ما العلاقة بين خيط الأسنان والسكتات الدماغية واضطراب نبضات القلب؟
![{clean_title}](https://johinanews.com/assets/2025-02-12/images/262931_10_1739311780.jpg)
القواسمي: لا ينصح تنظيف الأسنان بالخيط الطبّي إلّا إذا لَزِمَ الأمر
قباعة: الالتهاب بالفم يزيد التهابات الجسم ما يؤثر على صمَّامات القلب
الأنباط - كارمن أيمن
يتساءل الكثيرون عادة عن فوائد ومساوئ تنظيف الأسنان بالخيط، فبينما يتخوف البعض من إحداث الخيط التهابات في اللثة والفم، ينصح آخرون بضرورة استخدامه لكن بحذر لتعدد فوائده.
العديد من الدراسات أطلت علينا عن فوائد الأمر، وأخرى حذرت منه، لكن أحدث هذه الدراسات والتي عُرِضَت في المؤتمر الدولي للسكتة الدماغية التابعة للجمعية الأمريكية لعام 2025، تبين أنَّ تنظيف الأسنان بالخيط بشكلٍ منتظم قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية واضطراب نبضات القلب "الرجفان الأذيني – Afib"، وذلك وفقًا لجمعية القلب الأمريكية.
إذ اعتمد الباحثون على بيانات أكثر من 6,000 شخص بمتوسط عمر 62 عامًا، تمَّت متابعتهم لمدة تصل إلى 25 عامًا ضمن دراسة حول تصلُّب الشرايين.
وأثارت هذه الدراسة تساؤلات عن مدى العلاقة الرابطة بين تنظيف الأسنان بالخيط وتقليل نسب الإصابة بالسكتات الدماغية واضطرابات القلب، ومدى تأثير صحّة الفم على الصحّة العامّة لاسيَّما فيما يتعلَّق بالقلب والأوعية الدموية.
من جانبه، بيَّن الطبيب ابراهيم القواسمي أنَّ هذه الدراسة موازية لدراسة صينية تم البحث فيها مُنذُ سنواتٍ طويلة، حيث وجدوا أنَّ لكل سن أو ضرس ارتباط مباشر أو غير مباشر ببعض من أعضاء الجسم.
وأوضح أنَّ بعض الأمراض كالمعوية والكبد الوبائي والكلى والسُّكَّري تنعكس سلبًا على صحّة ونضارة الّلثّة، وفي بعض الأحيان تكون هي إحدى العوارض التي تشير لوجود خلل أو إصابة تسوّسيّة في الأسنان.
وأضاف أنَّها تؤثِّر على صحّة ونضارة الّلثّة، إذ أشار إلى أنَّ اللون الصحّي لـ الّلثّة يكمن في اللون "الوردي الباهت".
وتابع أنَّ أطباء الأسنان يلتفتون إلى السيرة المرضية للمرضى لتفادي الأضرار وللتأكُّد من عدم وجود أي ضرر إثر القيام بالمعالجات السنّيّة.
ولفت إلى ضرورة تنظيف الأسنان بالفرشاة لتقليل وجود وانتشار البكتيريا الهوائيّة الخطيرة التي تُدعى بال"ميكرافلورا" وتعيش داخل الفم والتي تجعل من عضّة الإنسان الأخطر والأشد.
وشدَّد على أهمّيّة اختيار الوقت المناسب لتنظيف الأسنان والمُتَمثِّل في ساعات الصباح وما قبل النوم، إذ أنَّ تنظيفهم بعد تناول الطعام مباشرة يُعدّ خطأً شائعًا ومتداولًا بين الأفراد، لأنَّ الإجهاد على الأسنان عادةً ما يؤثِّرسلبًا على طبيعة وقوّة الأسنان.
وأكَّد أنَّ تنظيف الأسنان بالخيط الطبّي المُخصَّص يوميًّا "ليس خيارًا ينصح به المرضى ولا يُفضَّل استخدامه إلّا إذا لَزِمَ الأمر" لاسيَّما أنَّ البعض يستخدمه بشكلٍ عنيف، ما يعني أنَّ الّلثّة مُعرَّضة إلى القطع أو النزف والجرح.
ويُذكر أن الدراسة الأمريكية الحديثة بينت أنَّ نتائج استخدام خيط الأسنان مرَّة واحدة على الأقل أسبوعيًّا ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية بنسبة 22%، بالإضافة إلى انخفاض خطر السكتة الدماغية القلبية بنسبة 44%، وبنسبة انخفاض نحو 12% من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني.
وفي السياق، أكَّد استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية الدكتور لبابة قباعة أنَّ التهابات الفم بشكلٍ عام تزيد من التهابات الجسم بحيث ثؤثِّرعلى صمَّامات القلب والشرايين وتصلُّبها.
وأضاف أنَّ التهاب الفم يتحوَّل إلى التهاب عام في الجسم، خاصّة أنَّه لا يكون مُحدَّد في مكان معيّن من الجسم.
وتابع أنَّ مراجعة طبيب الأسنان قبل إجراء أي عملية جراحيّة تتعلَّق بمشكلات القلب وتغيير الصمامات "ضرورة"، لأنَّ أي التهاب في الأسنان قد يُعرِّض المريض لالتهاب آخر في صمام جديد بالإضافة إلى الصمًّامات الأصلية.
وأشار قباعة إلى أنَّ هذه الحالات المرضية التي عالجها والتي تربط بين صحّة الفم والقلب ليست بالحالات "الملحوظة" ولا يُركِّزون عليه بشكل كبير في العيادة.
واختتم حديثه لـ الأنباط بأنَّ العناية بالقلب تبدأ من العناية بالأسنان وممارسة الرياضة والانتظام بالغذاء الصحّي وعدم زيادة الوزن لاسيَّما لمرضى الأمراض المُزمنة.