قيادية أردنية تحدث فرقًا في مجال المناخ والعمل الشبابي

أبو ميالة: زمالة الأمم المتحدة مسؤولية لنقل صورة مشرقة عن الأردن
الأنباط - جاد جادالله
يستمر فريق "خطوة مع جاد" بتسليط الضوء على المبتكرين والمتميزين أينما وجدوا في مختلف مناطق المملكة، ليصل صدى إبداعهم إلى جميع الأردنيين؛ فالإبداع لا يعرف حدودًا، والإنجازات تستحق أن تُروى لتلهم الأجيال القادمة.
ومن بين هذه النماذج الملهمة، برزت رهف أبو ميالة كواحدة من أفضل 30 قائدًا عالميًا ضمن زمالة الأمم المتحدة في سويسرا، حيث كانت الأردنية الوحيدة التي وقع عليها الاختيار من بين آلاف المتقدمين، إلى جانب اثنين فقط من العالم العربي، ما يعكس حجم الإنجاز الذي حققته.
وأوضحت أبو ميالة، في لقائها مع "خطوة مع جاد"، أن رحلتها في المجال الشبابي وخدمة المجتمع بدأت منذ عام 2014، حيث عملت على تدريب أكثر من 3000 شخص في العمل التطوعي، إضافةً إلى كونها مدربة معتمدة لدى مؤسسة ولي العهد كما تعد من أوائل المؤسسين للبودكاست البيئي "مناخي"، الذي يهدف إلى نشر الوعي البيئي وتعزيز ثقافة الاستدامة في العالم العربي.
وأكدت أبو ميالة أن زمالة الأمم المتحدة تُعد تجربة استثنائية تجمع القادة من مختلف القارات والثقافات، مما يعزز تبادل الخبرات ويوفر منصة عالمية لإيصال صوت الشباب.
وأشارت إلى أن عملية الاختيار تعتمد على معايير دقيقة، حيث يتقدم سنويًا أكثر من 5000 شاب وشابة من أنحاء العالم ويمر المتقدمون بعدة مراحل تشمل تقديم الطلبات، ثم الانتقال إلى مرحلة تقديم الفيديوهات، حيث يتم تقييم مدى تأثيرهم في مجتمعاتهم وأعمالهم التطوعية، موضحة أنه وبعد عملية فرز دقيقة يتم اختيار المشاركين الأكثر قدرة على إحداث تغيير إيجابي.
وأوضحت أن تمثيل بلدها في هذه الزمالة لم يكن مجرد مشاركة فردية، بل مسؤولية تتطلب نقل صورة مشرفة عن الشباب الأردني وأفكارهم الطموحة لافتةً إلى أن تقديم طلب المشاركة في مثل هذه البرامج يتطلب وعيًا عميقًا باحتياجات المجتمع المحلي، بالإضافة إلى القدرة على التعبير عن رؤية واضحة تعكس دور الشباب الأردني في إحداث التغيير.
وأكدت أبو ميالة أن قضايا المناخ باتت ضرورة ملحة تحتاج إلى اهتمام ودعم أكبر، مشيرةً إلى أن الشباب الأردني يمثل 70% من المجتمع، وهو عنصر أساسي في مواجهة التغير المناخي.
وأشارت إلى أن تجربتها في مؤتمرات دولية مثل قمة المناخ في أذربيجان ودبي كشفت لها مدى تزايد اهتمام الشباب بهذا المجال، ولكنهم بحاجة إلى المزيد من الدعم المادي واللوجستي لإيصال أصواتهم بشكل أوسع.
وأوضحت أبو ميالة أن تجربتها في إنشاء بودكاست "مناخي" جاءت من إيمانها العميق بالحاجة إلى محتوى عربي متخصص في قضايا البيئة والمناخ، مؤكدة أن البودكاست يتميز بكونه مشروعًا أردنيًا خالصًا، من حيث المشاركين والمؤسسين والمشرفين، مشيرةً إلى أهمية استخدام الإعلام لتسليط الضوء على قضايا المناخ، كونه أداة فعالة لنشر الوعي وإحداث التغيير.
وبينت أنها تطمح في السنوات الخمس المقبلة لتصبح استشارية بيئية ذات سمعة عالمية، تسهم في تقديم حلول فعالة لقضايا المناخ، إلى جانب تعزيز دور الإعلام في التوعية البيئية كما تطمح إلى أن يكون بودكاست "مناخي" من أقوى المنصات البيئية في العالم العربي، بحيث يصبح مرجعًا رئيسيًا لكل من يبحث عن محتوى بيئي متخصص.
في ختام حديثها وجهت أبو ميالة رسالة إلى الشباب الأردني، أكدت فيها على أهمية خلق الفرص بدلاً من انتظارها، مشيرةً إلى أن لكل مجتهد نصيب، وأن المبادرات الشبابية يمكن أن تحقق تأثيرًا واسعًا إذا تم توجيهها بالشكل الصحيح كما دعت الشباب إلى الإيمان بقدراتهم والسعي لإحداث تغيير حقيقي في مجتمعاتهم، خاصة في القضايا البيئية والمناخية التي أصبحت مسؤولية مشتركة بين الأفراد والحكومات.