من هنا نبدأ ، رسم خارطة الطريق للتعافي الاقتصادي
جهينة نيوز -لا يخفى على أحد ما شهدته المنطقة خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية من أزمات إقليمية متتالية، كان لها انعكاسات سلبية عميقة على الاقتصاد الأردني وعلى حياة مواطنيه.
لقد شكّلت هذه الأزمات تحدياً مباشراً للأردن نتيجة إغلاق الحدود البرية أمام حركة شاحنات نقل البضائع، مما أدى إلى انقطاع أحد أهم شرايين الاقتصاد الوطني.
ولم تكن تلك الحدود مجرد بوابة مع سوريا، بل كانت قناة حيوية للتبادل التجاري مع دول أخرى كـ لبنان وتركيا، ما عمّق الأثر السلبي على التجارة وحركة الصادرات والواردات.
الأردن وشرايين الحياة الاقتصادية
إن إعادة فتح الحدود البرية ونقل البضائع من وإلى الأردن يمثلان خطوة أساسية لتحسين الأوضاع الاقتصادية، إذ يشكل هذا النقل شرياناً أساسياً يضمن تدفق الأموال ويعيد النشاط إلى قطاعات حيوية، مثل القطاع الزراعي، الذي يعاني منذ سنوات بسبب صعوبات التصدير.
وتشير التقديرات إلى أن 70% من المزارعين الأردنيين غير قادرين على تصدير منتجاتهم بحراً أو جواً، مما يتركهم أمام خيارات محدودة تزيد من معاناتهم وتضعف قدرتهم على الاستمرارية.
التعاون السياسي والاقتصادي: خطوة على طريق الحل
إن زيارة وزير الخارجية السوري للأردن اليوم تعد فرصة محورية لإعادة تقييم العلاقات بين البلدين وفتح صفحة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي، ويجب أن تكون هذه الزيارة نقطة انطلاق جادة لتحركات شاملة تتضمن إقامة شراكات حكومية حقيقية، وإفساح المجال أمام القطاع الخاص لتأدية دوره بفاعلية، عبر إزالة العوائق وتيسير الإجراءات.
فالمرحلة الحالية تتطلب إرادة سياسية قوية تسعى إلى تحقيق المصلحة المشتركة وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
من السياسة إلى الاقتصاد: رحلة التعافي
ومن هنا يجب أن تكون البداية...
إن التشاركات السياسية الجادة هي القاعدة الصلبة التي يمكن البناء عليها لتحقيق الأهداف الاقتصادية الكبرى، وبعد تحقيق هذا التفاهم السياسي، يصبح بالإمكان التوسع إلى مجالات أخرى، مثل تحسين بيئة الأعمال، وتعزيز الاستثمار المحلي والأجنبي، وتطوير البنية التحتية اللوجستية.
أمل جديد: من ضيق الحياة إلى رحاب الأمل
لا شك أن الأردنيين قد أرهقتهم الظروف الصعبة وضيق الحال، لكن الأمل لا يزال قائمًا في قدرة البلاد على النهوض مجددًا، اذ يتطلب الأمر رؤية استراتيجية واضحة وإجراءات عملية تنطلق من الحوار والتعاون مع دول الجوار.
ومن هنا، يجب أن نبدأ وبعزم لتحقيق إنجازات تنعكس إيجاباً على المواطن الأردني وتعيد له ثقته بمستقبل أكثر إشراقاً.
دحام مثقال الفواز