مقالات مختارة
banner

محمد الكردي يكتب:الضغط يولد الانفجار

{clean_title}
جهينة نيوز -
الضغط يولد الانفجار

محمد الكردي

في ظل النزيف المستمر في غزة، حيث تُزهق الأرواح بلا رحمة، وتتساقط المنازل كأوراق الخريف، تبدو الأمة العربية وكأنها على صفيح ساخن، يتراكم فيه الغضب دون متنفس، وتتفاقم الخيبات دون بارقة أمل.
أكثر من خمسين ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، ولا تزال آلة القتل الصهيونية تواصل حصد الأرواح، في ظل صمت عربي رسمي يكاد يكون تواطؤًامعلنً. 

نتنياهو بوقاحته المعتادة يتباهى بضرب سوريا ولبنان والعراق واليمن ويهدد كل الدول العربيه والاسلاميه وكأن دماء الأبرياء أصبحت مجرد أرقامًا في نشرات الأخبار. يضرب هنا وهناك، مدعومًا من إدارة أمريكية وضعت المبادئ الإنسانية خلف ظهرها، متجردة من كل معاني العدالة والأخلاق.

إن صمت العالم أمام هذا المشهد الدموي ليس مجرد تواطؤ، بل هو إذكاءٌ لنارٍ قد تحرق الجميع. 

الشعوب العربية ليست غائبة، لكنها مكبلة، وكما يعلم الجميع، فإن الضغط المستمر يولد الانفجار.. هذا الانفجار قد لا يكون مجرد انتفاضة غضب عابرة، بل ثورة كاسحة تغير المعادلات وتقلب الطاولة على رؤوس من ظنوا أن الخذلان قد يصبح قاعدة، وأن القهر قد يتحول إلى أمر واقع.

الشعوب العربية التي ورثت من أجدادها ثورات التحرر وملاحم الكرامة لا يمكن أن تبقى ساكنة إلى الأبد.. قد يبدو الصمت الآن خضوعًا، لكنه أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة فحين يتجاوز الظلم حدوده، وحين تسقط آخر أقنعة المتخاذلين، لن يكون هناك مجال للمهادنة.

قد يسأل البعض: هل آن أوان الانفجار؟ والجواب أن الشرارة الأولى قد تكون أقرب مما يتصورون، فحين يمتلئ الكأس، لن يكون بإمكان أحدٍ منعه من أن يفيض، وحين تغلي الشعوب تحت نار القهر والخذلان، فلن يكون أمامها إلا أن تثور لأن السكوت حينها لن يكون إلا موتًا بطيئًا، والثورة ستكون ولادة جديدة لعصر من الكرامه العربيه التي غابت طويلا وآن لها ان تشرق.
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير