العقبة.. قطاع الملابس يعاني الركود مع انتشار التجارة الإلكترونية

عايش: التجارة الإلكترونية أصبحت أحد مصادر التوفير للأسرة
تجار يشتكون من منافسة الطرود البريدية
الأنباط - دينا محادين
لا شيء بقي كما كان سابقًا، فانتشار التكنولوجيا في جميع نواحي الحياة غير الكثير من الأمور التي كانت من البديهيات في سنوات مضت.
وشاع في الأونة الأخيرة مفهوم التجارة الإلكترونية والذي يعتبر نمطًا جديدًا من أنماط الأعمال الاقتصادية على المستوى العالمي في عصر المعلوماتية والتقنية الحديثة المتقدمة.
وأصبحت هذه التجارة تتيح لروادها العديد من المزايا، فليس عليهم التنقل كثيرًا للحصول على ما يريدونه، أو الوقوف في طابور طويل، أو حتى استخدام النقود التقليدية، إذ يكفي الجلوس خلف الشاشات والتسوق بكل راحة.
الأنباط رصدت آراء تجار ومواطنين في مدينة العقبة حول انتشار هذه الظاهره التي باتت تزعج التجار جراء انخفاض مبيعاتهم إلى حد ما، حيث أصبحت تتفاقم حالة الركود التي تشهدها الأسواق التجارية، مع تزايد وتوسع اللجوء إلى التجارة الإلكترونية والطرود البريدية التي تأتي من دول أخرى من دون وجود قيود جمركية.
وقال إحدى أصحاب محال الملابس في العقبة إن الطرود البريدية باتت سوقًا موازية لنا لا سيما ونحن ندفع إيجارات لمحلاتنا وبأسعار مرتفعة، إضافة إلى الضرائب والرسوم الجمركية التي تصل إلى 50 %.
وبين أن البيع الإلكتروني من خلال الطرود البريدية بات معضلة كبيرة وسوقًا موازية تواجه تجار القطاع التقليديين الذين يمرون بأوقات عصيبة جراء انحسار حركة الشراء وارتفاع تكاليف التشغيل".
وقال تاجر آخر التقته "الأنباط" إن التقلبات الاقتصادية والمتاجر الإلكترونية تشكل تحديًا كبيرًا أمامنا حيث انخفضت الحركة الشرائية للمستهلكين، ما أدى إلى انخفاض المبيعات السنوية. ولا تستطيع المتاجر الصغيرة والمتاجر التي تعتمد على التمويل الذاتي الصمود في وجه هذه التقلبات.
أما المواطنون، فتباينت آراؤهم بين مؤيد ومعارض للتجارة الإلكترونية، حيث أجمع عدد منهم على أن المتاجر الفعلية في الأسواق أفضل بكثير من المتاجر الإلكترونية، حيث يمكنك تجربة المنتجات والاطلاع عليها وإمكانية تبديلها بسهوله، بينما في التسوق عبر الإنترنت، عليك الانتظار حتى يتم تسليم المنتج للتحقق من جودته ثم معرفة ما إذا كان بإمكانك الاحتفاظ به أو إعادته.
بينما يرى آخرون أن التجارة الإلكترونية أصبحت حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي منتشرة بشكل كبير من خلال التطبيقات عبر الهواتف الذكية وبأسعار منافسة، فبعضهم يبتاع 90 % من ملابس وأقمشة وأحذية وحاجات عائلته من منصات عالمية موثوقة وبأسعار منخفضة.
الخبير الاقتصادي في التجارة الإلكترونية حسام عايش بين لـ"الأنباط" أن الركود في الأسواق التجارية له أسباب كثيرة ومتعددة من أبرزها تغيير أساليب وطريقة الإنفاق على الاحتياجات الأخرى.
وأضاف أنه ومع تراجع الطلب على قطاع الملابس بشكل كبير خرجت محال تجارية من السوق جراء تغير في أذواق الناس وطريقة تسوقهم وتزايد الإقبال على التجارة الإلكترونية الأقل كلفة والأسهل تعاملًا والأسرع نتيجة.
وأوضحعايش أن هذه التجارة أصبحت أحد مصادر التوفير للأسرة فيما يتعلق بالإنفاق من الملابس والمستلزمات.
وبين ان التجارة الإلكترونية تسمح لك بمعرفة ما تريد وبخيارات واسعة وبالسعر الذي يناسبك. مؤكدًا أن هذا النوع من التجارة أصبح حاضرًا بقوة بالسوق الأردني خاص والأسواق العالمية الاخرى بشكل عام وبالتالي من الصعب لأي قطاع تجاري تقليدي أن يطالب بوقف الاستخدامات الرقمية للتكنولوجيا.