"الأنباط" تعرض أبرز تحديات الشرق الأوسط والتغير بموازين القوى الجديدة بالمنطقة
إيران تعمل على إيجاد طرق جديدة لتعزيز نفوذها في المنطقة
روسيا تقدم مظلة حماية لإيران في مواجهة العقوبات الاقتصادية
السنوات القادمة ستشهد تشكيل قطب عربي ينافس القوى الإقليمية
الأنباط – محمد شاهين
استعرضَ المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، الأستاذ بشار جرار، عبر "الأنباط" أبرز القضايا السياسية التي تُؤثر في الشرق الأوسط.
وتطرق جرار في مقابلة حصرية مصورة لموقع جريدة الأنباط، عبر برنامج قراءة المشهد، إلى العديدِ من الموضوعات الساخنة، بدءًا من تأثير الأحداث الأخيرة في غزة، مرورًا بالأزمة السورية، وصولاً إلى مستقبل العلاقات الدوليَّة في المنطقة.
وأعرب جرار عن قلقه إزاء التأثيرات السلبية لأحداث السابع من أكتوبر على سمعة القضية الفلسطينية. وقال: "ما جرى في غزة بعد هذه الأحداث كان له أثر بالغ على سمعة القضية الفلسطينية في العالم العربي والدولي. وتعطيل قناة السويس بسبب صواريخ الحوثي كان مثالاً على كيفية تأثير هذه الأحداث على المصالح الإقليمية والدولية".
وأوضح أن أي مُحاولة لتفجير الأوضاع في الضفةِ الغربية ستكون بمثابةِ جريمةٍ بحق الفلسطينيين أنفسهم، قائلاً: "نحن بحاجة للحفاظ على المؤسسات الفلسطينية التي تم بناءها منذ اتفاقية أوسلو، ويجب أن نعملَ على استقرار الوضع في الضفة الغربية".
السلطة الفلسطينية والمصالح الإسرائيلية
في سياقِ الحديث عن السلطة الفلسطينية، شدد على أن الهجوم على السلطة الفلسطينية تحت أي ذريعة لن يؤدي إلا إلى فوضى قد تكون لها تداعيات خطيرة. وقال: "من غير المنصف استهداف السلطة الفلسطينية، فهذه السلطة تمثل مكسبًا دبلوماسيًا وعربيًا. وأي محاولة لتفجير الوضع في الضفة الغربية قد تؤدي إلى استنساخ الوضع في غزة، وهو ما سيؤدي إلى تدمير ما تم بناءه منذ أوسلو".
الملف السوري: إيران وحزب الله في مرحلة ما بعد الأسد
أما فيما يخص الوضع في سوريا، فقد تحدث الأستاذ بشار عن تداعياتِ سقوط النظام السوري على حزب الله في لبنان. وأوضح أن إيران لن تتوقف عن محاولة دعم "محور المقاومة"، حتى بعد سقوط نظام الأسد، مضيفًا: "إيران تعمل على إيجاد طرق جديدة لتعزيز نفوذها في المنطقة، لكن لا أعتقد أن سقوط النظام السوري يعني نهاية حزب الله".
وأشار أيضًا إلى أن العلاقة بين إيران وروسيا لها دور كبير في الوضع السوري، مشيرًا إلى أن التفاهمات بين موسكو وطهران كانت حاسمة في دعم نظام بشار الأسد في سوريا.
مستقبل العلاقات الإيرانية والروسية
وفيما يتعلق بالعلاقات بين روسيا وإيران، اعتبر جرار أن الشراكة بين البلدين قد تكون مفتاحًا لفهم التوجهات المستقبلية في المنطقة، قائلاً: "روسيا تقدم مظلة حماية لإيران في مواجهة العقوبات الاقتصادية، وهذا يمنح إيران فرصة لمواصلة مشاريعها النووية والإقليمية".
وتابع أن موسكو تسعى أيضًا لحماية مصالحها في المنطقة من خلال تحالفاتها مع طهران، خاصة في ظل الوضع الدولي المتغير.
موازين القوى في المنطقة بعد 2025
وعند الحديث عن موازين القوى في المنطقة في عام 2025، أكَّد أن الشرق الأوسط يشهد تحولاً كبيرًا في التوازنات. وقال: "في السنوات القادمة، ستكون هناك محاولة لتشكيل قطب عربي قادر على التنافس مع القوى الإقليمية الكبرى مثل إيران وتركيا".
وأضاف أن المستقبل يتطلب استعادة "القرار الوطني" في الدولِ العربية، وإعادة الاعتبار للدولة الوطنية التي يجب أن تكون القاعدة الأساسية للسياسة في العالم العربي.
روسيا والحرب الأوكرانية: دواعٍ استراتيجية في الشرق الأوسط
وفيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، اعتبر جرار أن روسيا تستخدم هذه الأزمة لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط. وقال: "روسيا تسعى إلى تعزيز وجودها في المنطقة من خلال دعم النظام السوري، كما أن التفاهمات بين روسيا وأمريكا بشأن سوريا قد كانت أساسية في تغيير الوضع في المنطقة".
وأشار أيضًا إلى أن الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط سيتأثر بتفاهمات بين القوى الكبرى، وخاصة في ما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة.
الفرص والتحديات بعد 2024
وفي ختام المقابلة، تحدث جرار عن فرص المنطقة بعد عام 2024، وأكد أنه إذا تمَّ استغلال هذه الفرص بشكل صحيح، فإنه يمكن تجنب الكوارث التي بدأت بالظهور قبل السابع من أكتوبر 2023.
وقال: "علينا أن نتعلم من الماضي وأن نستفيد من الفرص التي قد تأتي في المستقبل. المنطقة بحاجة إلى تحول حقيقي، وتحقيق ذلك يتطلب التغيير في النهج السياسي والإقليمي".