الاردن تحرك لاحتواء الكارثة عربيا واسلاميا ودوليا
العالم متأهب لاعلان ترامب الاربعاء ،نقل السفارة الى القدس قيد التأجيل
عواصم – وكالات -جهينة نيوز –مامون العمري
يبدو ان ساعات الفجر الاولى في المنطقة ستكون عصيبة بانتظار خطاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب والذي يعلن من خلاله موقفه من نقل السفارة الامريكية الى القدس رغم أعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أجل إعلان قراره بشأن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، على أن يتخذ القرار في هذا الشأن خلال الأيام القليلة القادمة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به متحدث البيت الأبيض هوغان غيدلي، الذي أضاف أن ترمب سيعلن خلال الأيام القليلة القادمة ما إذا كان سيوقع قرارا بوقف تنفيذ نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس أم لا.
الانباط تتابع خطاب للرئيس دونالد ترامب يُحدّد فيه سياسة إدارته حيال عملية السلام في الشرق الأوسط، ويحسم فيه قراره في شأن وضع مدينة القدس ونقل السفارة إليها، تكثفت الجهود العربية والإسلامية، وتواصلت ردود الفعل المحذرة من مغبة اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ومؤخرا تداولت وسائل إعلام أميركية تقارير بشأن اعتزام ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل.
وقال مسؤولون أميركيون الجمعة الماضية إن ترمب يعتزم الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، في خطاب يلقيه الأربعاء المقبل.
وكان الكونغرس قد أصدر تشريعا عام 1995 يقضي بنقل السفارة الأميركية للقدس، إلا أن رؤساء الولايات المتحدة اعتادوا تأجيل القرار كل ستة أشهر.
وفي مطلع حزيران الماضي وقّع ترمب، الذي تولى السلطة في 20 كانون الثاني الماضي، مذكرة بتأجيل نقل السفارة إلى القدس لستة أشهر، من المفترض أنها انتهت الاثنين.
وكان من المتوقع أن يسلم ترمب موقفه للكونغرس وسط تحذيرات عربية وإسلامية من مغبة اتخاذ قرار بنقل السفارة.
الاردن تحرك لاحتواء الكارثة عربيا واسلاميا ودوليا
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني على أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس في هذه المرحلة سيكون له تداعيات في الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، وسيشكل مخاطر على حل الدولتين وسيكون ذريعة يستغلها الإرهابيون لتكريس حالة الغضب والإحباط التي تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم.
وشدد أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس في هذه المرحلة سيكون له تداعيات في الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية"، وشرح "بأن ذلك يشكل مخاطر على حل الدولتين وسيكون ذريعة يستغلها الإرهابيون لتكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التي تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم".
وأردف مؤكدا على "منح عملية السلام فرصة للنجاح، حيث أن نقل السفارة لابد أن يأتي ضمن إطار حل شمولي يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".
فيما حذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، من “التداعيات الخطرة” لأي قرار أميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقالت وزارة الخارجية إن المملكة “ستدعو لاجتماعين طارئين للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية ولوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، اذا اتخذ القرار بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في موقف سيتناقض إن اتخذ مع كل القرارات الدولية والاتفاقيات التي تؤكد أن وضع القدس يقرر في مفاوضات الوضع النهائي، وتعتبر كل الاجراءات الأحادية الإسرائيلية في المدينة المحتلة لاغية وباطلة”.
وكان وزير الخارجية تحدث اول من أمس مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون وشدد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في القدس وعدم اتخاذ اي قرار يستهدف تغيير هذا الوضع.
وأشار إلى خطورة اتخاذ اي قرار يدفع المنطقة نحو المزيد من التوتر ويقوض الجهود السلمية في ضوء المكانة الدينية والتاريخية والوطنية للقدس فلسطينيا وأردنيا وعربيا وإسلاميا وانسجاما مع القرارات الدولية التي توكد أن وضع القدس يتم تقريره في مفاوضات الوضع النهائي وفق جميع القرارات الدولية ذات الصِلة.
وبحث الصفدي، خلال المكالمة الهاتفية مع تيلرسون، خلالها المستجدات في المنطقة، وخصوصا تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية في ضوء الأنباء عن احتمال اتخاذ الرئيس الأميركي قرارا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وتطرق الى التداعيات السلبية لمثل هذا القرار على جهود الولايات المتحدة المساعدة في تحقيق السلام الفلسطيني-الإسرائيلي والتي رحبت بها المملكة وكل الدول العربية واعلنت دعمها لها.
قلق ماكرون
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن قلقه من احتمال إقدام الولايات المتحدة الاميركية على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من جانب واحد.
جاء ذلك في مكالمة هاتفية أجراه مع نظيره الاميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، بحسب بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية.
وشدد ماكرون، على ضرورة بحث وضع القدس، في إطار محادثات السلام التي ستجري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشار البيان إلى أنّ زعيمي البلدين اتفقا على التباحث في هذا الشأن مجدداً خلال الأيام القادمة.
ومؤخراً، تداولت وسائل إعلام اميركية تقارير بشأن عزم ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل.
وقال مسؤولون أميركيون، الجمعة الماضي، إن ترامب، يعتزم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطاب يلقيه الأربعاء المقبل.
وفي 2002، أصدر الكونغرس الاميركي تشريعاً تضمن تحويل السفارة الاميركية في القدس إلى تل أبيب، إلا أن الرئيس جورج دبليو بوش، وقتها قرر عدم تفعيل تلك الفقرة، وقرر تأجيل التنفيذ لمدة 6 أشهر، واعتاد حلفاؤه تجديد قرار التعليق بشكل متواصل.
ومطلع حزيران الماضي، وقّع ترامب، الذي تولى السلطة في 20 كانون الثاني 2017، مذكرة بتأجيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لمدة 6 أشهر، تنتهي الإثنين، ويتوقع أن يسلم ترامب موقفه للكونغرس في وقت لاحق اليوم، وسط تحذيرات عربية وإسلامية من مغبة نقل السفارة.
منظمة التحرير.. "قبلة الموت"
في سياق متّصل، قال كبير ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، الاثنين، إن اعتراف الولايات المتحدة رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون "قبلة الموت" لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأضاف حسام زملط في مقابلة مع وكالة "رويترز: "إذا اتخذت خطوة كهذه، فسوف تكون لها عواقب كارثية.. سيكون هذا فعلياً قبلة الموت لحل الدولتين لأن القدس هي محور حل الدولتين".
وتابع: "إذا تلقى حل الدولتين تلك الضربة النهائية القاتلة، فسوف يكون رد فعلنا الأساسي استراتيجيا وسياسيا، لأننا لن ندخل في عملية جوفاء".
كما حذر زملط من أن دور الولايات المتحدة كوسيط في الصراع سيُنسف فعليا إذا أعلن ترمب القدس عاصمة لإسرائيل. وقال: "سيكون ذلك تجريدا ذاتيا للولايات المتحدة من الأهلية لدور الوسيط.. ولن يمكن تغييره لأن الولايات المتحدة عندئذ ستكون جزءا من المشكلة.. وليس جزءا من الحل".
السعودية:أي قرار أميركي عن القدس قبل التسوية يضر السلام
بدورها، قالت المملكة العربية السعودية، الاثنين، إن أي إعلان أميركي بشأن وضع القدس قبل التوصل إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيضر بعملية السلام ويزيد التوتر في المنطقة.
وقال الأمير خالد بن سلمان، السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، في بيان "أي إعلان أميركي بشأن وضع القدس قبل التوصل إلى تسوية نهائية سيضر بعملية السلام ويزيد التوتر في المنطقة".
وأضاف الأمير خالد بن سلمان: "سياسة المملكة كانت ولا تزال داعمة للشعب الفلسطيني، وتم نقل هذا إلى الإدارة الأميركية".
اردوغان يحذر من "قطع العلاقات" مع اسرائيل
حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم الثلاثاء بأنه في حال اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، فقد يؤدي ذلك إلى قطيعة في العلاقات بين أنقرة والدولة العبرية.
وأعلن إردوغان "سنواصل هذا الكفاح بتصميم حتى النهاية، وقد يصل الأمر إلى حد قطع علاقاتنا الدبلوماسية مع إسرائيل" مشددا على أن وضع القدس "خط أحمر للمسلمين".
ثلاثة خيارات تُحدّد موقف ترامب من القدس
وذكر مسؤول أميركي أن ترامب لم يحسم قراره بعد، إنما من المرجح عدم نقل السفارة مباشرة، وبالتالي تجديد المرسوم الرئاسي المطلوب توقيعه كل ستة أشهر لوقف نقل السفارة بموجب قرار من الكونغرس عام ١٩٩٥. وكان يفترض أن يوقع ترامب المرسوم الجمعة الماضي، إلا أن عدم توقيعه طرح أسئلة عما إذا كان الرئيس الأميركي سيعلن نقل السفارة أو فتح سفارة أخرى في القدس، كما قال الخبير في معهد «وودرو ويلسون» والمسؤول السابق آرون ميلر
وأوضح ميلر أن أمام ترامب ثلاثة خيارات:
- توقيع المرسوم وانتظار فترة ستة أشهر أخرى وما تحمله المفاوضات
- إعلان القدس أو القدس الغربية عاصمة لإسرائيل
- الذهاب إلى أبعد حد ونقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ورأى ميلر أن ليس هناك «أي مصلحة قومية أميركية في نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة قبل مفاوضات الحل النهائي»، وتخوّف من ردود فعل أمنية على الأرض من حركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي».
وقال المدير التنفيذي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف، لـ صحيفة «الحياة» اللندنية إن «ردود الفعل قد تكون مبالغاً فيها». ولفت إلى أن «الكثيرين في العالم العربي يتساءلون لماذا لا تعترف حليفة إسرائيل الأساسية بعاصمتها من دون الخوض في تفاصيل الحدود والأحياء في القدس».
وكان صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، صرّح الأحد بأن «ترامب لم يتخذ حتى الآن قراراً بخصوص الاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل».
وفي مؤتمر سنوي عن السياسات الأميركية في الشرق الأوسط نظمه معهد «بروكينغز» للأبحاث في واشنطن، أوضح أن الرئيس الأميركي «لا يزال يدرس الكثير من الحقائق المختلفة، وحينما يتخذ قراره سيكون (هو) من يبلغكم به (...) على أن يقوم بذلك في الوقت المناسب».
وأكد كوشنر ضرورة التركيز على «حل القضية الكبرى»، مشيراً إلى أن الرئيس متفائل بإمكان إقناع الأطراف بالعودة إلى مفاوضات السلام وتحقيق إنجاز في عملية السلام في الشرق الأوسط، وذكّر بحل الدولتين واعتبار القدس من قضايا الحل النهائي، ما يوحي بتريّث أميركي في هذا الشأن.
في غضون ذلك، تواصلت أمس ردود الفعل العربية والإسلامية المحذرة من مغبة اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما تعقد الجامعة العربية اليوم، اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين للبحث في سبل التصدي للقرار الأميركي المتوقع.
ودعت منظمة التعاون الإسلامي الإدارة الأميركية إلى عدم اتخاذ أي قرار بشأن القدس، وأعلنت أنها ستدعو إلى عقد قمة استثنائية للدول الإسلامية في حال قررت واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة اعتبرت المنظمة أنها ستشكل «اعتداء» على العرب والمسلمين.
وأجرى وزيرا خارجية مصر سامح شكري والأردن أيمن الصفدي، اتصالين هاتفيين مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، حذرا فيهما من التأثيرات السلبية المُحتملة لهذا القرار. كما حذر نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ من «حدوث كارثة كبرى وصراع جديد في الشرق الأوسط».
وفي القدس، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الإثنين، أن احتمال نقل السفارة الأميركية إلى القدس يشكل «فرصة تاريخية»، محذراً من أن إسرائيل ستواجه أي أعمال عنف قد تندلع بفعل قرار مماثل.
ماذا يعني نقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس
رغم أن الأمم المتحدة تعترف بالقدس الشرقية كأرض محتلة وتخضع لبنود معاهدة جنيف الرابعة، وترفض بذلك الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على القدس الشرقية، إلا أن إسرائيل استمرت في توسيع حدود القدس، رغم أن الأمم المتحدة اعتبرت ذلك عائقاً كبيراً أمام تحقيق سلام شامل، وعادل، ودائم في الشرق الأوسط.
على مدار الأعوام الماضية كانت الولايات المتحدة ترفض رسمياً، شأنها شأن باقي دول العالم، الاعتراف بالضم الإسرائيلي للقدس الشرقية المحتلة منذ 1967.
ويوقع رئيس الولايات المتحدة كل ستة شهور، قراراً بتعليق نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وذلك بعد أن تبنى الكونغرس الأمريكي قراراً في العام 1995 بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فأصبح القرار بيد الرئيس الأمريكي الذي بات يؤجله كل ستة شهور.
ويؤكد المحلل السياسي، ناجي شراب، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تستطيع نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بناءً على الوضع المتدهور الذي تمر به المنطقة العربية، وأيضًا عدم وجود تأثير دولي. ولفت إلى أن التداعيات السياسية لهذا الموضوع كبيرة، وأولها توسيع رقعة المواجهة العربية-الإسرائيلية لتصبح مواجهة عربية- إسرائيلية أمريكية.
لكن شراب يرى أن الدول العربية ليست في موقف قوي لاتخاذ قرار يعارض الموقف الأمريكي.
وتكمن خطورة الخطوة الأمريكية بحسب المحلل الفلسطيني في أن نقل السفارة لمدينة القدس يعد اعترافا نهائيا بدولة إسرائيل، وبالتالي أصبحت القدس عاصمة لإسرائيل ولا داعي لوضعها على طاولة المفاوضات، وفقًا للمنظور الأمريكي، وسيتم التعامل مع هذا الملف عالميًا وليس فقط أمريكيًا.
وتابع: "في هذه الحالة تنتهي عملية التسوية ولا يمكن أن تكون الولايات المتحدة وسيطًا نزيهًا فيها، وتسقط أمريكا بالنسبة للطرف الفلسطيني".
وكانت المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية توقفت في أبريل/نيسان عام 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والإفراج عن المعتقلين القدامى في سجونها، والالتزام بحل الدولتين على أساس حدود 1967.
ويرى عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية، إنه إذا تم الإعلان عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس فإن الفلسطينيون سيعيدون النظر بالاعتراف بدولة إسرائيل، وسينفذون خطوات احتجاجية أخرى متعلقة بكامل المسار السياسي. وأضاف، "أن الحديث عن نقل السفارة الأمريكية للقدس يعني نهاية حل الدولتين ويعني بالنسبة لنا انتهاء المسار التفاوضي وإغلاق الباب كليا أمام المفاوضات، وهذا غير مقبول بالنسبة لنا وبالنسبة للمجتمع الدولي الذي لن يقبل هذا الموضوع".