الهواتف في المدارس.. ضرورة تشوبها مخاطر فما الحل؟
عبيدات: ضرورة بناء منظومة أخلاقية للتعامل استخدام الهواتف في المدارس
زريقات: أهمية متابعة الأسرة للأبناء وضبط سلوكياتهم ومراقبة هواتفهم
الأنباط - شذى حتاملة
مع انتشار ظاهرة استخدام الهواتف بين الطلبة داخل أسوار المدارس، أصبح من الضروري البحث في أثر الظاهرة على سلوكيات الطلبة وتأثيراتها النفسية والعلمية.
تسخير التكنولوجيا في التعليم أمرًا بغاية الضرورة، لكن من الأهمية بمكان أيضًا، ضبط هذا الاستخدام بما يخدم العملية التعليمية ويصب في مصلحة الطلبة.
ويتساءل مراقبون هنا حول كيفية تحقيق التوازن ما بين الاستفادة من هذه التكنولوجيا وحماية الطلبة من أضرارها المحتملة؟ إضافة لكيفية الاستخدام الصحيح لمثل هذه الأداة داخل المدارس، فالاستخدام غير المنظم قد يسبب الكثير من المخاطر والمشكلات داخل القاعات الصفية من غش وتشتيت، لذا تقف المدارس أمام تحديات كبيرة تدفعها لوضع قوانين وأخلاقيات لاستخدام الهواتف.
الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات، أكد أن الهاتف المحمول له جوانب إيجابية وسلبية، حيث تتجسد الجوانب الإيجابية في قدرة الطفل على التواصل المستمر مع أهله، بالإضافة إلى أن استخدام الهاتف للبحث على الإنترنت يعد أمرًا مفيدًا.
وأشار إلى أن الهاتف أصبح أداة تعليمية تمكن الطلاب من الوصول إلى كافة المعلومات التي يحتاجونها، ورغم ذلك توجد توجهات قوية لدى المدارس بسحب الهواتف المحمولة ومنع استخدامها داخل الصفوف لتجنب إساءة الاستخدام.
وأضاف في حديثه لـ"الأنباط" أن هناك العديد من المخاطر التي تصاحب استخدام الهواتف، ما دفع بعض المدارس إلى حظرها، مؤكدًا أنه لا يجب منع الطلاب من استخدام الهواتف، بل من الأفضل بناء منظومة أخلاقية للتعامل معها "أخلاقيات الهاتف"، التي تركز على تعليم الطلاب قواعد استخدام الهاتف بشكل صحيح، مثل استخدامه لأغراض ضرورية والحصول على المعلومات، مع تجنب استخدامه في الإضرار بالآخرين أو تصوير ما لا ينبغي تصويره دون إذن.
ولفت عبيدات إلى أن هناك مخاطر متعددة التي قد تنجم عن استخدام الهاتف في المدارس، مثل تسجيل أسرار الآخرين أو تصوير المعلمين والطلاب دون رغبتهم، بالإضافة إلى استخدام الهاتف في الغش أثناء الامتحانات أو إزعاج المعلمين، موضحًا أنه رغم هذه المخاطر فإن الحل ليس في منع الهواتف، بل في وضع قواعد صارمة لاستخدامها بشكل أخلاقي وموظف في خدمة التعليم.
وفي السياق ذاته، قالت المستشارة التربوية ومديرة إدارة التعليم الخاص سابقًا الدكتورة ريما زريقات، إن التكنولوجيا وأدواتها أصبحت، في عصرنا الحالي، متطلبًا ضروريًا وأساسيًا، ولم تعد مجرد كماليات كما كانت في بداية ظهورها، ومن بين هذه الأدوات الهاتف الذكي فالكثير منا يستخدمه لقضاء احتياجاته ومتابعة الأبناء وخاصة من هم في المدارس والجامعات لإيصالهم إلى مدارسهم أو جامعاتهم والاطمئنان عليهم بين حين وآخر أو للتحويل المالي.
وأشارت إلى أن مستوى الوعي لدى الطلبة متفاوت ويختلف من طالب لآخر، وكذلك توعية الأهل للأبناء وبيئات الطلبة تختلف تمامًا، ومن الممكن أن يتم الاستفادة من الهاتف بطريقة تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا وتنشئتنا، أو تستخدم كأداة تنمر للتصوير والاستفزاز والابتزاز.
وأكدت زريقات لـ"الأنباط" أن الخطر الحقيقي يكمن في تأثير الأقران على بعضهم البعض وخاصة في مرحلة المراهقة والممارسات الخاطئة والغريبة عن مجتمعنا، حيث لا يمكن إنكار أن الكثير من الطلبة المميزين والمجتهدين يستخدمون الهاتف كوسيلة تعليمية من حيث الأبحاث والاستزادة والامتحانات الإلكترونية وقروبات التيمز والواتس اب والفيسبوك والصفحات التعليمية إضافة إلى الأسئلة المحلية والدولية والتواصل أيضًا مع الأقران الباحثين عن المعلومة وغير ذلك من العلم والمعرفة.
وأضافت أنه يمكن أن يكون الهاتف أداة تشتيت وملهاة وابتعاد عن العلاقات الاجتماعية، ما يخلق حالة من العزلة وعدم القدرة على التكيف مع الآخرين في الحياة العملية تؤدي بالنهاية إلى مشاكل نفسية واجتماعية وسلوكية مثل التوحد وغير ذلك.
وشددت على ضرورة متابعة الأسرة للأبناء وضبط سلوكياتهم ومراقبة هواتفهم وتوعيتهم بكل ممارسة قد تؤذيهم بطريقة عقلانية، كما يجب تفعيل حصص الإرشاد الجماعي للطلبة وتفعيل برلمانات الطلبة وعقد الورش والمحاضرات اللازمة للتوعية بذلك.