2025-01-15 - الأربعاء
banner
كتّاب جهينة
banner

حسين الجغبير يكتب : من هنا تبدأ المشكلة وتنتهي!

{clean_title}
جهينة نيوز - حسين الجغبير

عديدٌ من التصريحات لمسؤولين أردنيين منذ سنوات طويلة يؤكدون فيها على ضرورةِ الحداثة والتطور، حيث لم تتعدى هذه الأفكار منابرَ الإعلام كشعاراتٍ يُطلقها الجميع دون دراية المواطن بالخلل، ومن أين يبدأ، وكيف سنعالجه؟ وصولاً للأهداف التي يجب أن تحظى بها المملكة كونها تستحق منا أن نخرجَ من عباءة السلبية نحو آفاقٍ من العمل الجاد نحو مزيدٍ من التقدم.
الأردن يعيش أزمة بطء في التقدم، وهي ليست مشكلته وحده، حيث تُعاني منها عشرات الدول، لكن بنسبٍ متفاوتة، لهذه الأزمة أسباب عديدة منها ما يعود للوضع الاقتصادي للدولة، ومنها ما يتعلق بعقليةِ المواطن الأردني في بيئة العمل أو الدراسة، وآخر له علاقة بعدمِ قدرة المسؤولين على النهوضِ بالدولة لاعتباراتٍ عديدة أيضًا، أبرزها آلية اختيارهم لمواقعهم.
نتغافل بطريقة أو بأخرى عن وضع اليد على طريقة حل المشكلة، وهي مشكلة مركبة تبدأ من خلال المدرسة والمناهج التعليمية بالتزامن مع بيئةِ المنزل، ولا يمكن أن نجد لها حلاً إلا إذا عدنا لجذورها، المتمثلة بالتعليم ومناهجه، والمعلم.
في السنوات الأخيرة عمدت الحكومة إلى تطويرِ المنهاج المدرسي، لكن حتى اليوم لم يترك ذلك أثرًا، فلم يراعي هذا المنهاج الدرجة المطلوبة من عملية التدريس التحليلي والتفسيري، فيما لم ننجح، رغم المحاولات، في تطويرِ المعلم وتهيئته نفسيًا وماديًا ليكون مواكبًا لوسائل التدريس الحديثة.
لا شك أن تطورَ أي دولة يكون من خلال امتلاكها لجيلٍ قادر على السير بها نحو الأمام، وهذا للأسف نُعاني في الأردن من نقصٍ شديدٍ فيه، إذ لم ندرك حتى هذه اللحظة أننا غير قادرين على بناءِ جيلٍ جديد، ولم نوفر الأدوات اللازمة لذلك، سواء في المدرسة أو الجامعة، أو بيئة العمل، أو حتى في المنزل، وبالتالي وبمنتهى الواقعية ستبقى عملية التطور التي نريدها شعارات واستراتيجيات متعثرة، وعليه سيكون تقدمًا بطيئًا وبصورة تزيد الفجوة بيننا وبين العالم من حولنا.
يتميز الأردني بأنه يملك أدوات النجاح، وقد كان رياديًا في التعليم والطب والزراعة والصناعة والتكنولوجيا، لكن يبدو أن هذا التميز نتيجة جينات ربانية زُرعت في عقولنا في هذه الأرض، حيث لأجيال عديدة كان التميز أردنيًا في الكثيرِ من المجالات، بيد أننا لم نكن يومًا قادرين على استثمار تلك الميزة التي حبانا الله بها، ولغاية الآن غير قادرين على تدارك ما فاتنا من وقت.
إن بناء الأجيال لا يكون بالدعوات والأمنيات، وإنما بالعملِ الممنهج المبني على دراسات علمية، تساعدنا على عدم هدرِ مزيدٍ من الوقت، وتدفع بعجلة التقدم والتطور لهذا البلد للأمام، وما علينا فعله هو فقط كمرحلة أولى الالتفات إلى المدارس، بمنهاجها التعليمية، وبنوعية الطلبة، والمعلم، والبيئة المدرسية، وإلا سنبقى نسبح في فراغ لا ينتهي أبدًا.

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير