نص يكشف عمقنا وحقيقتنا

بهدوء
عمر كلاب
إنه من أجمل النصوص التي عثر عليها, حتى الآن في أوغاريت, اكتشف هذا النص في منزل المثقف رابعانو, وهو نص سطر باللغة الأوغاريتية, كتبه شاعر من أوغاريت يعبر عن عاطفته وحبه لأمه, في وصف جميل للأم المثالية, كتبه قبل أربعة آلاف عام غبرت, وهذا النص أقدمه هدية بمناسبة يوم المرأة التي مضى يومها خلال توقف الطباعة,خاصة إلى أمهاتنا السوريات العظيمات, في الشام والأردن وفلسطين ولبنان, فكل أمهات سورية قدمن الأبدية إلى العالم, كل عام وأنتن بألف ألف خير, مع تهنئة خاصة لأمهات الشهداء, ولكل نساء غزة.
يقول النص
أمي كانبلاج النور في الأفق ..
إنها غزالة الجبل ..
ونجمة الصباح النيرة حتى في وضح النهار ..
إنها حِلية ابنة ملك تتفجر تألقًا ..
إنها تمثال رخامي ينتصب فوق قاعدة من اللازورد..
إنها لوحة عاج لا عيب فيه مكتمل الجمال...
أمي هي الغيث في وقته المناسب..
إنها بواكير مياه الإرواء بعد البذار ..
إنها الحصاد الوافر والقمح الممتاز..
إنها ثمرة ربيع من نتاج نيسان..
إنها الجدول الذي يحمل إلى المساكب ماؤها المنعش...
هذا موقف السوري من المرأة, منذ بواكير الحياة ومنذ بواكير التأسيس, فنحن أبناء حضارة عاشت وستعيش, رغم كل ظلال البؤس, ورغم كل محترفي التغريب والتهريب, ومحترفي تصغير الأوطان, على قياس أسيادهم, وأول الوطن أُم وآخر الأوطان أرض كرحم الأم, لذا كانت المرأة وطن والأم وطن, لا نحجرها ولا نحجر عليها, وليس فيها عورة إلا من عقول ذكورها.
كثيرون قالوا الكلمة للإغواء والغواية, لكن السوري بقي على شرف الكلمة, ولن يخذلها مهما مرت به العواصف والأعاصير, السوري يا هذا, أو كما يقول عنه الأشقاء في مصر, الشامي, لا يقبل الدنس في أرضه وعرضه, ولا يقبل أن تُخطف أرضه, ولا يقبل أن يكون لونًا واحدًا, أو طيفًا واحدًا, فنحن أهدينا البشرية الحرف ونحن أهدينا البشرية أول تلاوين الحياة وتفاصيلها.
سورية, وأهلها, الوان وتفاصيل فيهم المسيحي والمسلم, وفيهم اليساري والمؤمن, وفيهم الدرزي والعلوي, والشيعي والسني, وفيهم من كل الملل والنحل, لكن جذرهم دوما في سورية ولن يخرج الجذر من أرضه, مهما بدا وكان بعض أبناء جلدتنا خرجوا.
سلام على المراة في يومها, وسلام على رجال يؤمنون أن المرأة ليست عورة وليست ضلعًا قاصرًا, بل شريكة ورفيقة حياة ودرب.
omarkallab@yahoo.com