رمضان في العقبة.. تجارب استثنائية وفعاليات متنوعة تعج بالعادات والروحانيات

الأنباط - دينا محادين
أجواء روحانية تملؤها عادات وتقاليد محلية بقيم دينية وعائلية في مدينة لا تخلو من الزوار والسياح، هكذا هو الحال في العقبة خلال شهر رمضان في كل عام.
رمضان في العقبة فريد من نوعه بشكل ملحوظ عن باقي المحافظات كونها المحافظة السياحية العريقة التي تعج بالزوار من مختلف دول العالم.
ويحرص أهالي العقبة على تعزيز الروابط الاجتماعية والتقرب أكثر من الله من خلال الصلاة، الصيام، والأعمال الخيرية.
ومع بداية الشهر الفضيل يتجسد التراث الثقافي الغني للعقبة، حيث تُزين الشوارع والميادين بالفوانيس والأضواء الرمضانية التي تضيء الليالي وتضفي جوًا من البهجة والسرور على الأحياء والشوارع العامة.
وتصدح المساجد بصلاة القيام "التراويح" والأدعية، وتصبح الأسواق مزدحمة بالناس الذين يتزودون بمستلزمات موائدهم.
ورصدت "الأنباط" في جولة ميدانية أجواء رمضان في العقبة والعادات الفريدة، حيث انتشرت الأنشطة والفعاليات الرمضانية في الشوارع والمساجد والأسواق، وشملت موائد الإفطار وتزيين الشوارع وشرفات المنازلبتعليق الزينة الرمضانية المضيئة بين مآذن المساجد. بالإضافة إلى الأنشطة الخيرية والثقافية المختلفة.
لا تخطئ عين الراصد الإفطارات الجماعية، إذ يجتمع الأهالي والأصدقاء في الساحات العامة والمساجد لتناول وجبة الإفطار، ما يخلق أجواء من المودة والتآلف. إضافة إلى انتشار الزينة الرمضانية، حيث تتزين الشوارع والميادين بالأضواء والزخارف الرمضانية، مضفية جوًا من الفرح والبهجة في كل مكان.
كما يحرص أهالي العقبة على أداء صلاة القيام "التراويح" في المساجد العريقة والكبيرة، وتتميز هذه الليالي بالروحانية العالية والخشوع.
ولا تخلو العقبة من المسحراتي الذي يعيد للذاكرة أحد أهم التقليد القديمة، حيث يجوب المسحراتي شوارع المدينة والأحياء السكنية لإيقاظ الناس للسحور بطبله المميز وأناشيده الإسلامية التقليدية.
كما رصدت الأنباط تسابق أهالي العقبة على القيام بالأعمال الخيرية خلال الشهر الفضيل وإقامة المبادرات الخيرية، من توزيع الطعام للفقراء إلى تنظيم مشاريع إفطار صائم.
وحول الطعام، تعج الموائد العقباوية بأصناف متعددة من الحلويات إلا أن هناك ما يميز العقبة بطبق حلو شهير وهو الحوح، وبحسب أهالي المحافظة يعد هذا الطبق عادة تراثية تناقلتها الأجيال وتوارثتها عن الأجداد. كما يعد من أقدم الأطباق في مدينة العقبة وهو عبارة عن رقائق عجين تخبز على الصاج وتتكون حشوتها من جوز الهند وجوز قلب وقرفة والسكر والسمن البلدي ويخبز ويحمر ويسكب الحليب المحلى عليه أو القطر.
جميع ما سلف يكون لوحة فريدة للشهر الفضيل في العقبة، ليصبح تجربة فريدة وغنية بالمعاني الروحية والثقافية والسياحية، ما يجعله موسمًا ينتظره الكثيرون بشغف كبير يتميز بتوليفة فريدة تجمع بين العمق التاريخي والتقاليد القديمة مع الحداثة.
ويجمع الشهر الفضيل بين الروحانية والبهجة الاجتماعية، حيث تبرز الفعاليات الثقافية كالأناشيد الإسلامية والمعارض الفنية التي تعزز من البعد الروحي للشهر. كما أن الاهتمام الكبير بالضيافة وتقديم الطعام للزائرين والفقراء يعكس القيم النبيلة للكرم، إضافة إلى تقديم العقبة خلال رمضان نموذجًا للتعايش والتسامح بين مختلف الثقافات والأديان، ما يضيف إلى شهر رمضان بُعدًا إنسانيًا واجتماعيًا يميزه عن غيره من الأماكن.