية لها وسخرتها لخدمة اهدافها الاستراتيجية وغاياتها فان اهالي البصرة خاصة واهالي جنوب العراق قد استفادوا من التجربة الايرانية ورفضوا التبعية لايران بشكل كامل ورفضوا الاحزاب الشيعية التابعة لايران الى ان وصل الأمر منتهاه باحراق القنصلية الايرانية في البصرة ما حدا بالسفارة الايرانية في بغداد الى الطلب من رعاياها في البصرة الانسحاب فورا …
اهم ما اسفرت عنه احداث البصرة بعد الحريق ان الحكومة القت القبض على وحدات امنية متواطئة مع ايران تعيث في الارض فسادا وكما سممت مياه البصرة سممت افكار الشيعة وحرضتهم على السنة وعلى الاكراد بحيث يبقى الشيعة هم حكام العراق لتنفيذ السياسات الايرانية …
اما الآن وبعد ان صحا العراقيون من خمرة الطائفية التي كانت ولا تزال اللعبة المفضلة لدى ايران فلن تكون للطائفية هيمنتها كما كان الحال في السابق وانما سيستعيد العراق وحدته السكانية وسينبذ الفتنة والطائفية بين جميع سكانه … !!!