الإعلام الأردني في رؤية ولي العهد: قوة ناعمة لوطن مزدهر
خلدون خالد الشقران
في عالم يتسارع فيه التغيير وتتسابق فيه الأمم نحو بناء مستقبلها، يصبح الإعلام أداة محورية في تشكيل هوية الشعوب وتعزيز مكانتها. في الأردن، يحمل ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله رؤيةً عميقة للإعلام كقوة ناعمة تُسهم في نهضة الوطن وتعزز حضوره على الساحة الدولية. يرى سموه أن الإعلام ليس مجرد وسيلة نقل للخبر، بل هو أداة فاعلة في بناء الوطن وصياغة وعي أفراده. الإعلام بالنسبة له هو رسالة تُمثل عزة الوطن وكرامته، ويجب أن يكون منبرًا للمصداقية، يتنفس هويته ويرتقي بها.
إدراك الأمير الحسين العميق للتحديات التي يواجهها الإعلام الأردني دفعه إلى التأكيد على ضرورة استعادة دوره كعنصر أساسي في تعزيز القوة الناعمة للأردن. الدعوة التي يطلقها سموه تتمثل في إعادة تعريف دور الإعلام، من خلال تعزيز مهنيته وتزويده بالأدوات اللازمة لمواكبة التحولات الحديثة. إن الإعلام يجب أن يتسم بالمصداقية، ويعمل على تعزيز القيم الوطنية بشكل يتسم بالشفافية والموضوعية، بعيدًا عن الإثارة والتضليل.
سمو الأمير الحسين يرى أن الإعلام لا يمكن أن يكون فاعلاً إذا لم يكن موجهًا نحو تعزيز هوية الوطن، ونقل الحقائق التي تعكس واقع المجتمع وتحدياته. ويؤمن أن الإعلام يجب أن يكون أداة لبناء رأي عام يعزز السياسات الوطنية، ويُسهم في نشر الوعي المجتمعي حول القضايا المصيرية. ويشدد على أن الإعلاميين هم حُماة الحقيقة، وهم أول من يحمل مسؤولية توجيه الرأي العام نحو مواقف وطنية تعكس القيم والثوابت.
إن رؤية ولي العهد للإعلام الأردني لا تقتصر على تعزيز مهنية الإعلاميين، بل تمتد لتشمل منحهم الأدوات اللازمة لتطوير مهاراتهم وتحقيق أداء إعلامي يرتقي بالمجتمع. سموه يؤمن أن الإعلام يجب أن يكون جسرًا للتواصل بين الأفراد والدولة، محركًا للتغيير الإيجابي، وصوتًا يعكس طموحات الأردنيين. ومن هنا، يحرص سموه على دعم الإعلاميين الشباب وتمكينهم من أدوات الإعلام الحديث، ليواكبوا التحديات ويكونوا جزءًا من صناعة المستقبل.
إن رؤية الأمير الحسين للإعلام الأردني تُعتبر أكثر من مجرد خطة لإصلاح الإعلام، بل هي خارطة طريق نحو إعلامٍ يعمل على بناء وطنٍ أكثر قوة وتلاحمًا. الإعلام في هذه الرؤية ليس مجرد وسيلة نقل للمعلومة، بل هو أداة فاعلة لتحفيز التطور والمساهمة في صورة إيجابية تُعزز مكانة الأردن إقليميًا وعالميًا. الإعلام الأردني، كما يراه ولي العهد، هو قوة ناعمة تُساهم في مسيرة وطن مزدهر، وتؤسس لجيل يفتخر بهويته وتطلعاته.