خبراء يقللون من أثره وآخرون يحذرون.. الانحباس المطري،،، هل نضطر لاستيراد الخضار مستقبلا
المصري: الزراعات المروية لا تتأثر بموسم ضعيف واحد
الخوالدة: أسعار المنتجات الزراعية ستتأثر بشكل بسيط
الريماوي: يجب إنشاء غرفة زراعة ممثلة للقطاع
أبو نقطة: الخضار تروى من الآبار الإرتوازية
الأنباط - رزان السيد - مي الكردي
فيما يترقب الأردنيون تحسن الموسم المطري الحالي خشية من ضعف التزويد المائي خلال الصيف المقبل، يرى خبراء أن الآثار السلبية لانحباس الأمطار الذي يشهد الموسم الحالي قد تمتد إلى أسعار الخضار والفواكه.
الموسم المطري الحالي يعد، حتى الآن، ثاني أسوأ موسم مسجل في المملكة منذ العام 1958، وتشير دائرة الأرصاد الجوية إلى أن التغير المناخي ساهم بإزاحة الموسم المطري، ويلاحظ ذلك من خلال عدم هطول الأمطار في أيلول وتشرين الاول منذ سنوات، واستمرار هطول الأمطار حتى حزيران أحيانا، كما حدث في العام 2023.
وبينما قلل الخبراء من الآثار السلبية على القطاع الزراعي خلال العام الحالي، أكدوا أنه في حال تكررت حالة الانحباس المطري لسنوات أخرى، فإن الأثر سيكون كبيرا وسنضطر لاستيراد الخضار والفواكه.
وفي حين يرى خبراء أن قلة هطول الأمطار هذا الموسم، ساهمت في زيادة نسبة الصقيع، ما أدى إلى تأثير سلبي على الإنتاج الزراعي، معبرين عن قلقهم من أن التأخر في هطول الأمطار قد ينعكس سلبًا على الأسعار، التي قد تشهد مزيدًا من الارتفاع، يرى آخرون أن هذا التأثير لا يزال محدودًا وأن الأسعار قد تتغير بشكل طفيف تبعا لعوامل العرض والطلب. مؤكدين أن الزراعات المروية لا تتأثر بموسم ضعيف واحد.
وفي هذا السياق، قال وزير الزراعة الأسبق سعيد المصري، إن الإنتاج الزراعي سيتأثر بشكل مباشر إذا استمرت حالة الانحباس المطري، إذ يجب أن يصل مقدار الهطول المطري في المملكة الى 8 مليارات متر مكعب سنويا، وكحد أدنى الى 6 مليار متر مكعب، وفي حال لم يسجل هذا الحجم من الهطولات ستتأثر الزراعات البعلية، بالإضافة الى أن درجة الرطوبة في التربة ستتدنى.
وأضاف المصري، خلال حديثه لـ"الأنباط"، أن الزراعات المروية لا تتأثر خلال موسم واحد من قلة الأمطار، بل هي بحاجة الى أكثر من موسم حتى تتأثر، ولكنها في الوقت الحالي قد تتأثر بانخفاض الإنتاج، كما أن نسبة الملوحة في المياه الجوفية ستتأثر، وبالتالي ستؤثر على إنتاجية الأشجار، كاللوزيات والزيتون.
وأشار إلى أن هناك عوامل أخرى بالإضافة الى قلة الهطول المطري من الممكن أن تؤثر على أسعار الخضار والفواكة، مثل المناخ والتقلبات الجوية، لذلك يعتبر الموضوع معقدا.
وأكد أن الأثر الحقيقي على المدى البعيد سيكمن باستمرار الانحباس المطري بهذا الشكل لأكثر من موسم، وبشكل تدريجي، وحينها سيتم إعلان حالة الطوارئ، وستتجه الحكومة الى استيراد الخضار والفواكة من الخارج، مشيرا الى أن العام الحالي لن يشهد أثارا كبيرة وخطيرة.
وتابع المصري أن كميات الإنتاج في المملكة تفوق الإستهلاك بنسبة كبيرة، لذا لن يكون أثر قلة الهطول المطري على أسعار المزروعات كبيرا، مؤكدا أنه لا يتوقع خلال السنة الحالية حصول أي مفاجآت تؤثر على قطاع الزراعة، واختتم حديثه قائلا: "يحذونا الأمل خلال الأشهر القادمة بزيادة نسبة الهطول المطري في المملكة".
من جهته، بيّن وزير الزراعة الأسبق الدكتور رضا شبلي الخوالدة لـ"الأنباط"، أن ضعف الهطول المطري سيؤثر على اسعار المنتجات الزراعية المحلية بشكل بسيط ولن يتفاقم، حيثُ ان هناك بعض أنواع الخضار تعتمد في ريّها على مياه الأمطار، وستتأثر اسعارها نتيجة قلة الهطول المطري، داعيًا الى ابقاء التفاؤل خلال الموسم المطري الحالي الذي لم ينته بعد.
بدوره، أوضح الخبير الزراعي باسل الريماوي، انه لا يوجد مبررات لاحتمالية ارتفاع أسعار الخضار والفواكة بسبب قلة الهطول المطري خلال الموسم الحالي، مشيرًا إلى أن فصل الشتاء لم ينته بعد والأمل لا يزال حيا، حتى وان استمر الهطول المطري بهذه النسب، فلن يؤثر على كميات الإنتاج، والذي بدوره ينعكس على اسعار المنتجات الزراعية في السوق المحلي.
واشار الى أن هناك عدة عوامل تؤثر على اسعار المنتجات الزراعية، من بينها كلفة الانتاج وما يترتب على المزارعين من كلف اضافية، وعمليات التصدير، والطلب على المنتج الزراعي المحلي، حيث قام رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان ووزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات بإصدار توجيهات لدعم القطاع الزراعي.
ودعا الريماوي، خلال حديثه لـِ"الأنباط"، لإنشاء غرفة زراعة في الاردن تعنى بالقطاع الزراعي، مثل غرفة الصناعة وغرفة التجارة.
واستذكر خلال حديثه توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، عندما تحدث بشكل واضح وصريح عن الأمن الغذائي الوطني، موضحا ان القطاع الزراعي هو بداية الامن الغذائي بعد القطاع الصناعي، الذي يعتمد في صناعاته على المنتج الزراعي.
من جهة أخرى، قال نقيب المهندسين الزراعيين علي أبو نقطة، لـ"الأنباط"، إن أكثر المناطق التي يتم فيها زراعة الخضار، هي المناطق الصحراوية، الرمثا، المفرق، والأغوار، وهذه المناطق والمزروعات تعتمد على الري من الآبار الإرتوازية، لذا لا تتأثر بقلة الهطول المطري.
وأضاف أنه وفقا للموازنة المائية الحالية، لن تقوم سلطة المياه بضخ المياه مثل السنوات السابقة، مؤكدا أنها ستكون أقل بكثير، مما يشير الى أنه سيكون هناك ارتفاعا طفيفا على أسعار الخضار والفواكة في السوق المحلية.