من بعد إدراجها على لائحة التراث الإنساني أول رحلة حج من كنيسة الى موقع ام الجمال

أقامت رعيّة وكنيسة قلب يسوع في تلاع العلي رحلة حج إلى موقع أم الجمال الأثري، وذلك بالتعاون مع المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام وهيئة تنشيط السياحة وشركة "جت" للنقليات السياحيّة. وقاد المجموعة الأب رفعت بدر، كاهن الرعيّة، بحضور الأب يعقوب داينوتي الكاهن المساعد، وعدد من الراهبات، وجمع غفير من المشاركين.
رئيس بلدية أم الجمال السيّد حسن الرحيبة، كان على رأس مستقبلي الوفد الزائر، وقدّم شرحًا وافيًا عن مدينة أم الجمال والآثار التي فيها، وركّز على وجود 17 كنيسة، خاصًا بالشرح كاتدرائية المدينة التي زارها الحضور وصلوا فيها، والتي دشنت عام 557 للميلاد، بمشاركة وفود من مختلف الأبرشيات المجاورة آنذاك في الأردن وسورية وفلسطين.
وأشاد الأب رفعت بدر بالجهود التي بذلت في السنوات الماضية لإعلان أم الجمال على لائحة التراث العالمي، تحت مظلة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، الأمرالذي تحقق العام الماضي 2024، وتحديدًا في 23 تموز، لتكون الموقع الأردني السابع على اللائحة العالمية. واستذكر الأب بدر القداس الذي أقيم عام 2014 في الكاتدرائية القديمة، وترأسه البطريرك فؤاد الطوال، بمشاركة عدد كبير من المؤمنين. وكذلك زارها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي. وأعرب بدر عن أمله في أن يحدد يوم الثالث والعشرين من تموز من كل عام عيدًا سنوياً لأم الجمال، ليقام فيه قداس سنوي، ويحظى بزيارة المواطنين المحليين وأيضًا الزوار والحجاج من الخارج.
واشتملت الزيارة على شروحات لتاريخ المدينة الملقبة بالواحة السوداء، وكذلك صلى الحضور في هذه البقعة التي كانت المسيحية منتشرة فيها بين السنوات حوالي 324 – 636 ميلادية. ومما ذكر في المعلومات أن الطاعون انتشر في المدينة فهجرها سكانها، وكذلك بعد الزلزال المدمر عام 747 ميلادية الذي أدى الى تدمير المدينة، فهجرها ساكنوها بشكل نهائي. وبقيت مهجورة لحوالي 1100 سنة حتى سكنها الدروز في عام 1935 ميلادية، لكنهم هجروها بعد ذلك إلى الأزرق، لكن أعيد سكن المنطقة بعد عام 1950م من قبل مجموعة من القبائل البدوية، فبنيت قرية تطورت الآن إلى بلدة كبيرة. وأكمل الحضور رحلتهم إلى كنيسة القديس يوسف للاتين في المفرق، حيث استمعوا من الشماس حازم النمري الى نبذة عن تاريخ الرعية التابعة للبطريركية اللاتينية والتي تأسست سنة 1939 وكان المطران الراحل نعمة السمعان أول كاهن فيها.
وتعتبر هذه الزيارة من كنيسة قلب يسوع في تلاع العلي أول رحلة حج الى أم الجمال، من بعد إدراجها على لائحة التراث الإنساني، وتأتي بالتواصل مع الرحلات السابقة التي أقامتها الرعيّة إلى مار الياس وسيّدة الجبل في شمال الأردن، وإلى موقع المعموديّة (المغطس) وجبل نيبو وعدد من المواقع الأثريّة والسياحيّة.