banner
مقالات مختارة
banner

اللواء المتقاعد محمد بني فارس يكتب:جلالة الملك عبد الله الثاني: قائد بحكمة استثنائية ومواقف ثابتة

{clean_title}
جهينة نيوز -
جلالة الملك عبد الله الثاني: قائد بحكمة استثنائية ومواقف ثابتة

في زمنٍ تتصاعدُ فيه التحدياتُ وتتشابكُ فيه الأزماتُ، يبقى جلالةُ الملكِ عبداللهِ الثاني بن الحسين رمزاً للحكمةِ والحنكةِ الدبلوماسيةِ، خصوصاً عندما يتعلّقُ الأمرُ بالقضيةِ الفلسطينيةِ التي تشكّلُ ركيزةً أساسيةً في مواقفه.

خلال مقابلته الأخيرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أظهر جلالتُهُ مهارةً دبلوماسيةً استثنائيةً مكّنته من التفاعل مع شخصيةٍ معروفةٍ بغطرستها وانعدامِ التوازنِ الدبلوماسي، محافظاً على الحوارِ البنّاءِ دونَ إثارةِ توتّرٍ أو انفعالٍ.

برغمِ الطبيعةِ الاستفزازيةِ التي اتسم بها أسلوبُ ترامب، في ردّهِ على الصحفيين أثناءَ المقابلةِ، نجح جلالةُ الملكِ بحكمتهِ وبُعدِ نظرهِ في إبقاءِ الحوارِ في مسارهِ الصحيحِ، متجنباً الانجرارَ إلى أيِّ مواجهاتٍ أو تصريحاتٍ قد تؤثرُ على المصالحِ العليا للأردن أو القضايا العربية.

في لحظةٍ فارقةٍ، وعندما طرح ترامب خطتَهُ المثيرةَ للجدلِ حول تهجيرِ أهلِ غزة، جاء ردُّ جلالتِه نموذجاً للدبلوماسيةِ الهادئةِ حين قال: "هناك خطةٌ عربيةٌ تناقشُ الآن ولننتظر الانتهاء منها.” كما قال جلالته أيضًا في معرض ردّه: "إنني سأعمل بما فيه مصلحة بلدي.” بهذه الإجابات المدروسة على الصحفيين، نجح جلالتُه في إيصالِ موقفِ الأردنِ الرافضِ لأيِّ انتهاكٍ لحقوقِ الفلسطينيين، دونَ أنْ يستفزَّ ترامبَ أو يضعَ الأردنَ في مواجهةٍ مباشرةٍ مع الإدارةِ الأمريكيةِ.

تميّزت المقابلةُ بموقفٍ إنسانيٍّ نبيلٍ لجلالتِه حين أعلن عن استعدادِ الأردنِ لاستقبالِ 2000 طفلٍ مريضٍ من غزة لتلقي العلاج، في خطوةٍ تعكسُ مدى التزامهِ الإنساني تجاهَ الفلسطينيين، خاصةً في ظلِّ الظروفِ الصعبةِ التي يعاني منها القطاع.

هذا الموقفُ لم يكن سوى امتدادٍ لمواقفِ الأردنِ التاريخيةِ في الوقوفِ مع الشعبِ الفلسطيني ودعمِ قضاياهُ العادلة، ومساعدة أهل غزة في محنتهم ليبرهن جلالتُهُ أنَّ الإنسانيةَ كانت وستظلُّ جزءاً أصيلاً من قيادتهِ.

المقابلةُ كشفتْ تبايناً واضحاً بين أسلوبين؛ الأول، أسلوبُ ترامبَ المباشرُ الذي يعوزه الفهمُ العميقُ لحساسيةِ المواقف، والثاني، أسلوبُ جلالةِ الملكِ الذي يعتمدُ على الحكمةِ وضبطِ النفس، مع الحفاظِ على مبدأ احترامِ المضيف، وهي قيمةٌ أصيلةٌ في التقاليدِ الأردنيةِ والعربية.

هذا التباينُ أبرزَ الفارقَ الكبيرَ بين الحنكةِ الدبلوماسيةِ لجلالتهِ وطبيعةِ الخطابِ الأمريكيِّ، مما انعكسَ لاحقاً في رسالةِ ترامبَ للشعبِ الأردنيِّ، حيثُ أشاد بالرؤيةِ الحكيمةِ لجلالتِه ووصفَه بالقائدِ العظيمِ.

ما بعد المقابلة، جدّد جلالتُه عبر تغريداتهِ موقفَهُ الثابتَ حيالَ القضيةِ الفلسطينية ورفضَهُ القاطعَ للتهجيرِ القسري. وأكدَ أنَّ الأردنَ، بقيادتهِ، سيظلُّ داعماً للأشقاءِ الفلسطينيين مهما تعاظمتِ الضغوط.

وقد حظيَ هذا الموقفُ بتغطيةٍ واسعةٍ من الصحفِ العالميةِ المشهورة، مثل نيويورك تايمز والغارديان، التي أبرزتْ رفضَ جلالةِ الملكِ الحازمِ لسياسةِ التهجيرِ القسري. هذه التغطياتُ الدوليةُ أكدتْ أنَّ مواقفَ الأردنِ، بقيادةِ جلالتِه، تعكسُ دوراً ريادياً في الدفاعِ عن قضايا الأمةِ العربيةِ على الساحةِ العالميةِ.

رغم وضوحِ مواقفِ الأردنِ الراسخةِ وقيادتِه الحكيمةِ التي لطالما عبّرتْ عن ثباتٍ على المبادئِ، لا تزالُ هناك فئةٌ قليلةٌ، ضالةٌ ومضللةٌ، تحاولُ النيلَ من هذه المواقفِ المشرفةِ والتشكيكَ بها. هذه الفئةُ تتجاهلُ الجهودَ الكبيرةَ التي يبذلُها جلالةُ الملكِ عبداللهِ الثاني في الدفاعِ عن حقوقِ الأمةِ وحمايةِ كرامةِ الشعبِ الأردني، في ظلِّ ظروفٍ معقدةٍ وصعبةٍ على المستويين الإقليميِّ والدوليِّ.

لكن هذه المحاولاتِ العقيمةَ لا تؤثرُ على الحقيقةِ الساطعةِ، وهي أنَّ الشعبَ الأردنيَّ يقفُ صفاً واحداً خلفَ قيادتِه الحكيمةِ، مدركاً أنَّ مواقفَ جلالتِه هي انعكاسٌ للقيمِ الثابتةِ والمبادئِ العريقةِ التي يحملُها الأردنُ ويدافعُ عنها في وجهِ كلِّ التحدياتِ.

عند عودةِ جلالتِه إلى أرضِ الوطن، كان الشعبُ الأردنيُّ العظيمُ على الموعدِ، مستقبلاً جلالتَهُ بحفاوةٍ شعبيةٍ عارمةٍ تعكسُ مكانتَهُ في قلوبِ الأردنيين. حملتْ هذه الاستقبالاتُ مشاهدَ مهيبةً من الحشودِ التي اصطفّتْ لتحيةِ جلالتِه، ملوّحةً بالأعلامِ الأردنيةِ، ومرددةً عباراتِ الولاءِ والاعتزاز. هذا الاستقبالُ الحاشدُ كان تجسيداً واضحاً لالتفافِ الشعبِ حول قيادتِه، وتأكيداً على الثقةِ الراسخةِ بجلالتِه الذي يقودُ الوطنَ بحكمةٍ وحنكةٍ في ظلِّ ظروفٍ دوليةٍ وإقليميةٍ بالغةِ التعقيدِ.

إنَّ قدرةَ جلالةِ الملكِ على إدارةِ هذا الحوارِ مع ترامبَ، بما فيه من تعقيدٍ وحساسيةٍ، تعكسُ دبلوماسيتَهُ الفذةَ وحنكتَهُ السياسيةَ التي تجعلُ منه قائداً يحظى باحترامِ العالمِ أجمع. ونحن نستمدُّ من جلالتِه الإلهامَ لنواصلَ الوقوفَ خلفَهُ، واثقين بحكمتِه التي تقودُ الوطنَ والأمةَ نحوَ مستقبلٍ أفضل.

نلتفُّ حولَ جلالتِه بكلِّ حبٍّ وولاءِ، وندعو اللهَ أنْ يحفظَ الأردنَّ عزيزاً آمناً، ملكاً وشعباً ووطنًا، وأنْ يباركَ في سموِّ وليِّ العهدِ الأميرِ الحسينِ بن عبدالله، ليبقى سنداً لجلالتِه وعنواناً لمستقبلِ الأردنِّ المشرقِ. وسنظلُّ مخلصين لقيادتِنا، نرفعُ رايةَ الوطنِ عالياً تحتَ ظلِّ قيادتِنا الهاشميةِ الحكيمه.

اللواء المتقاعد محمد بني فارس
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير