سقوط زيلينسكي في الفخ وفشله في إدارة اللحظة

كان العالم بأسره على موعد مع بث مباشر لمواجهة علنية قلّ نظيرها، داست بتفاصيلها كل قواعد السياسة واللياقة الدبلوماسية، وذلك عندما تعرض الرئيس زيلينسكي لسيل من الانتقادات والتوبيخ من قبل الرئيس ترامب ونائبه جي دي فأنس، وصف ترامب زيلينسكي بأنه غير مستعد للسلام ويخاطر بإشعال حرب عالمية ثالثة، بينما اتهمه فانس بعدم الامتنان وقلة الاحترام للدعم الأميركي.
أمام هذا الهجوم، لم يتراجع زيلينسكي أو يظهر مستسلماً، بل حاول الدفاع عن موقفه، وعلى الرغم من التقريع، حافظ على موقفه الرافض لتقديم تنازلات كبيرة دون ضمانات أمنية، غير أن هذه المشادة جعلته يبدو في موقف ضعيف أمام العالم، خاصة بعد تعرضه للطرد.
لم يستفد زيلينسكي من تجربة الملك عبد الله الثاني في واشنطن قبل أسبوعين، عندما التقط ببراعة الفخ الإعلامي الذي كاد يتعرض له، فوازن بين المصالح الأردنية ومتطلبات الإدارة الأميركية، كما تمكن من استخدام الأدوات الخلفية لحماية المصالح الأردنية دون الدخول في صدام علني، لقد أظهر الملك قدرة كبيرة على المناورة، فحافظ على علاقة جيدة مع ترامب دون تقديم تنازلات حقيقية، أدرك الملك أن السياسة لا تعتمد فقط على ما تريده، بل على كيفية تحقيقه، هذه الحنكة أمّنت للأردن مصالحه الاستراتيجية، بينما وقع زيلينسكي في فخ الكاميرات والإعلام، وفشل في قراءة شخصية ترامب، فواجهه بأسلوب غير محسوب، ما أدى إلى إحراجه أمام العالم، وأدى فشله في استيعاب لعبة ترامب إلى خسائر مباشرة لبلاده، بينما استطاع الملك أن يدير اللقاء باحتراف، ونظر إليه كقائد محترف في التعامل مع السياسات الأميركية المتقلبة في أحلك الظروف.
لم يستفد زيلينسكي من تجربة الملك عبد الله الثاني في واشنطن قبل أسبوعين، عندما التقط ببراعة الفخ الإعلامي الذي كاد يتعرض له، فوازن بين المصالح الأردنية ومتطلبات الإدارة الأميركية، كما تمكن من استخدام الأدوات الخلفية لحماية المصالح الأردنية دون الدخول في صدام علني، لقد أظهر الملك قدرة كبيرة على المناورة، فحافظ على علاقة جيدة مع ترامب دون تقديم تنازلات حقيقية، أدرك الملك أن السياسة لا تعتمد فقط على ما تريده، بل على كيفية تحقيقه، هذه الحنكة أمّنت للأردن مصالحه الاستراتيجية، بينما وقع زيلينسكي في فخ الكاميرات والإعلام، وفشل في قراءة شخصية ترامب، فواجهه بأسلوب غير محسوب، ما أدى إلى إحراجه أمام العالم، وأدى فشله في استيعاب لعبة ترامب إلى خسائر مباشرة لبلاده، بينما استطاع الملك أن يدير اللقاء باحتراف، ونظر إليه كقائد محترف في التعامل مع السياسات الأميركية المتقلبة في أحلك الظروف.
من المؤكد أن تداعيات هذه المواجهة لن تقف عند أعتاب البيت الأبيض، بل تتجاوزه إلى ما هو أبعد بكثير، فعلى المستوى الأوكراني، باتت البلاد مهددة بخسارة أكبر حليف وداعم لها في الحرب مع روسيا، حيث تحملت الولايات المتحدة ما يقارب ربع تكلفة الحرب، لهذا، فإن انعكاسات هذا الموقف ستكون مباشرة على سير الحرب وكذلك على إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام من موقع قوة، استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا كان سيشكل عاملاً حاسماً في تحديد مسار المفاوضات، إلا أن المؤشرات الآن تؤكد أن الموقف الأميركي أصبح أقل انحيازاً لأوكرانيا، وربما أكثر ميلاً لروسيا.
ربما تعول أوكرانيا على الدعم الأوروبي، وهو ما بدا واضحاً في دعوة رئيسة وزراء إيطاليا إلى قمة أوروبية طارئة لدعم أوكرانيا، إلى جانب مبادرات مماثلة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، حيث استُقبل زيلينسكي بحفاوة بالغة في لندن والتي تقود الإجماع الأوروبي، في محاولة لمعالجة الموقف بعد ما حصل في البيت الأبيض.
ومع ذلك، من الصعب أن يعوض الدعم الأوروبي نظيره الأميركي، سواء من حيث الكم أو النوع، أما سياسياً، فإن أوروبا بمجملها لا يمكنها مضاهاة التأثير الأميركي، لذلك، بدأت الدول الأوروبية تدرك أن الاعتماد على الدور الأميركي، الذي يتغير حسب الإدارات، لم يعد كافياً لضمان أمن أوروبا ومستقبلها، بل إن الشكوك بدأت تحوم حول مستقبل حلف الناتو نفسه، خاصة مع عدم اقتناع ترامب به ولا بأهمية أوروبا ككل، وهذا ما أدركته مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي عندما صرحت بأن «العالم الحر بات بحاجة إلى قيادة بديلة». هذه الجملة تعكس فقدان الغرب، خاصة أوروبا، الثقة في الحليف الأميركي، وبدء البحث عن بدائل.
لقد منحت تلك المواجهة هدية ثمينة لبوتين، حيث أضافت إلى أوراقه التفاوضية في قمة الرياض، ما يمكنه من إثبات أن زيلينسكي هو السبب في استمرار الحرب، هذه الفكرة قد تفتح آفاقاً جديدة للعلاقة بين بوتين وترامب، وهو ما قد تكون له آثار صاعقة على أوروبا والعالم. أما الصين، فهي تراقب أي انقسام غربي لاستغلاله في توسيع نفوذها في أوروبا الشرقية، أو تقديم نفسها كبديل اقتصادي لأوكرانيا في حال تراجع الدعم الأميركي.
ربما تعول أوكرانيا على الدعم الأوروبي، وهو ما بدا واضحاً في دعوة رئيسة وزراء إيطاليا إلى قمة أوروبية طارئة لدعم أوكرانيا، إلى جانب مبادرات مماثلة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، حيث استُقبل زيلينسكي بحفاوة بالغة في لندن والتي تقود الإجماع الأوروبي، في محاولة لمعالجة الموقف بعد ما حصل في البيت الأبيض.
ومع ذلك، من الصعب أن يعوض الدعم الأوروبي نظيره الأميركي، سواء من حيث الكم أو النوع، أما سياسياً، فإن أوروبا بمجملها لا يمكنها مضاهاة التأثير الأميركي، لذلك، بدأت الدول الأوروبية تدرك أن الاعتماد على الدور الأميركي، الذي يتغير حسب الإدارات، لم يعد كافياً لضمان أمن أوروبا ومستقبلها، بل إن الشكوك بدأت تحوم حول مستقبل حلف الناتو نفسه، خاصة مع عدم اقتناع ترامب به ولا بأهمية أوروبا ككل، وهذا ما أدركته مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي عندما صرحت بأن «العالم الحر بات بحاجة إلى قيادة بديلة». هذه الجملة تعكس فقدان الغرب، خاصة أوروبا، الثقة في الحليف الأميركي، وبدء البحث عن بدائل.
لقد منحت تلك المواجهة هدية ثمينة لبوتين، حيث أضافت إلى أوراقه التفاوضية في قمة الرياض، ما يمكنه من إثبات أن زيلينسكي هو السبب في استمرار الحرب، هذه الفكرة قد تفتح آفاقاً جديدة للعلاقة بين بوتين وترامب، وهو ما قد تكون له آثار صاعقة على أوروبا والعالم. أما الصين، فهي تراقب أي انقسام غربي لاستغلاله في توسيع نفوذها في أوروبا الشرقية، أو تقديم نفسها كبديل اقتصادي لأوكرانيا في حال تراجع الدعم الأميركي.
أما بالنسبة لنا في الشرق الأوسط، فإن ما حدث يثبت أن الولايات المتحدة لم تعد حليفاً موثوقاً يعتمد عليه في حل الصراعات في المنطقة وتحقيق الاستقرار.
يبقى السؤال الأهم: هل كان ما حدث استراتيجية أميركية معدة مسبقاً لإحداث هذه الانعطافة التاريخية، أم أن فشل زيلينسكي في إدارة اللحظة وانسياقه وراء المجد الإعلامي أعطى ترامب الذريعة لإعادة تشكيل النظام الدولي وفق مزاجه وأهوائه؟.. ما تزال الإجابة أسيرة الأيام والأشهر القادمة.
يبقى السؤال الأهم: هل كان ما حدث استراتيجية أميركية معدة مسبقاً لإحداث هذه الانعطافة التاريخية، أم أن فشل زيلينسكي في إدارة اللحظة وانسياقه وراء المجد الإعلامي أعطى ترامب الذريعة لإعادة تشكيل النظام الدولي وفق مزاجه وأهوائه؟.. ما تزال الإجابة أسيرة الأيام والأشهر القادمة.