banner
كتّاب جهينة
banner

نيو اورلينز إرهابية ام استخبارية ؟

جهينة نيوز -
 
د. حازم قشوع
 
احترق شمس الدين جبار بحادثة نيو أورلينز فى أول يوم من السنة أمام فندق ترامب، وانتهى سره في حادثة احتراقه التي تبدو أن قرارها دبر ليلا بعد بيان ملابسات الحادثة تبين خلاصات ملابسات تشخيص الواقعه، وقد تبين فى بيان أسبابها أن "شمس الدين جبار" كان يحمل أعلام داعش في سيارة السايبر المحروقة، وهذا ما جعل من الرئيس دونالد ترامب يقوم بكيل الاتهام لداعش الإرهابية، ويعزى هذه الحادثه لفعل إرهابيا ضرب ولاية لويزيانا الآمنة وهي الولاية التي يعود تسميتها نسبة لملك فرنسا السابق لويس الرابع عشر وتقع على خليج المكسيك، وهذا ما يجعل من سكانها خليط من نماذج ديموغرافية فرنسيه و أسبانيه كما انجليزيه بسبب هجرة الزنوج إليها من غرب أفريقيا، وهو الخليط المتعايش الذي يجعل الجميع يتسائل عن دواعي هذه الفعلة ومن يقف على ملابساتها سيما وأنها تأتى فى يوم فيه اكتظاظ للمارة فى احد اهم شوارع التسوق في نيو أورلينز، التي تعتبر المدينة الرئيسية بولاية لويزيانا ذات الطابع المدني والتى تقام فيها مباراة جماهيرية فى كره القدم الامريكيه فى نفس يوم هذه الحادثة الجريمة، التي احترق فاعلها بالسيارة وبقية أعلام داعش لتعبر عن هذه العبارة بطريقة غريبة الأطوار بدلالة احتراق المرتكب وبقاء الأعلام.
 
والغريب أن شمس الدين جبار (42 سنه) كان يعمل في الجيش الأمريكي قبل ارتكاب فعلته الجرمية، وهذا يدل انه ليس بالمهاجر غير شرعي، كما يجعل من ملابسات هذه الحادثة غريبة السياق والملابسات سيما وانها لا تحمل استهداف واضح او تستهدف غاية محددة بعينها، الأمر الذى يجعل من الرواية القائمة على بيان الاستهداف بفعلة داعش رواية ناقصة و مشكوك فى أمرها، وتحمل ما تحمل فى طياتها من رسائل غامضة وبائنه فى نفس الوقت، كونها تضع هذه الحادثة ضمن محتويات استخبارية بطابع سياسي وليست جريمه ارهابيه بقصد اثارة اللغط بسبب عدم وجود استهداف موجه لهذه الغاية.
 
لا سيما وان هذه الحادثة ستقود لأمرين سياسيين، الأول ستقوم على ملاصقة تهمة الإرهاب بالاسلام، وأما الثاني فإنها ستشكل ذريعة لضرب بواطن الهجرة التي يريدها ترامب لضربها بعصى غليظة يريد تشكيلها كما انها ذات العصا التي ستدعم سياساته لوقف استقبال المسلمين فى الولايات المتحدة، وتجعله قادر لاتخاذ قرارات مشددة على نظام التأشيرات وتعليمات الإقامة والسفر للمسلمين والعرب ومن غير الانجليين، وكما ستجعله على صعيد متصل يمتلك دافع لدخول فى حرب ضد داعش فى سوريا والعراق واليمن، وهو ما سيجيره ايضا على البقاء فى المنطقة وعدم مغادرتها كما كان يريد الى حيث شمال أستراليا ونحو بحر الصين.
 
هذا في حال كان العمل ناتج عنه وليس موجهة اليه من احد ابناء الجيش الأمريكي برسالة اخرى تحمل ابعاد التباين لمواقف بين الرئيس المنتخب وعمق بيت القرار فى معسكر الجيش والأمن، وهذا أيضا من المفترض ان يأخذ بالحسبان أثناء تتبع ملابسات هذه الحادثة التى لا تحمل بصماتها دلالات اجرامية او تستهدف أهداف واضحة وجلية، الأمر الذى يجعلها غامضة تثير التكهنات في مسألة بيان الدوافع من وراءها فى بحر هذا التوقيت ووسط شارع مدني مزدحم فيه الكل الامريكي ولا يستهدف فئه بعينها او شخصيه سياسيه كبيره او امنيه وازنة، والمعلم الوحيد القريب هو فندق ترامب والفاعل المبين الظاهر أحد أبناء مؤسسة الجيش، وهي العلامة التي تحمل دلالة داخليه وليست علامة خارجية !.
 
ومع دخول فريق ايلون ماسك للتحقيقات بحكم وقوع الحادثة من سيارة سايبر تسلا المستأجرة والتي احترقت بالحادثة بطريقة ذاتية كما يقال، وليس بطريقة التفجير عن بعد وفق المعادلات السيبرانية التي باتت تجاربها خير شاهد عليها تماما كما بينتها أحداث البيجر فى القضاء على قيادات حزب الله، او افعال اخرى طالت اغتيال قيادات سياسيه وامنيه في ايران والمنطقة، إلا أن ملابسات هذه الحادثة الإرهابية الاستخبارية تخيم عليها الكثير من الدوافع والتداعيات التي تجعل من هذه الحادثة أو هذا الفعل الاجرامي يحمل طابع استخباري أكثر منه إرهابي.
 
وأيا ما كان المسبب أو من يقف وراء ارتكاب هذا الفعل، فإن فعلته مدانة وغير مقبولة لا على الصعيد الإنساني ولا على المستوى الأخلاقي، فإن استهداف المدنيين والعبث فى السلم الأهلي هى جملة بيان مرفوضة ... وإن باتت هذه الافعال لن تنطلي على احد، لان العالم اصبح قادر على تتبع الظروف والملابسات كما أصبح بمقدوره الوقوف على الحقائق، سيما وأن العالم بات قرية صغيرة مع وجود الصناعة المعرفية بأطوار قراءة الأمن السيبراني التي لا يجيد الجميع تصنيعها لكن هنالك من هو قادر على قراءتها، وإن كان الذي يمتلك سر فك شيفرة ما يحدث هو ايلون ماسك كونه من يمتلك اختراع الناحيه المدنيه فى شركة تسلا التى تحمل عنوان هويتها التجارية المنظومه السيبرانية.
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير