مهند أبو فلاح يكتب:" تفاوض تحت النيران "

" تفاوض تحت النيران "
مهند أبو فلاح
الغارات المكثفة التي يشنها العدو الصهيوني ضد قطاع غزة الباسل تحمل في طياتها كثيرا من المؤشرات على رغبة العدو الغاشم في فرض شروطه و املاءاته على حركة المقاومة الإسلامية " حماس " و إجبارها على تقديم تنازلات تحت الضغط الناري الرهيب على مائدة التفاوض .
إجبار المقاومة الفلسطينية على تقديم بعض التنازلات في ملف الأسرى و الرهائن يعبر عن حجم الأزمة الداخلية التي يعاني منها حُكّام تل أبيب و على رأسهم رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على الصعيد الداخلي و محاولته حشد قوى اليمين المتطرف في الدويلة العبرية المسخ من ورائه .
حشد و تعبئة قوى اليمين المتطرف الصهيوني من خلف نتنياهو يتطلب ويستلزم إظهاره بمظهر القوي المتمكن القادر على فرض رغباته و شروطه على المقاومة الفلسطينية ، لتجيير ذلك لصالحه أمام الرأي العام الداخلي الاسرائيلي الذي يحفل اليوم بالنقد اللاذع لأداء رئيس وزرائه على خلفية صدامه مع قادة الأجهزة الأمنية في الكيان الغاصب .
الصدام بين نتنياهو و قادة الأجهزة الأمنية و على رأسهم رئيس جهاز الأمن الداخلي " الشاباك " المدعو رونين بار و إقالة هذا الأخير من منصبه يدلل على حجم الأزمة التي يعاني منها رئيس وزراء العدو على خلفية عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من تشرين الاول/ اكتوبر من العام 2023 ، و أن عمر حكومته على شكلها الحالي يبدو قصيرا نسبيا رغم مهارته الفائقة في عقد التحالفات التكتيكية بغية إطالة أمد حكومته الائتلافية الهشة .
إن سقوط حكومة نتنياهو على المدى المنظور يتطلب صمودا اسطوريا ملحميا من رجال المقاومة الفلسطينية الابطال في ساحات الوغى و ميادين القتال لتفنيد مزاعم و ادعاءات نتنياهو التي يتبجح بها ليل نهار من أن حماس لن تقدم التنازلات على طاولة المفاوضات الا تحت الضغط الناري المكثف الرهيب .