رجال على طريق الشرف والبطوله 0000 خدمة العلم
رجال على طريق الشرف والبطوله 0000 خدمة العلم
بقلم اللواء المتقاعد هلال الخوالده
في كل مرحلة من مراحل بناء الوطن كانت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي المدرسة الأولى للرجولة والانتماء والانضباط حاضرة ومسيرتها مستمرة في صون الاستقلال وحماية الوطن وادامة امنه واستقراره واعداد جيلا من الشباب قادرا على الوقوف في وجة كافة الصعاب ، واليوم بعد ان تم بحمدالله اختيار الدفعة الأولى من الشباب الذين سيلتحقون ببرنامج خدمة العلم ، عادت بي الأيام الى سنين طويلة عندما كنا نقف جنبا الى جنب مع نشامى خدمة العلم (المكلفين ) في الميدان نذود عن الوطن في كافة ميادين الشرف والرجولة تجول في خاطري كلمات أود ان اخاطبكم يا من نلتم شرف الاختيار وانتم تستعدون لخوض تجربة ستغيّر الكثير في حياتهم لعل هذه الكلمات تكون نبراساً يرافقكم في أيامكم المقبلة.
ابنائي : لقد نال شرف خدمة العلم أجيالاً من الرجال قبلكم وخرجوا منها أكثر صلابة وحكمة وأدبا ووعيا ، يحملون في داخلهم قيماً لا تمحوها الأيام فالوطن مازال وسيبقى في عيونهم مهما علا شانهم او دارت بهم الأيام ولقد استمعنا لهم في كافة الميادين انهم لا زالوا يستذكرون تلك الأيام الجميلة وذكرياتها حاضرة وهكذا ستكونون باذن الله .
لا شك انكم نلتم شرفا كبيرا وانتم تستعدون لخدمة العلم عام 2026 وكونوا متاكدين ان بهذا البرنامج ليس مجرد معسكر أو تدريبات جسدية وتعلم فنون القتال او بعض المحاضرات الاكاديمية ، بل تم اعدادة باتقان لتكون مرحلة يعاد فيها تشكيل الإرادة، وتتعلمون فيها كيف تنهضون في أصعب الظروف، وكيف تجعلون من الوقت قيمة، ومن العطاء واجباً، ومن التضحية شرفا ، هي تجربة ستجعلكم تقفون امام أنفسكم وتتعلمون الانضباط والمسؤولية وأهمية العمل ضمن الفريق ومن عرف نفسه، عرف طريقه، واستقام عوده. وأقول لكم ان الرجل لا يُعرف بقوته وحدها، بل بقدرته على الالتزام فالانضباط العسكري الذي ستتعلمونه ليس مجرد أوامر تتبع وتنفذ بل هو طريقة تفكير والتزام شخصي ستلازمكم في حياتكم المدنية مستقبلا ومن يحترم الوقت، ويحافظ على وعده، ويؤدي واجبه دون تهاون ذلك هو الرجل الذي يحتاجه الوطن ويعتمد علية ، وتأكدوا ان أجمل ما سيصنعه هذا التدريب في أنفسكم انكم ستتعرفون وتتعايشون مع رجال من مختلف المحافظات الأردنية والخلفيات الاجتماعية حيث تم اختياركم بطريقة عادلة لا فروق بينكم تجتمعون على حب الوطن ، وتتشاركون التعب والصعوبات التي تصقلكم ، وتتقاسمون الماء والراحة والدعابة... الخ ووسط هذا وذاك تتكون أخوة لا تشبه أي علاقة أخرى فحافظوا عليها ولن تنسوا رفيقا وقف بجانبكم، أو كلمة شجعتكم، أو كتفا استندتم إليه عندما اشتد التعب ومدربا فخورا بكم ليصنع منكم ما يحقق اهداف البرنامج ولا أخفيكم أن التدريب قد يكون قاسيا لانكم ستنتقلون من الحياة المدنية الى الحياة العسكرية وازيدكم ان الحقيقة التي تعلمتها في مسيرتي الطويلة هي أن الرجولة لا تُصنع في الراحة، بل في مواجهة الصعاب وكل صباح بارد تستيقظون فيه وكل خطوة في الميدان وكل اختبار جسدي أو نفسي ... هو لبنة في بناء شخصية تفتخرون بها أمام أنفسكم قبل غيركم. وعندما ترتدون البدلة العسكرية وتحملون اسم الأردن على أكتافكم والشعار على جبينكم تذكروا انكم بحضرة مؤسسة الجيش العربي العظيم الذي قدم الكثير من اجل رفعة الوطن وحمايتة وصون استقلاله وخاض الحروب الكثيرة وقدم الشهداء وما زال ليبقى الوطن شامخا ، وتذكروا أن هذا الوطن يستحق منكم الإخلاص والصدق والشرف ففي الخدمة لستم وحدكم مَن يحضرون بل تحضر التربية التي نشأتم عليها، وقيم عائلاتكم،وطموحاتكم، فالوطن ليس كلمة تُقال فقط ، بل فعل يقوم به الرجال ،
وأخيرا يا أبناء الأردن الاوفياء أنتم تقفون اليوم أمام تجربة ستضيف لكم الكثير، وستهبكم ما لا يقدَّر بثمن ، الثقة والانضباط والصلابة والوعي والرجولة الحقيقية وحب الوطن والانتماء لترابة وشعبة وقيادته الهاشمية المظفرة امضوا في طريقكم مرفوعي الرأس فانتم بين ايدي شريفة امينة ايدي الاخلص عملا والاصدق قولا أبناء القوات المسلحة الأردنية الباسلة حفظكم الله ورعاكم وحفظ الله الأردن آمنا مطمئنا حرا عربيا هاشميا اللهم آمين .













