banner
أخبار محلية
banner

خطة "تطهير غزة".. خيال واسع يواجه برفض فلسطيني عربي

{clean_title}
جهينة نيوز -

حماس: تصريحات ترامب خطيرة وتتماشى مع مواقف اليمين الإسرائيلي

الفراعنة: ترامب يستغل الدعم الأمريكي للضغط على الأردن

قشوع: الشرعية لا تأتي من الخارج بل من الشعوب

الأنباط - رزان السيد

"تطهير غزة" بمفهوم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يرمي لتهجير الفلسطينيين من أرضهم التي بذلوا دماءهم ثمنًا لها، وهو أمر يوغل في الخيال، حيث ما أن أنهى ترامب كلامه حتى ضج العالم من أقصاه إلى أدناه برفض هذه الأفكار الغريبة.
قوى فلسطينية أكدت أن أفكار ترامب ما هي إلا مضيعة للوقت، مؤكدة أن فلسطين للفلسطينيين، ولا خيار إلا الصمود في الأرض، مؤكدة أن هذه التصريحات خطيرة وتتماشى مع مواقف اليمين المتطرف الإسرائيلي.
مراقبون أكدوا لـ"الأنباط" أن هذه التصريحات تعد استكمالًا لمشروع الاحتلال الذي قام عام 1948 على قاعدة التشريد والطرد والتهجير للفلسطينيين، مؤكدين هذه التوجهات ستحمل تأثيرات سياسية واسعة لن تقبلها شعوب المنطقة، وقد ترفض هذه الشعوب أي خطوات ضاغطة أو غير منصفة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن عن خطة أطلق عليها اسم "تطهير غزة"، مشيرًا إلى رغبته في أن تستقبل مصر والأردن الفلسطينيين من قطاع غزة في إطار مساعيه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف أنه يجب تطهير المنطقة برمتها، نظرًا لأن المنطقة مدمرة والناس يموتون فيها، كما أفاد أن نقلهم من الممكن أن يكون مؤقتًا أو طويل الأجل، كما أنه يفضل التواصل مع عدد من البلدان العربية وبناء مساكن في مكان مختلف للغزيين، حيث يكون بإمكانهم العيش بسلام.
وكانت واشنطن قالت العام الماضي إنها تعارض النزوح القسري للفلسطينيين، وعلى مدى أشهر أثارت منظمات حقوقية ووكالات إنسانية مخاوف بشأن الوضع في غزة بعد أن تسببت الحرب في نزوح سكان القطاع بأكملهم تقريبًا وأدت إلى أزمة غذائية.
وكان الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري قد أكدا في ديسمبر الماضي، رفضهما المطلق لـ تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومحاولات القضاء على حل الدولتين أو المماطلة في التوصل إليه، مشددين على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هي الضمان الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وسرعان ما جاء الرد من حماس أمس على دعوات ترامب بخصوص ترحيل الغزيين للأردن، حيث قال الناطق باسم حماس حازم قاسم إن تصريحات ترامب خطيرة وتتماشى مع مواقف اليمين المتطرف الإسرائيلي، وهذا الاقتراح لن يمر ولن يقبله أي فلسطيني.
كما علق القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري بأن أهل غزة تحملوا الموت حتى لا يتركوا وطنهم، وهم لن يتركوه لأي أسباب أخرى، لذا لا داعي لإهدار الوقت في مشاريع جربها بايدن وكانت سببًا في إطالة أمد الحرب، مضيفًا بأن تنفيذ الاتفاق كفيل بحل كافة مشكلات قطاع غزة، ومحاولات الالتفاف على الاتفاق ليس لها قيّمة.
بدورها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي بأشد العبارات تصريحات الرئيس ترامب التي تتناول ترحيل سكان قطاع غزة إلى خارج أراضيهم.
وأشارت إلى أن تصريحات ترامب المدانة والمستهجنة تتناغم مع أسوأ ما في أجندة اليمين الصهيوني المتطرف، واستمرار لسياسة التنكر لوجود الشعب الفلسطيني وإرادته وحقوقه، كما تندرج في إطار التشجيع على مواصلة ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بإجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل عن أرضه.
وفي هذا السياق، أوضح الكاتب والمحلل السياسي حمادة الفراعنة أن ترامب استغل مسألتين، الأولى أن يعرض موضوع تهجير الغزيين على الأردن ومصر، نظرًا لأن الولايات المتحدة الامريكية تقدم مساعدات مالية للأردن ومصر، والمسألة الثانية أن يلبي مشروع المستعمرة الإسرائيلية نحو تقليص الوجود البشري الفلسطيني على أرض فلسطين.
وأضاف أنه في عام 2022 ووفقًا للإحصاءات، بلغ عدد الشعب الفلسطيني على كامل خارطة فلسطين 7 مليون و142 الف عربي فلسطيني، وهنا يأتي السؤال الجوهري الاستفزازي، "هل يمكن إقامة دولة يهودية على كامل أرض فلسطين وفيها وعليها أكثر من 7 مليون عربي فلسطيني"؟
وبين خلال حديثه لـ"الأنباط"، أننا نفسر من هنا بأن القصف الإسرائيلي للبنايات والبيوت في قطاع غزة كان يستهدف البشر، وذلك لأن الإسرائيليين يريدون التخلص من البشر، إما بالقتل أو من خلال دفعهم نحو الهجرة.
وأشار الفراعنة إلى أنه يعتقد أن هذا المشروع هو استكمال المشروع الإسرائيلي الذي قام عام 1948 على قاعدة التشرد والطرد والتهجير للفلسطينيين، مؤكدًا أن الرد أولًا وقبل أي شيء يجب أن يأتي من الفلسطينيين أنفسهم قبل الأردن وقبل مصر، إذ يجب على حركة حماس المسيطرة على إدارة قطاع غزة، والسلطة الفلسطينية وأيضًا منظمة التحرير ومؤسساتها، أن يعلنوا رفضهم لهذه الفكرة.
وتابع، بأن هذا الرفض الفلسطيني هو الذي يعطي الحجة والمبرر والغطاء للرفض الأردني والفلسطيني، مؤكدًا بأن ترامب يستغل ويستثمر الدعم الأمريكي من أجل الضغط على الأردن بهذا الاتجاه، ولهذا تبرز أهمية الرفض الفلسطيني رسميًا وشعبيًا في ترك الفلسطينيين لبلدهم و لأرضهم، لذا التعبير الذي يجب أن يكون سائد هو أن الأردن للأردنيين فقط، وفلسطين هي وطن الفلسطينيين لا غيره.
من جهته، أشار وزير الشؤون البلدية الأسبق الدكتور حازم قشوع لـ "الأنباط"، إلى أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليق المساعدات لبعض الدول مؤقتًا يؤكد ربطها بتوافق السياسات الخارجية لتلك الدول مع سياساته.
وأضاف أن الأردن، على وجه الخصوص، لا يقتصر دوره على المشاركة السياسية والأمنية في الحفاظ على استقرار المنطقة، بل يلعب أيضًا دورًا عسكريًا مهمًا من خلال استضافته للقواعد العسكرية الأمريكية، بالإضافة إلى كونه مركزًا إقليميًا لحلف الناتو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما تقوم بدور إنساني كبير عبر استضافة اللاجئين الذين هم ضحايا السياسات الأمريكية والإقليمية، وهو ما يجعل العلاقة بين الولايات المتحدة وهذه الدول تقوم على تبادل منفعة استراتيجية.
وأكد قشوع أن سياسات الرئيس ترامب التي تعتمد على أسلوب الإثارة، قد تؤدي إلى تساؤلات وتكهنات حول تداعيات تعليق المساعدات، وهو ما قد يحمل تأثيرات سياسية لن تقبلها شعوب المنطقة، وقد ترفض هذه الشعوب أي خطوات ضاغطة أو غير منصفة، خاصة إذا تم اتخاذها من قبل الأنظمة دون مراعاة لمصالح الشعب. إذا تم الضغط على الدول ومن ثم فرض حلول غير عادلة، فإن هذه الحلول لن تجد قبولًا في المنطقة، حتى لو تم قبولها تحت ضغط.
وأكد ضرورة أن نفهم أن الشرعية لا تأتي من الخارج بل من الشعوب، وهي العامل الأساسي الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند النظر في أي حلول سياسية، مضيفًا أنه من المهم أن يتم وضع الحلول على أسس من العدالة الدولية والمبادئ الراسخة مثل "الأرض مقابل السلام"، حتى يكون لها قاعدة صلبة تستند إليها الأجيال القادمة، وعلى الرغم من التباين في المواقف، فإن العلاقات الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة ستظل قائمة ومبنية على أسس من التعاون المشترك في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار.
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير