banner
مقالات مختارة
banner

الهوية الأردنية في عصر العولمة.. بين الحداثة والأصالة

{clean_title}
جهينة نيوز -
أ. د. اخليف الطراونة 
في عصر العولمة المتسارعة، يجد الأردن نفسه أمام معادلة صعبة تجمع بين الحداثة التي تفرضها التحولات العالمية، والأصالة التي تشكل جوهر هويته الثقافية والاجتماعية. فكيف يمكن للمجتمع الأردني أن يحافظ على تاريخه وإرثه، بينما ينفتح على العالم ويتفاعل مع متغيراته؟

لا شك أن الهوية الأردنية بملامحها المتنوعة تشكل حالة فريدة من التوازن بين التقاليد العريقة والانفتاح على التطور. فمن قيم الكرم والتكافل الاجتماعي، إلى الارتباط العميق بالأرض والتاريخ، حافظ الأردنيون عبر الأجيال على ملامحهم الثقافية، رغم التغيرات السياسية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة. لكن في ظل ثورة الاتصالات وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد التأثير مقتصرًا على العوامل المحلية، بل أصبح الشباب الأردني أكثر تفاعلًا مع أنماط حياة جديدة تتجاوز الحدود التقليدية.

لقد فرضت العولمة واقعًا جديدًا باتت فيه القيم والعادات عرضة لتغيرات متسارعة، سواء من خلال وسائل الإعلام، أو الانفتاح الاقتصادي، أو حتى النظام التعليمي الذي شهد تحولًا واضحًا مع انتشار المدارس والجامعات الدولية. ورغم أن تعلم اللغات الأجنبية والانفتاح على الثقافات الأخرى يمثلان ضرورة في عالم اليوم، فإن ذلك لا يعني تراجع مكانة اللغة العربية أو ضعف الارتباط بالهوية الوطنية. بل على العكس، يمكن أن يكون الانفتاح وسيلة لتعزيز الهوية إذا ما تم التعامل معه بوعي ورؤية واضحة.

في مواجهة هذه التحولات، يصبح من الضروري البحث عن وسائل تعزز الهوية الأردنية وتجعلها أكثر قدرة على الصمود في وجه التغيرات. فالاهتمام بالتعليم الذي يرسّخ قيم الانتماء، وتوظيف التكنولوجيا لنشر المحتوى الثقافي المحلي، ودعم الفنون والتراث كوسيلة للحفاظ على الأصالة، كلها خطوات يمكن أن تضمن استمرار الهوية الأردنية بطريقة تواكب العصر دون أن تفقد جوهرها.

إن العولمة ليست خطرًا بحد ذاتها، وإنما هي اختبار لقدرة المجتمعات على الحفاظ على خصوصيتها وسط عالم متغير. والأردن، بما يمتلكه من إرث ثقافي وتاريخي، قادر على أن يكون نموذجًا للتوازن بين الأصالة والحداثة، إذا ما توافرت الإرادة المجتمعية للحفاظ على هويته بروح تتجدد مع الزمن. ــ الراي
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير