"محمد روح الحياة" .. ملحمة مسرحية روحانية في رمضان
مرعي لـ"الأنباط": المسرحية تجربة فريدة تمزج الفن بالتاريخ والروحانية
الأنباط - ليث حبش
تستعد خشبة المسرح الأردني لاستقبال عرض مسرحي استثنائي يحمل بُعدًا تاريخيًا وروحيًا غير مسبوق، بعنوان "محمد روح الحياة"، من تأليف وإخراج الدكتور هانيبال يوسف حرب، بمشاركة نخبة من الفنانين الأردنيين.
وتقدم المسرحية رؤية فنية جديدة تحاكي سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مستخدمة تقنيات بصرية متطورة لنقل الجمهور في رحلة زمنية عبر أبرز محطات حياته الشريفة.
وأكد الفنان جمال مرعي، أحد نجوم العرض، وفي حديث خاص لـ"الأنباط"، أن المسرحية ليست مجرد عمل فني، بل تجربة فكرية وعاطفية تهدف إلى تقديم سيرة النبي الكريم بأسلوب مسرحي متقن يحترم قدسية الموضوع، ويجسد القيم النبيلة للإسلام بطريقة معاصرة تجذب الجمهور من مختلف الخلفيات.
وأضاف أن المسرحية تعتمد على تقنيات متطورة مثل "الراشق الضوئي"، التي تحول المسرح إلى لوحة فنية حية تنبض بالحياة التاريخية، ما يمنح المشاهدين تجربة بصرية مذهلة. ومن خلال هذه التقنية، سيتمكن الجمهور من تجربة مشاهد محورية مثل ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عام الفيل، ومحاولة أبرهة الحبشي هدم الكعبة، والتدخل الإلهي لحمايتها هذه المشاهد ستظهر بطريقة غير مسبوقة على خشبة المسرح.
وأشار مرعي إلى أن العرض يبدأ من مكة المكرمة قبل ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث يتم تقديم مشاهد تجسد النور الإلهي الذي بشر بمجيئه، ثم ينتقل إلى لحظات تاريخية فارقة مثل عام الفيل، وتدخل الله تعالى لحماية الكعبة، ثم مراحل نشأته في كنف جده عبد المطلب، وزواجه بالسيدة خديجة رضي الله تعالى عنها، وصولًا إلى نشر رسالة الإسلام.
واضاف "نحن نحاول تقديم هذه السيرة العطرة بأسلوب يجمع بين الدقة التاريخية والإبداع الفني، بحيث يعيش المشاهدون الأحداث وكأنهم جزء منها".
وعن الشخصيات التي تتناولها المسرحية، أوضح مرعي أن العمل يبرز شخصيات محورية أثرت في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مثل عبد المطلب، حليمة السعدية، أبرهة الحبشي، والسيدة خديجة رضي الله عنها، مشيرًا إلى أن المسرحية لا تقتصر على استعراض التاريخ، بل تهدف إلى إبراز القيم الإسلامية الأصيلة كالرحمة والعدل، وتجسيدها من خلال الدراما المسرحية.
وأكد أن "محمد روح الحياة" ليست مجرد مسرحية، بل هي شهادة حيّة على التاريخ الإسلامي، ورسالة ثقافية تهدف إلى إحياء الذاكرة الجماعية والمحافظة على التراث الإسلامي بأسلوب عصري ومؤثر. وما يميز هذا العرض هو الجمع بين الفن والتاريخ والروحانية، بحيث يشعر المشاهد وكأنه داخل الحدث، ويتفاعل معه بكل جوارحه. إنها تجربة وجدانية تهدف إلى ترك أثر عميق في قلوب الجمهور.
وفي ختام حديثه، دعا مرعي الجمهور إلى حضور هذا العرض النادر، مشيرًا إلى أن المسرحية ستُعرض بمشاركة الفنانين عبد الرحمن بركات، تيسير البريجي، باسم خليل، هاجر شاهين، ورانيا الصالح، تحت قيادة المخرج والمؤلف الدكتور هانيبال يوسف حرب.
وبين أن هذه المسرحية فرصة لرؤية الفن بأبعاده الأعمق، حيث يمتزج الإبداع المسرحي بروح التاريخ، ليكون عرضًا استثنائيًا يستحق المشاهدة.
تابعو جهينة نيوز على 
