banner
أخبار محلية
banner

كيف يمكن التكيف مع نقص الكفاءات في عصر التحول الرقمي؟

{clean_title}
جهينة نيوز -

عبيدات: ضرورة عدم إعداد الخريجين لمهن قد تختفي قريبًا

خويلة: على الطلبة وضع خطة واضحة لمستقبلهم المهني

الأنباط - شذى حتاملة

نقص الكفاءات الرقمية تحدٍ مستمر ولكنه قابل للحل من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب، والشراكات بين القطاعين العام والخاص.

ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة، فإن معالجة هذا النقص أمسى أمرًا ضروريًا لتسريعِ عملية التحول الرقمي في مختلف المجالات وتحقيق النمو المستدام.

وتشهدُ العديد من القطاعات الحيوية كالتعليم والتكنولوجيا وغيرها من القطاعات نقصًا حادًا في الكفاءات والخبرات التي تحتاجها الشركات والمؤسسات، وهذا التحدي يتفاقم يومًا بعد يوم، وأصبحَ يشكل عقبة أمام التقدم والتطور وتحقيق الأهداف الاستراتيجية ودفع عجلة التنمية، بحيث أصبحت الشركات بحاجة لتوظيف العاملين الذين يمتلكون المهارات والكفاءات اللازمة للتكيف مع التطور الذي يشهده العصر.

ولمعالجة هذا النقص، أكد خبراء ضرورة تكاتف الجهود بين الحكومة والمؤسسات التعليمية والشركات لضمان توفير عاملين يواكبون متطلبات العصر.

الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات أكد أن جميع القطاعات التنموية تُعاني من نقصٍ في الكفاءات والمهارات، لكن برامج إعداد الكفاءات، التي تنفذ عادة في الجامعات، لا تتوافق مع متطلبات سوق العمل ولا تُعِد الطلاب بشكلٍ جيد له، مضيفًا أن جميع مجالات التنمية بحاجة إلى خبرات وكفاءات جديدة، وأن هناك اختلافًا واضحًا بين القطاعين الحكومي والخاص في هذا الصدد، ففي القطاع الخاص، يتم التركيز على تزويد الموظفين بالمهارات اللازمة، بينما في القطاع الحكومي لا يتم الاهتمام بإكساب العاملين الخبرة الكافية.

ولفت إلى أن قطاع التعليم يعاني من نقص في الكفاءات القيادية والفنية، مثل المشرفين، المديرين، والمرشدين النفسيين، وهم بحاجة إلى تدريب وتطوير مهني، موضحًا أن عدد القادة في وزارة التربية والتعليم أقل من العدد المطلوب، ما يستدعي توسيع الفرص للمعلمين للحصول على المناصبِ القيادية.

وفيما يتعلق بقطاع الصحة أشارَ العبيدات إلى أن القطاع يتمتع بخبرات وسمعة جيدة، حيث يوجد عدد كبير من الأطباء على مستوى عالي من الأعداد لكن المشكلة تكمن في إدارة الموارد الصحية وكذلك نقص التمويل الذي يعوق قدرة الأطباء على إجراء الأبحاث وتطوير مهاراتهم، لافتًا إلى أن ما يتم إنفاقه على البحث العلمي هو أقل بكثير من المستوى المطلوب في المجالات المختلفة.

وبين أن القطاع الحكومي يعاني من نقص في الخدمات مقارنة بالقطاع الخاص، مثل البنوك والمصانع التي تتميز بوجود موظفين ذوي مهارات عالية، لأن القطاع الخاص لا يقبل إلا بالأشخاص الذين يمتلكون مهارات كاملة، مشيرًا إلى أن الجامعات وكليات المجتمع والمعاهد المهنية تخرج موظفين بمؤهلات قد لا تتوافق دائمًا مع متطلبات سوق العمل، إذ تتغير احتياجات السوق بسرعة، مما يؤدي إلى اختفاء بعض المهن التقليدية في المستقبل، خاصة مع تقدم الذكاء الاصطناعي الذي سيقلل الحاجة إلى العمالة المدربة.

وأكد عبيدات ضرورة عدم إعداد الخريجين لمهن قد تختفي قريبًا، بل يجب تدريبهم وفقًا لمهارات الذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أن العامل المؤهل يكون أكثر إنتاجية من غيره، وذلك لقدرته على اختصار الوقت والجهد وزيادة الإنتاجية.

من جهته، قال المتخصص في علم الاجتماع الإعلامي الدكتور محمد خويلة، إن الشهادة الجامعية وحدها لم تَعُد هي السبيل الوحيد للحصول على فرصة عمل للخريجين الجامعيين، متسائلًا: كيف يمكن للطلبة الاستفادة من الحياة الجامعية في الحياة المهنية بعد التخرج؟

ولفت إلى أن على الطلبة وضع خطة واضحة لمستقبلهم المهني تشمل استراتيجيات للتطوير المهني مثل الحصول على الشهادات الإضافية أو الانخراط في الدورات التدريبية المتخصصة ، كما يجب أن يواكبوا التغيرات في سوق العمل حيث قد تتغير الفرص والتحديات في سوقِ العمل مع مرور الوقت الذي يتغير بسرعة جنونية، ومن هنا لا بد أن نذكرَ التطورات التكنولوجية الحديثة وما يسمى بالذكاء الاصطناعي فهو فرصة وليس تهديدًا.

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل الإنسان بل يهدف إلى توسيع قدراته وتوفير الأدوات التي تجعله أكثر فعالية وإبداعًا، فالنجاح في هذا العصر يعتمد على قدرتنا على التكيف واستغلال هذه الإمكانات لصالحنا، وعلى الرغم من التغيرات السريعة التي تشهدها القطاعات المهنية التي تتغير بسرعة لكن مع الذكاء الصناعي يمكن أن تتحول هذه التغييرات إلى فرص هائلة لأولئك الذين يفهمون قواعد اللعبة الجديدة ، متسائلًا: لماذا تصبح المهارات الإنسانية أكثر قيمة في عصر الذكاء الاصطناعي؟

وأشارَ خويلة إلى أنه يمكن القول إنه في عصر الذكاء الاصطناعي تقوم الآلات بإنجاز المهام الروتينية والمعقدة بسرعة ودقة تفوق التوقعات ويبدو وكأن الإنسان قد يصبح لاعبًا ثانويًا، ولكن في الحقيقة الأمر مختلف تمامًا، حيث أن هذه الثورة التقنية تجعل المهارات الإنسانية أكثر أهمية من أي وقت مضى، مؤكدًا أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعالج البيانات بحيث لا يستطيع استبدال المشاعر والإبداع أو البصيرة الإنسانية التي تشكل جوهر القيادة والابتكار، إذ أن المهارات الإنسانية ليست فقط ضرورية للبقاء في المنافسة بل هي أيضًا مفتاح للتكامل المثالي مع الذكاء الاصطناعي.

ولفت إلى أن هذا العصر الجديد لا يقلل من قيمة الإنسان، بل يعيد تعريف دوره، ما يخلق فرصًا هائلة لأولئك الذين يفهمون أهمية المهارات الإنسانية والكفاءة ويستثمرون في تطويرها، مؤكدًا أن بتعلمِ المهارات الجديدة سيصبح السلاح الأقوى.

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير