banner
أخبار محلية
banner

الحاج حسن: تنوع كبير في الأنماط السياحية المتوفرة بالعقبة

{clean_title}
جهينة نيوز -

 

نائب رئيس سلطة العقبة يوضح لـ"الأنباط" التحولات السياحية والاقتصادية في العقبة

حرص على تبسيط الإجراءات الإدارية لجذب المستثمرين

العقبة تستقبل أول باخرة سياحية بعد توقف دام أكثر من عام

 

اعداد فريق الأنباط:يارا بادوسي، دينا محادين، عمر الخطيب، آية شرف الدين، محمد شاهين، زيد مبيضين، عثمان السعودي، ليث حبش، رجائي البلبيسي

لم تعُد العقبة مجرد ميناءٍ تجاري فقط، بل أصبحت اليوم مدينة سياحية تجارية متكاملة، تحتل مكانة متقدمة على خريطةِ السياحة في المنطقة بفضل جهودٍ حثيثة لتطوير بُنيتها التحتية، وتنويع المنتج السياحي، وتقديم حوافز للمستثمرين.

وفي خضمِ السعي للبحث في التطور الذي شهدته المدينة، وما تمَّ تحقيقه وما تواجهه من تحديات، التقت "الأنباط" نائب رئيس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، المهندس حمزة الحاج حسن، الذي كشفَ عن التحولاتِ الكبيرة التي تشهدها محافظة العقبة على الصعيدين السياحي والاقتصادي.

شدد المهندس الحاج حسن، في اللقاءِ الخاص لـ"الأنباط" أن مدينة العقبة كانت وما زالت مركز جذبٍ سياحي على مدارِ السنوات، لا سيما بعد إعلانها كمنطقة اقتصادية خاصة.

وأوضحَ أن العقبة تتميز بأنها مدينة ساحلية ذات بيئة سياحية فريدة من نوعها، إذ أنها تجمع بين عدة أنواع من السياحة، بما في ذلك السياحة البحرية، الثقافية، الدينية والبيئية وذلك بعد أن تم تحويلها إلى منطقة اقتصادية خاصة، أصبحَ القطاع السياحي يشهد تطورًا غير مسبوق، حيث نشهد اليوم تنوعًا كبيرًا في الأنماطِ السياحية التي تقدمها المدينة."

وأضاف أن العقبة تحتل موقعًا استراتيجيًا، ما يجعلها واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، وأضاف:"العقبة تتميز بجوها المعتدل طوال العام، خاصة في فصل الشتاء، حيث تُعد واحدة من أجمل مناطق المشاتي في الأردن، وتستقطب السياح من مختلفِ أنحاء العالم للاستمتاع بالشواطئ الجميلة والأنشطة البحرية مثل الغطس وصيد الأسماك."

 

التنوع السياحي: العقبة مدينة للجميع

وأشارَ الحاج حسن إلى أن العقبة توفر مجموعة واسعة من الأنشطة السياحية التي تُناسب جميع الأذواق والفئات العمرية، وسياحة البحر والشمس تظل واحدة من أبرزِ العوامل التي تجذب الزوار إلى العقبة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالأنشطة البحرية والسباحة في البحر الأحمر. لكن العقبة تقدم أكثر من ذلك، فهي قريبة من وادي رم والبترا، مما يجعلها نقطة انطلاقٍ مثالية لاستكشاف معالم الأردن الطبيعية والثقافية."

وأضاف أنه مع الاهتمام المتزايد بالسياحة البيئية، تُعد العقبة اليوم نقطة جذب للسياح المهتمين بالحياة البرية، خصوصًا بفضل قربها من محمية وادي رم، التي تُعد من أبرز المواقع السياحية البيئية في العالم.

وذكر أن العقبة شهدت اهتمامًا متزايدًا من السياح المحليين والدوليين الذين يزورون المنطقة لتجربة الأنشطة البيئية مثل التخييم والرحلات الاستكشافية في الصحراء.

 

مناخ الأعمال: دعم قوي للمستثمرين

وفيما يخص الاستثمارات، تحدث المهندس حمزة الحاج حسن عن الدعم الذي تقدمه سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة للمستثمرين. قائلاً: "منذ تأسيس منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، تمَّ وضع الأسس لخلق بيئة استثمارية مُحفزة، حيث قمنا بتقديم العديد من الحوافزِ للمستثمرين المحليين والدوليين. العقبة اليوم تقدم حوافز مالية ضريبية، مثل إعفاءات من ضريبة المبيعات والجمارك، بالإضافة إلى تخفيضاتٍ كبيرة في الضرائب على الشركات، حيث تُفرض ضريبة دخل لا تتجاوز 5% فقط."

وأضاف: "نحن نحرص على تبسيطِ الإجراءات الإدارية في العقبة من خلال تقديم خدماتنا من خلال جهة واحدة، مما يقلل من الروتين الإداري ويوفر للمستثمرين بيئة عمل مريحة وأن هذه السياسات أسهمت بشكل كبير في جذبِ استثمارات ضخمة في مختلف القطاعات، ومنها السياحة والصناعة والخدمات."

وأشارَ إلى أن حجم الاستثمارات في العقبة قد بلغ أكثر من 20 مليار دولار، وهو رقم يعكس الثقة الكبيرة التي توليها الشركات العالمية والمحلية في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.

كما أشار إلى النمو الملحوظ في عدد السكان في العقبة الذي وصل إلى نحو 240,000 نسمة، ما يعكس أيضًا التطور السكاني والاقتصادي الذي تشهده المدينة.

 

البواخر السياحية: بداية موسم شتوي واعد

أحد الموضوعات البارزة التي تناولها اللقاء كان عودة سياحة البواخر البحرية إلى ميناءِ العقبة بعد غياب استمر لفترة بسبب الأوضاع السياسية في المنطقة، حيث قال المهندس حمزة: "لقد استقبلنا مؤخرًا أول باخرة سياحية قادمة من جدة بعد توقف دام أكثر من عام، حيث أن هذه العودة هي بمثابة إشارة قوية على استعادة العقبة مكانتها كوجهة سياحية رئيسية في البحر الأحمر.

وأوضحَ أنه في إطار تطوير ميناء العقبة لاستقبال السفن السياحية، تمَّ إنشاء مشروع "مرسى زايد" بتمويل إماراتي، وهو ميناء متخصص لاستقبال البواخرِ السياحية ، ولفت إلى أن هذا المشروع يُعد بمثابة نقطة تحول كبيرة في تعزيز سياحة البواخر في العقبة.

وأضاف: "لقد استقبلنا باخرة سياحية على متنها حوالي 2450 سائحًا، وأغلبهم من الجنسية السعودية، حيث قام العديد منهم بزيارة معالم سياحية في العقبة مثل وادي رم والبترا ، وهذا ما يعكس قوة العقبة كوجهة سياحية على البحر الأحمر.

وأوضحَ المهندس حمزة أن هذه البواخر ستستمر في تسييرِ رحلات منتظمة إلى العقبة، وهو ما يُتوقع أن يكون له تأثير إيجابي كبير على حركةِ السياحة في المدينة. كما تحدَّث عن خطة لإعادة استقطاب السياح الأوروبيين عبر البواخر البحرية في المستقبلِ القريب.

 

مهرجان أمواج العقبة: فاعلية ثقافية وترفيهية

في مجال السياحة الترفيهية، تحدث الحاج حسن عن مهرجان "أمواج العقبة" الذي يُعد أحد أكبر الفعاليات الثقافية والترفيهية التي تحتضنها المدينة، حيث قال: "لقد أصبحَ مهرجان أمواج العقبة من الفعاليات التي يترقبها الكثيرون. يتميز المهرجان بتنوع فعالياته التي تشمل حفلات غنائية، أمسيات شعرية، معارض ثقافية وفنية، بالإضافة إلى فعالياتٍ رياضية وترفيهية تتناسب مع مختلف الأذواق."

وأشارَ إلى أن 85% من فعاليات المهرجان مجانية وتُقام في الأماكن العامة، ما يتيح لجميع الزوار التمتع بهذه الفعاليات. وأضاف: "المهرجان ليس مجرد حفلات غنائية، بل هو منصة لاحتضان الثقافة والفن المحلي والدولي، كما يشجع على مشاركة المجتمع المحلي في هذه الفعاليات."

وأوضح أن المهرجان يعكس رؤية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في تعزيز السياحة الثقافية والترفيهية، وأن هناك خططًا لاستمرار تطوير هذه الفعاليات خلال السنوات القادمة، مع إضافةِ المزيد من الأنشطة التي تلبي احتياجات جميع الزوار.

 

التشاركية بين القطاعين العام والخاص

في ختام اللقاء، تحدث المهندس حمزة عن أهمية التعاون بين القطاع العام والخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في العقبة.

وقال: "نحن في العقبة نعمل جنبًا إلى جنب مع القطاع الخاص لتحقيقِ رؤية التحديث الاقتصادي، التي تهدف إلى زيادة فرص العمل والنمو الاقتصادي، وتعزيز رفاه المواطن."

كما أشارَ إلى أهميةِ الدعم الذي تقدمه الحكومة الأردنية للمشاريع التنموية في العقبة، بما في ذلك الدعم المستمر من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، الذي يولي اهتمامًا خاصًا بمشاريع العقبة والتنمية الاقتصادية فيها.

وأضاف: "التشاركية بين القطاعين العام والخاص هي أساس نجاح المشاريع الكبرى في العقبة، وهي التي ستضمن استدامة النمو الاقتصادي ورفاهية المجتمع المحلي."

 

العقبة على أعتاب مرحلة جديدة

من خلال رؤية استراتيجية واضحة، وعبر جهود حثيثة لتطويرِ البنية التحتية وتنويع الأنماط السياحية، تؤكد العقبة اليوم مكانتها كواحدة من أهمِ الوجهات السياحية في الأردن والمنطقة، من سياحة البحر والشمس، إلى سياحة المؤتمرات، والمعارض، والترفيه، والبيئة، باتت العقبة مدينةً سياحيةً متكاملة تقدم لزوارها تجربة فريدة في كل زاوية من زواياها وذلك بفضل السياسات الجاذبة للاستثمار، والابتكار في تقديمِ الحوافز، والتعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص، تبشر العقبة بمستقبل واعد يسهم في تعزيز الاقتصاد الأردني على المدى الطويل.



تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير