الزيارة التي هزّت عرش واشنطن: الملك عبدالله الثاني يصفع ترامب دبلوماسيًا – معركة المصير خلف الأبواب المغلقة
![{clean_title}](https://johinanews.com/assets/2025-02-11/images/262917_10_1739303254.jpg)
《 بقلم الدكتور محمد طه العطيوي 》
في 11 فبراير 2025، دخل الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، إلى البيت الأبيض كأنه يدخل ساحة معركة. لم تكن الزيارة مجرد لقاء دبلوماسي عابر، بل كانت مواجهة قوية بين زعيم عربي ثابت المبدأ ورئيس أمريكي يسعى لفرض إرادته على المنطقة. كانت هذه الزيارة نقطة تحوّل في تاريخ الشرق الأوسط، حيث تجلّت فيها إرادة لا تقهر في مقابل سياسة لا تعترف بالحدود.
الصراع في الغرف المغلقة: الدبلوماسية بثوابت راسخة
القدس: خط أحمر لا يُمس
في الغرفة المغلقة، أكد الملك عبدالله الثاني بشكل قاطع أن "القدس خط أحمر ولن نتراجع". لم تكن تلك كلمات عابرة، بل إعلان رفض قاطع لكل محاولات المساس بهوية القدس أو مكانتها. كان الرد حازمًا، لا مجال للتفاوض أو التنازل: القدس عربية ، ولا حلول على حسابها.
صفقة القرن: السلام لا يُشترى بالمال
عندما حاول ترامب جذب الأردن إلى صفقة القرن عبر تقديم وعود مالية، كان رد الملك حاسمًا: "السلام لا يُشترى بالدولار.. العدالة أولًا". لم يكن الملك في مزاد سياسي، بل في معركة مبادئ. أثبت بذلك أن الأردن ليس للبيع وأن المبادئ والقيم الوطنية لا تُقايض بالمال.
الإعلام الأمريكي: أسئلة قاسية، ردود حازمة
في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء، كانت الأسئلة التي وجهها الإعلام الأمريكي محاولات مكشوفة لإحراج الملك، لكن ردوده كانت صارمة:
* "هل تخشون فقدان المساعدات الأمريكية إذا اختلفتم مع ترامب؟"
أجاب الملك بثقة: "الأردن بُني على إرادة أبنائه. المساعدات ليست هي ما تحدد هويتنا".
* "هل تستخدمون القدس كورقة ابتزاز؟"
رد الملك بابتسامة حادة: "القدس ليست ورقة ابتزاز، هي جرحنا النازف، ومن يعتقد غير ذلك فليجرب لمس الجمر".
ما وراء الكواليس: رسائل حاسمة لم تُعلن
خارج الأضواء، بعث الملك عبدالله الثاني برسائل قاسية، مباشرة إلى القوى المؤثرة في المنطقة:
* إلى إسرائيل: "الأردن سيكون حصنًا منيعا إذا تجرأتم على القدس".
* إلى أمريكا: "الشراكة الحقيقية تُبنى على الاحترام، لا بالتهديدات".
لماذا كانت هذه الزيارة غير قابلة للتوقع؟
كسرت الزيارة كل المفاهيم التقليدية للدبلوماسية. لم يكن الملك في واشنطن طالبًا للمساعدات أو الدعم، بل كان شريكًا يتحكم في مجريات اللعبة. أثبت الأردنيون للعالم أن لديهم ما يملكه القليلون: إرادة صلبة، قرار مستقل، ورؤية سياسية واضحة. كانت الزيارة بمثابة إعلان للشرق الأوسط: لا يمكن لأحد أن يفرض علينا شروطه.
أسئلة مصيرية تُثير القلق
لم تُنهِ هذه الزيارة الأسئلة التي تؤرق المنطقة، بل أثارت تساؤلات أكثر تعقيدًا:
* ماذا لو قررت أمريكا قطع المساعدات عن الأردن؟
* ماذا لو تصاعدت الضغوط لتمرير صفقة القرن؟
* هل سيفتح هذا اللقاء الباب لمرحلة جديدة من التغيير في المنطقة؟
خرج الملك عبدالله الثاني من اللقاء وكأن على رأسه تاج المنتصر، لكن المعركة الحقيقية قد بدأت الآن. هل سيصمد الأردن أمام الأعاصير السياسية؟ ام ستشكل هذه الزيارة بداية لمرحلة جديدة من الصراع الجيوسياسي في المنطقة؟